حلّ الدكتور هاني سويلم أستاذ التنمية المستدامة بألمانيا، ضيفًا على برنامج "آخر النهار" مع الإعلامي خيري رمضان، أمس الاثنين، على فضائية "النهار"، وكشف العديد من الموضوعات الخاصة بالتنمية والتعليم وأزمة المياه، وفيما يلي أبرز تصريحاته خلال الحلقة:

1- تعلمت فى مدارس عادية، لأن التعليم فى وقتها كان منظومة متكاملة يؤدى كل من فيها دوره، ثم انتقلت إلى جامعة الزقازيق لدراسة الهندسة المدنية، وبعدها سافرت لجامعة ساوثهامبتون بإنجلترا لدراسة الماجستير، ولم أشعر بأى اختلاف لأن هندسة الزقازيق كان لها خطوات سباقة لدراسة المياه والبيئة.

2- حلمت بدراسة الهندسة فى ألمانيا، لأن "الهندسة وألمانيا" مرتبطان ببعضهما البعض، والعلماء المصريين فى الخارج يبهرون المجتمع هناك بسهولة، لامتلاكهم ذكاء فطرى نتيجة صعوبة الحياة، يتجلى من خلال الحلول غير المتوقعة التي يحلو بها المشكلات التى تطرح.

3- الفجوة بين مصر والعالم جاءت نتيجة لتأخر التعليم والبحث العلمى وهى ليست مسئولية الدولة فقط بل المجتمع بأكمله، فإذا كان التعليم جيدًا، سنجد جميع الأمور منضبطة، ويجب بداية الاهتمام بالمعلم من حيث توفير دخل مناسب ومستوى اجتماعى جيد ليس ماديًا فقط، بل معنويا أيضًا، وأخيرا تدريبه فنيًا وتطوير مهاراته.

4- لو كنت رئيس جمهورية سأوفر الحد الأدنى من الحياة للشعب وأوجه كافة إمكانياتى لتطوير التعليم والتدريب، فهناك علاقة مباشرة بين التعليم والتدريب والاقتصاد تظهر فى الإنتاج ويجب تغيير النظرة للتعليم الفني.

5- لو أنتجت مصر منتجين أو أكثر باسمها تحت شعار "صنع فى مصر"، وقامت بتصديرها ستُنقل نقلة أخرى، فمثلا فنلندا بـ"موبايل واحد" غزت العالم، فالبحث العلمى الآن أصبح تابع لشركات وليس للدول لأن هدفها سيكون الربح.

6- مصر بلد غنية جدا فى الموارد، فهى تمتلك البحرين الأبيض والمتوسط ونهر النيل وكذلك حزام للطاقة الشمسية لا يوجد فى العديد من البلاد، بالإضافة للرمال، وهنا يأتى دور البحث العلمي فى تحقيق أقصى استفادة من هذه الموارد.

7- لو قامت مصر بتصنيع تكنولوجيا تحلية مياة خاصة بها وتكون تكلفتها قليلة ستُنقل نقلة أخرى اقتصاديا، فأغلب دول الشرق الأوسط عندهم مشاكل فى تحلية المياة، خاصة مع ارتفاع أسعار تكنولوجيا التحلية المستوردة لأننا غير منتجين لها مع استخدام الطاقة الشمسية فى هذا المشروع، ولهذا يجب أن يتحول إلى مشروع قومى تتكاتف فيه جميع جهود الدولة والبحث العلمى.

8- وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، له رؤية ومشروع قومى لكن يجب إعطائه الوقت لتنفيذ مشروعه.

9- التنمية المستدامة يتجه لها العالم كله الآن، ومعناها هو إحداث التوازن بين الاقتصاد والمجتمع مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، فمصر فى 2010 كان معدل نموها الاقتصادى جيد، لكن لم يشعر المواطن به، وهذا خطأ حيث يجب دائما تحقيق التوازن بين كل هذه الأطراف.

10- قرار سد النهضة ليس وليد اللحظة بل من عشرات السنين وهو بالفعل يؤثر على الأمن المائى لمصر، فعندما أتخذ قرار استصلاح أراضى يجب أن أعلم فى البداية كم يتكلف استصلاح الأرض وكم ستنتج.

11- عند زراعة محاصيل زراعية أو تربية أى ماشية يجب فى البداية معرفة البصمة المائية لها، أى كم تتكلف من المياه، فالقمح على سبيل المثال يتكلف الكيلو منه 1300 لتر مياه من وقت زراعته، أما كيلو اللحم يستهلك 15ألف لتر مكعب، فهنا يجب أن أرى تكلفته مقابل استيراده وأقارن بما يحقق لى الفائدة، كما يمكن اللجوء للاستزراع السمكى فى المياة المالحة وعندئذ أستطيع تصدير الأسماك وأقوم بشراء المنتجات التى أحتاجها، فنحن بلد تعانى من الفقر المائى ليس بسبب سد النهضة فقط بل بسبب الزيادة السكانية الكبيرة فى مصر كذلك.

12- يمكن أن أحقق التعاون مع الدول الإفريقية لدول حوض النيل التي يسقط عليها حوالى 200مليار متر مكعب مياه، فيمكن استغلال هذه الأراضى فى تربية الماشية أو استيراد الماشية منها بدلا من البرازيل.

13- أرى التعامل مع قضية سد النهضة يسير بخطى أفضل من العهود السابقة، فهناك علاقات وتعاون مع الدول الإفريقية لم يكن موجودًا فى الماضى وستزداد إذا تم تنميتها اقتصاديا.

14- أحب دائما سماع الأغانى المصرية خاصة أغانى محمد منير الوطنية، وحرصت على تعليم أولادى اللغة العربية، وقاموا بزيارة بلدهم الأم من قبل.