"باب الشعرية" منطقة تشتهر بالكنوز المدفونة في باطن الأرض منذ أن حظيت باهتمام في العصر الإسلامي في عهد الأيوبيين مما جعلها محط أنظار المئات من لصوص الآثار الباحثين عن الثراء السريع والفاحش والهروب من الفقر، كما جعلها محط أنظار الدجالين والمشعوذين الذين يبيعون الوهم للطامعين.

"محمد صابر" موظف على المعاش، ومقيم بالمنطقة، يقول فى الشهور القليلة الماضية أصابت حمى التنقيب عن الآثار العشرات من مواطني المنطقة، أصحاب النفوس الضعيفة على حد وصفه، بصورة لم تشهدها من قبل، وأصبحت ظاهرة التنقيب منتشرة نتيجة للظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، وغلاء المعيشة ما دفعهم إلى اللجوء للدجالين والمشعوذين، الذين يوهمون العديد منهم بأن منازلهم أو منازل أناس آخرين تحوى داخلها مقبرة فرعونية بها الكثير من الكنوز، ويحصلون منهم على مبالغ مالية كبيرة، الأمر الذي أدى إلى عمليات حفر أسفل تلك المنازل نتج عنها تصدع العديد من الأبنية المجاورة، ودفع الكثير منهم حياتهم ثمنًا لهذا السراب والبعض الآخر كانت نهايتهم السجن وتشرد أسرهم.

الفقر ايضًا عاملًا دفع البعض منهم إلى التنقيب، هو ما أكده "حامد محسن" صيدلي.
فيما أشار علي محسن سمسار أراضٍ، إلى ارتفاع أسعار المنازل بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، من بعض رجال الأعمال ولصوص الآثار في التنقيب في تلك المناطق التي عُثر بها من قبل على العديد من المقابر الفرعونية والقطع الأثرية.

وبسؤال مصدر مسئول بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أكد أن معدلات قضايا التنقيب عن الآثار أسفل المنازل في باب الشعرية زادت بصورة مفزعة، حيث تم تحرير نحو 426 قضية تنقيب عن الآثار خلال الست سنوات الأخيرة فقط بمعدل 65 قضية سنويا، فيما كان في السابق 12 قضية فقط، بحسب قوله.

فى السياق ذاته، أكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة أن أجهزة البحث الجنائي بالتنسيق مع شرطة السياحة والأثار نجحت في ضبط أكثر من 10 قضايا تنقيب عن الآثار خلال الشهور الماضية في عدد من الشوارع، منها ضبط كمية من الشواهد الأثرية بمنزل شخصين أثناء قيامهما بالتنقيب عن الآثار بأماكن خاضعة لهيئة الآثار، وضبط سائق"توك توك" و5 آخرين أثناء تنقيبهم عن الآثار في أحد منازل المنطقه، والقبض على 6 أشخاص أثناء محاولتهم الحفر والتنقيب عن الآثار بمسكنهم، و9 أشخاص أثناء قيامهم بالتنقيب عن الآثار بمركز فاقوس، كما تم ضبط عاطل لقيامه بالتنقيب عن الآثار داخل منزله، بخلاف ضبط العشرات من القطع الأثرية بحوزة عصابات مسلحة ومهربين.