"كلوا من خيرها ونكروا جميلها".. يهود مصر من أم الدنيا ملاذًًا إلى إسرائيل فرارًا
الثلاثاء 02/مايو/2017 - 10:54 ص
أحمد القعب
طباعة
كعادتهم.. "كلوا من خيرها ونكروا جميلها".. فمع بداية ظهورهم ونزول الديانة اليهودية وقدوم نبي الله يعقوب عليه السلام وأسرته إلى مصر هربا من المجاعة التي أصابت بلادهم، فرت الطوائف اليهودية أفواجا إلى مصر، حيث القحط الذي أصاب بلاد كنعان "جنوب سوريا وفلسطين" ولم يمس ذلك القحط والجوع والكساد أهل مصر ومع وجود نبي الله يوسف علي رأس خزائن مصر بدأت الهجرة من بني إسرائيل، حيث استقرت تلك العشائر بسيناء متخذين من مصر موطنا آمنا توغل البعض منهم داخل مصر.
الانقسام الديني يلاحق اليهود
مع هروب نبي الله موسي ببني إسرائيل من فرعون خرج الكثير من تلك العشائر تلك لحظة الهروب كلم الله نبه موسى بسيناء وانزل عليه التوراة حين ذاك، ومع تواجد القلة التي عملت للتأقلم بالمجتمع وفق تقلباته وتطوراته حيث انقسم اليهود في مصر إلى طائفتين اعتمادا علي الانتماء الديني وهم "الربانيين" وهم غالبية يهود العالم حيث يؤمنون بالأسفار التسعة والثلاثين من التوراة الي جانب التلمود، وطائفة "القرائين" وهي أقل حجما ونفوذا من الربانيين مؤمنون بالتوراة ولا يؤمنون بالتلمود.
الغزو اليهودي على مصر
فقدر عدد اليهود مع مرور الزمن، خاصة اليهود المصريين الأصليين الذي عاشوا في مصر لفترات طويلة بنحو 15%، بما يعني 10 آلاف من أصل 150 ألف يهوديا عاش قديما بمصر ازداد هذا العدد بقدوم الجاليات اليهودية الأجنبية، حيث بلغوا عدة ملايين ومع دخول الإسلام واعتناق الكثير له وهجر آخرين.. بدأت تلك الأعداد تضمحل حيث وصلوا بالإسكندرية وحدها في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي ازداد العدد حتى وصل إلى 18 ألفا في أوائل القرن العشرين، ليرتفع إلى 40 ألف في عام 1948 تلك الفترة عملت تلك الجاليات اليهودية، أنشأت الجالية مدارس لأطفالهم وكان عدد التلاميذ يتعدى الألف اعتمادا على اللغة العبرية كلغة رسمية، لكن لم تدوم تلك المدارس سوى ثلاث أعوام وأغلقت نهائيا في عام 1918م.
وفي تلك الحقبة الزمنية، أيضًا، ظهر أول اتحاد صهيوني في عام 1917م نتيجة اتحاد أول جمعية صهيونية في مصر والتي تكونت عام 1897 وذلك مع ما تكون من 14 جمعية في القاهرة والإسكندرية برئاسة جاك موصيري ليصدرا مجلة "إسرائيل" باللغة الفرنسية، ورغم هذا العدد الذي تخطي 50 ألف يهوديا قديما إلا ما نجده الآن لا يتخطى حاجز المئات وإن وصل المئة، وذلك نتيجة الهجرات التي أطالت غالبيتهم بعد وعد بلفور بدعم إقامة دولة يهودية إسرائيلية بفلسطين، حيث هاجر الآلاف بما يقرب من 40 ألف يهوديا لدعم هذا الوطن القومي الوليد الذي تدعمه الحكومة البريطانية ليبقي القلائل من الجاليات اليهودية يعملون ببعض الأعمال الحرفية البسيطة.
ولكن يبقي السؤال كم عدد اليهود الآن؟ وأين يتواجدون؟ وما هي أعمالهم؟.. فتشير التقديرات إلى أن أعداد اليهود بشكل عام فى مصر حتى عام 1947 كانت تتراوح ما بين 64 و75 ألفا، وأصبح عددهم حاليًا لا يتعدى مائة شخص متفرقين بين القاهرة والإسكندرية ومعظمهم من الطاعنين في السن فمعظمهم يعيشون في القاهرة ما بين عمالا وصنايعية وبعضهم كان يعمل في الصرافة والتجارة، وانصهرت الطائفة في النسيج المجتمعي المصري حتى اشارت أخر التقارير أن عددهم لا يتعدى الآن الخمسين يهوديا.
النشاط الاقتصادي والتجاري
وفى الفترة التي عاش فيها اليهود كمواطنين مصريين وكجزء من النسيج الاجتماعي والوطني، كان طبيعيا أن تبرز عائلات يهودية مصرية في العديد من أوجه النشاط الاقتصادي والتجاري مثل: "عائلة موسى قطاوي باشا، الذي أسس خط سكة حديد أسوان، وشركة ترام شرق ووسط الدلتا، وكان وزيرا للمالية أيام سعد زغلول وعضوا في لجنة دستور 1923، وعدس الذي أسس الشركة المصرية للبترول في عشرينيات القرن العشرين، وشركات بنزايون، وهد ريفولي، وهانو، وعمر أفندي، وشيكوريل" الذى كان رئيسا لغرفة التجارة وقاضيا في المحكمة المختلطة، وموريس جاتينيو الذى أسس شركة جاتينيو وكان شيكوريل متجرًا للأرستقراطية المصرية بما في ذلك العائلة الملكية، لكنه احترق بكرات لهبٍ ألقيت عليه أثناء حرب فلسطين الأولى عام 1948.. ثم دَمر مرة أخرى في حريق القاهرة مطلع عام 1952م، في المرتين أعيد بناؤه بمساعدة الحكومة، وبقي على حاله حتى وَضعَ تحت الحراسة بعد نشوب حرب السويس 1956م، وسرعان ما تخلى أصحابه عنه ببيع أسهمه لرجال أعمال تكره تجارة الفحم وكان له دور في دعم الحركة الصهيونية، وسوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية وكان صرافا وأسس بنكا، وفي المجال الفندقي برز اسم عائلة موصيري في فنادق الانتركونتننتال، مينا هاوس سأقوي، سان ستيفانو، وكانت هذه العائلة التي شيدت معبد اليهود في وسط القاهرة في شارع عدلي أحد أشهر أحياء القاهرة التجارية والذي تم تجديده عام 1988.
أملاك اليهود في مصر
تنقسم أملاكهم حاليا حسب ما ذكرته رئيسة الطائفة اليهودية فى القاهرة كارمن وأينشتاين، إلى ثلاث أنواع المعابد، حيث يوجد في القاهرة نحو 21 معبدا يهوديا أشهرها معبد بن عيزرا، ومعبد عدلي وهو المعبد الحالي للممارسة الشعائر اليهودية، ومعبد القرائين في العباسية.
والنوع الثاني هو الجبانات "الترب او المقابر" وأهمها جبانة البساتين، وجبانة أبو السعود في مصر القديمة، أما النوع الثالث يضم عددا من المدارس منها مدرسة الحسينية للتعليم الصناعي والأهرام للتعليم الصناعي بمنطقة العباسية إلى جانب مدرسة النصر بحي باب الشعرية.
كما امتلك اليهود في أيضًا "إميل عدس" الشركة المصرية للبترول التي تأسست برأس مال 75000 جنيه في بداية عشرينيات القرن العشرين، في الوقت الذي احتكر فيه اليهودي إيزاك ناكامولي تجارة الورق في مصر.
تجارة الأقمشة والملابس والأثاث
اشتهر اليهود بتجارة الأقمشة والملابس والأثاث حتى أن شارع الحمزاوي والذي كان مركزًا لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا، وهي محال شهيرة أسسها كليمان شملا كفرع لمحال شملا باريس، وقد تحولت إلى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري.
ويمكن القول إن اليهود في مصر استطاعوا تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت أقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني فيه ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية، واستطاع يهود مصر أن يصبحوا أغنى طائفة يهودية في الشرق الأوسط، ولم يتأثروا بإلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة إلى مصر.
الانقسام الديني يلاحق اليهود
مع هروب نبي الله موسي ببني إسرائيل من فرعون خرج الكثير من تلك العشائر تلك لحظة الهروب كلم الله نبه موسى بسيناء وانزل عليه التوراة حين ذاك، ومع تواجد القلة التي عملت للتأقلم بالمجتمع وفق تقلباته وتطوراته حيث انقسم اليهود في مصر إلى طائفتين اعتمادا علي الانتماء الديني وهم "الربانيين" وهم غالبية يهود العالم حيث يؤمنون بالأسفار التسعة والثلاثين من التوراة الي جانب التلمود، وطائفة "القرائين" وهي أقل حجما ونفوذا من الربانيين مؤمنون بالتوراة ولا يؤمنون بالتلمود.
الغزو اليهودي على مصر
فقدر عدد اليهود مع مرور الزمن، خاصة اليهود المصريين الأصليين الذي عاشوا في مصر لفترات طويلة بنحو 15%، بما يعني 10 آلاف من أصل 150 ألف يهوديا عاش قديما بمصر ازداد هذا العدد بقدوم الجاليات اليهودية الأجنبية، حيث بلغوا عدة ملايين ومع دخول الإسلام واعتناق الكثير له وهجر آخرين.. بدأت تلك الأعداد تضمحل حيث وصلوا بالإسكندرية وحدها في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي ازداد العدد حتى وصل إلى 18 ألفا في أوائل القرن العشرين، ليرتفع إلى 40 ألف في عام 1948 تلك الفترة عملت تلك الجاليات اليهودية، أنشأت الجالية مدارس لأطفالهم وكان عدد التلاميذ يتعدى الألف اعتمادا على اللغة العبرية كلغة رسمية، لكن لم تدوم تلك المدارس سوى ثلاث أعوام وأغلقت نهائيا في عام 1918م.
وفي تلك الحقبة الزمنية، أيضًا، ظهر أول اتحاد صهيوني في عام 1917م نتيجة اتحاد أول جمعية صهيونية في مصر والتي تكونت عام 1897 وذلك مع ما تكون من 14 جمعية في القاهرة والإسكندرية برئاسة جاك موصيري ليصدرا مجلة "إسرائيل" باللغة الفرنسية، ورغم هذا العدد الذي تخطي 50 ألف يهوديا قديما إلا ما نجده الآن لا يتخطى حاجز المئات وإن وصل المئة، وذلك نتيجة الهجرات التي أطالت غالبيتهم بعد وعد بلفور بدعم إقامة دولة يهودية إسرائيلية بفلسطين، حيث هاجر الآلاف بما يقرب من 40 ألف يهوديا لدعم هذا الوطن القومي الوليد الذي تدعمه الحكومة البريطانية ليبقي القلائل من الجاليات اليهودية يعملون ببعض الأعمال الحرفية البسيطة.
ولكن يبقي السؤال كم عدد اليهود الآن؟ وأين يتواجدون؟ وما هي أعمالهم؟.. فتشير التقديرات إلى أن أعداد اليهود بشكل عام فى مصر حتى عام 1947 كانت تتراوح ما بين 64 و75 ألفا، وأصبح عددهم حاليًا لا يتعدى مائة شخص متفرقين بين القاهرة والإسكندرية ومعظمهم من الطاعنين في السن فمعظمهم يعيشون في القاهرة ما بين عمالا وصنايعية وبعضهم كان يعمل في الصرافة والتجارة، وانصهرت الطائفة في النسيج المجتمعي المصري حتى اشارت أخر التقارير أن عددهم لا يتعدى الآن الخمسين يهوديا.
النشاط الاقتصادي والتجاري
وفى الفترة التي عاش فيها اليهود كمواطنين مصريين وكجزء من النسيج الاجتماعي والوطني، كان طبيعيا أن تبرز عائلات يهودية مصرية في العديد من أوجه النشاط الاقتصادي والتجاري مثل: "عائلة موسى قطاوي باشا، الذي أسس خط سكة حديد أسوان، وشركة ترام شرق ووسط الدلتا، وكان وزيرا للمالية أيام سعد زغلول وعضوا في لجنة دستور 1923، وعدس الذي أسس الشركة المصرية للبترول في عشرينيات القرن العشرين، وشركات بنزايون، وهد ريفولي، وهانو، وعمر أفندي، وشيكوريل" الذى كان رئيسا لغرفة التجارة وقاضيا في المحكمة المختلطة، وموريس جاتينيو الذى أسس شركة جاتينيو وكان شيكوريل متجرًا للأرستقراطية المصرية بما في ذلك العائلة الملكية، لكنه احترق بكرات لهبٍ ألقيت عليه أثناء حرب فلسطين الأولى عام 1948.. ثم دَمر مرة أخرى في حريق القاهرة مطلع عام 1952م، في المرتين أعيد بناؤه بمساعدة الحكومة، وبقي على حاله حتى وَضعَ تحت الحراسة بعد نشوب حرب السويس 1956م، وسرعان ما تخلى أصحابه عنه ببيع أسهمه لرجال أعمال تكره تجارة الفحم وكان له دور في دعم الحركة الصهيونية، وسوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية وكان صرافا وأسس بنكا، وفي المجال الفندقي برز اسم عائلة موصيري في فنادق الانتركونتننتال، مينا هاوس سأقوي، سان ستيفانو، وكانت هذه العائلة التي شيدت معبد اليهود في وسط القاهرة في شارع عدلي أحد أشهر أحياء القاهرة التجارية والذي تم تجديده عام 1988.
أملاك اليهود في مصر
تنقسم أملاكهم حاليا حسب ما ذكرته رئيسة الطائفة اليهودية فى القاهرة كارمن وأينشتاين، إلى ثلاث أنواع المعابد، حيث يوجد في القاهرة نحو 21 معبدا يهوديا أشهرها معبد بن عيزرا، ومعبد عدلي وهو المعبد الحالي للممارسة الشعائر اليهودية، ومعبد القرائين في العباسية.
والنوع الثاني هو الجبانات "الترب او المقابر" وأهمها جبانة البساتين، وجبانة أبو السعود في مصر القديمة، أما النوع الثالث يضم عددا من المدارس منها مدرسة الحسينية للتعليم الصناعي والأهرام للتعليم الصناعي بمنطقة العباسية إلى جانب مدرسة النصر بحي باب الشعرية.
كما امتلك اليهود في أيضًا "إميل عدس" الشركة المصرية للبترول التي تأسست برأس مال 75000 جنيه في بداية عشرينيات القرن العشرين، في الوقت الذي احتكر فيه اليهودي إيزاك ناكامولي تجارة الورق في مصر.
تجارة الأقمشة والملابس والأثاث
اشتهر اليهود بتجارة الأقمشة والملابس والأثاث حتى أن شارع الحمزاوي والذي كان مركزًا لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا، وهي محال شهيرة أسسها كليمان شملا كفرع لمحال شملا باريس، وقد تحولت إلى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري.
ويمكن القول إن اليهود في مصر استطاعوا تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت أقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني فيه ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية، واستطاع يهود مصر أن يصبحوا أغنى طائفة يهودية في الشرق الأوسط، ولم يتأثروا بإلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة إلى مصر.