ترقبت حركاتها من بعيد عندما وجدتها تضع يديها داخل حقيبتها، تبحث بصورة سريعة عن شيء، دعني طريقة بحثها عنه التأمل بما ستخرج هذه السيدة، تنفست الصعداء حينما وجدتها أخرجت إبرة وخيط، ظننتها ستحيك شيء بملابسها بصورة اعتدنا عليها من أمهاتنا في البيوت، لكن الدهشة التي أصابت ركاب الأتوبيس بالكامل، حينما انطلقت يداها إلى قطعة قماش قد أتلفها الإهمال من الكرسي المقابل لها، لتحاول جاهدة إصلاح ما أفسده الزمن.

بهذه الكلمات أرسل إلينا أحد ركاب الأتوبيس حكاية دهشته من قيام هذه السيدة التي قدمت نموذجا إيجابيا في وقت يحتاج البعض فيه إلي رقيب دائم حتى لا يرتكب المخالفة، لتظهر لنا فكرة الإصلاح في المجتمع الذي حثت علي الاديان السماوية دون انتظار مقابل.