جبل سيناء ودعم مصر ضد الإرهاب.. أبرز رسائل "بابا الفاتيكان" في زيارته
الجمعة 28/أبريل/2017 - 05:56 م
فايزة احمد
طباعة
ألقى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم الجمعة، كلمة خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، وذلك عقب وصوله إلى القاهرة، في زيارة تستغرق يومين، في محاولة منه لإقامة حوار بين الأديان في مصر.
وترصد "المواطن" أبرز الرسائل التي وجهها بابا روما خلال كلمته في التالي :
"مصر أرض الحضارة"
بدأ البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان بقول "السلام عليكم"، مضيفًا أنه لشرف عظيم أن أبدأ زيارتي لمصر وأشكر أخي الكبير الإمام الأكبر أنه نظم هذا المؤتمر ودعاني إليه"، مؤكدًا أن مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ.
"رجال الدين مسئولون عن العنف"
وجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالته لرجال الدين، قائلًا: "إننا كرجال الدين مسؤولون عن كشف العنف الذي يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء ديني ولا بد من أن نكشف حقيقته التي تبني على الأنانية وليس حب الآخر، ولا بد أن نكشف كل صورة من صور الكراهية التي تعارض حقيقة كل الأديان، إنه إله السلام، إنه الله السلام، ولذلك لا يمكن تبرير أي شكل من أشكال العنف باسم الله".
وأضاف بابا الفاتيكان: "معًا ومن هذه الأرض التي تمثل لقاء السماء والأرض، لا بد أن نكرر رفضنا الواضح لأي شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التي ترتكب باسم الدين أو باسم الله، معًا نؤكد قدسية كل حياة بشرية بعيدًا عن أي نوع من العنف البدني أو الاجتماعي أو التربوي أو النفسي، إن الإيمان الذي لا يولد من قلب خالص وصافي ومن حب حقيقى تجاه الله، هو عبارة انضمام اجتماعي ونفسى لا يحرر الإنسان بل يدمره وكلما ينمو الإنسان في إيمانه نحو ربه فإنه ينمو في حب نحو الآخر.. الدين مدعو إلى نشر السلام دون التخلى عن الأدوات المساعدة للوصول إلى التصالح، ولا بد أن نطلب من الله أن يهبنا السلام ونستطيع الحوار وأن نصل إلى الوئام والتعاون والصداقة".
العالم في حاجة للسلام
قال بابا الفاتيكان، إن المسيحيين لا يستطيعون أن يدعو الله الواحد الأحد، إذا كانوا يتصرفون كإنسان تجاه الإنسان ضد صورة الله، مردفًا: "نحن إخوة الجميع، ولذلك نعترف أنا مشاركون في مكافحة الشر الذي يهدد العالم، حتى أنه لا يكون أرض الأخوة، وإن طريق الإحسان مفتوح أمام كل البشر حتى تستطيع كل الجهود تحقيق الإخاء العالمى".
وتابع: "هذه الجهود ضرورية، لا يخدم رفع الصوت أو زيادة التسليح لحماية أنفسنا، واليوم لا بد أن نكون صانعي سلام، ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى صنع السلام لا إلى إثارة النزاعات، ولا بد أن نكون دعاة تصالح لا ناشري دمار".
واستطرد: "نشهد أننا من جهة نبعد عن واقع الشعوب بأسماء أهداف تبعد عن حقائق الشعوب، من خلال الديماجوجية، والتي لا تساعد في تعزيز السلام، ولا يساعد الحث على العنف على نشر السلام، ولا بد أن الدعوة إلى العنف عامل يساعد دعاة الأصولية والعنف للوقاية من النزاعات ولصناعة السلام، فإن من الأساس التعاون لإنهاء حالات الفقر والاستغلال، حيث تسهل نمو الأصولية وتبريرها، وتدفقات المال والسلاح نحو من يشجع العنف، وأيضًا في أصل الأمر لا بد من مقاومة انتشار الأسلحة التي إذا ما صنعت وبيعت فإنها يوم ما سيتم استخدامها".
"سيناء يرمز للتآخي"
وقال البابا فرنسيس، إن مصر لم تشرق عليها شمس المعرفة فقط، بل أشرقت على أرضها شمس الدين، إذ شهدت الأحداث الدينية عبر التاريخ.
وأضاف البابا، أن مصر امتزجت على أرضها الثقافات المختلفة، مؤكدًا أن التآلف والتآخي أصبح ضرورة لابد منها في يومنا هذا، وهناك جبل يرمز لهذا التآلف في سيناء".
وأوضح بابا الفاتيكان، أن البشرية لا يمكن أن تصل السلام دون الاعتراف بدور الدين في هذه العملية، لذلك لابد من السعي للوصول إلى الله، كما يجب مواجهة التناقض الخطير، الذي يسعى إلى تحديد دور الدين وإبعاده عن الدور الحضاري والمدني، مشددًا على ضرورة الحديث عن خطورة التمييز بين الدين والسياسات.
"الاختلاف الديني لا يعني العداوة"
شدد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، واعتماد استراتيجية كاملة للوصل لـ" الهوية والشجاعة والإخلاص".
وقال بابا الفاتيكان، إنه أولًا لا بد من واجب الهوية، لأنه يمكن بناء حوار على الغموض وعدم الصراحة، ثانيا الشجاعة على الاختلاف، لأن الاختلاف الديني والثقافي لا يعني وجود العداوة الدينية بين الأطراف، ونحن مقتنعون أن خير الجميع هو أيضًا خير لجميع الأفراد، وثالثًا الأخلاص في النوايا، حيث لا بد من اعتماد استراتجية كاملة للوصل لهذه الأهداف.
وأكد البابا، أهمية وجود استراتيجية لتحويل التنافسية إلى تعاون، وتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص مع الآخر، مع الاعتراف بحرياته وحقوقه وخاصة حرياته الدينية لأن هذا الطريق الأمثل للوصل للنجاح في المستقل حتى نصبح بناة حضارة، حيث لا يوجد أي بديل عن اللقاء وعدم الاعتراف بمدنية الصدام، ولا بد من رفض البربرية التي تدعو إلى العنف.
"لابد من رفض البربرية"
وقال بابا فاتيكان، إنه لا بد من رفض البربرية التي تدعو للعنف، ويجب تنشئة الأجيال التي تستجيب للمنطق وزيادة الخير.
وأكد البابا، أن الشباب مثل الأشجار، ينمون ويتعاونون مع الآخر ويتمكنون من تغيير الهواء الملوث بالكراهية إلى الأكسجين النقي للأخوة، مردفًا: "إننا مدعوون مسيحيون ومسلمون على المساهمة في ذلك الأمر".
وتابع: "يمكن أن نسمي أنفسنا أخوة وأخوات لأننا بدون إله نكون كسماء بلا شمس، وندعو الله أن تشرق هذه الشمس، شمس أخوة جديدة على هذه الأرض التي تمثل مهد الحضارة والسلام".