بقلم /د.محمد قطب
” ربنا يجازيك خير ويبارك فيك يا دكتور ”
أكاد أجزم أنه لا يوجد دكتور محترم في مصر يتقي الله في عمله وفي رعاية وحسن معاملة مرضاه إلا وقد ترددت هذه الجملة على أذنيه أكثر من مرة.
و لكننى اليوم في حديثى هذا سأختص بالذكر دكتور معين وتخصص محدد.. وهو دكتور العلاج الطبيعى .. فالعلاقة بين المريض ودكتور العلاج الطبيعي هي علاقة من نوع خاص.. ففي باقي التخصصات تنتهي علاقة المريض بالدكتور بعد انتهاء الكشف أو على أقصى تقدير بعد أيام معدودة بانتهاء الإعادة أو الاستشارة.. بينما مع دكتور العلاج الطبيعي فالوضع مختلف فهذه العلاقة تمتد هنا إلى أسابيع وشهور وقد تصل الى أعوام طوال !!
وتبدأ رحلة الإعداد في كليات العلاج الطبيعي، فخلال الـ ٦ سنوات التي يدرس بها الطالب داخل الكلية، لا يتم تعليمه العلوم الطبية كالتشريح وعلم وظائف الأعضاء والتفاصيل الدقيقة في جهاز الإنسان العضلي و العصبي فحسب.. بل يتم تعليمه ما هو أهم و أعظم من ذلك.. و هو صناعة الأمل في النفس البشرية
فلا قيمة لكل ما يتعلمه دكتور العلاج الطبيعي أيا كان تخصصه الدقيق دون أن يتعلم أولا صناعة الأمل.. فإحياء الأمل في نفوس من كادوا أن يفقدوه هو أهم تخصص دقيق في تخصصات العلاج الطبيعي خاصة وفي سائر فروع الطب المختلفة عامة.
فالمريض قبل أن يكون جسدا هو روح.. وقبل أن تكون إصابته جسدية، إصابته النفسية يكون وقعها أشد ألما و أقوى.. وإذا لم يلتفت مقدم الخدمة الطبية إلى الجانب النفسي للمريض أولا، فلن يجدي نفعا كل ما يقدمه له من علاج دوائي كان أو طبيعي !!
لذا فإن رسالتى اليوم إلى كل زملائي.. إعلموا أعزائى أن الإصابه تبدأ من الجسد ولكن العلاج يبدأ من النفس .. لا تستهين أبدا بآلام المريض النفسية.. فلن يستجيب لك الجسد والنفس معتلة.. أنتم أحبائى ملائكة الرحمة و صناع الأمل.. فمن حيث يبعث الأمل يقتل الداء.. وإذا مات الأمل في نفس المريض فلا شفاء و لا دواء !!
د.محمد قطب الهواري
عضو مجلس النقابة العامة للعلاج الطبيعي