كاتب أمريكي: جولة ترامب الخارجية أثبتت أن وعوده الخاصة بـ «أمريكا أولا» لن تحدث
الإثنين 29/مايو/2017 - 10:18 ص
أ ش أ
طباعة
اعتبر الكاتب الأمريكي أندرو جيه باسيفيتش، أن رحلة الرئيس دونالد ترامب الخارجية الأولى كشفت بوضوح عن منهجه على صعيد السياسة الخارجية، وأن النقاد الذين كانوا متخوفين من انعزال أمريكا دوليا بانتخابه، يمكن ألا يتخوفوا بعد الآن؛ وأن الذين انتخبوه بسبب شعار حملته الانتخابية «أمريكا أولا» -هؤلاء يحق لهم أن يشعروا بـ«ندم المشتري».
وقال باسيفيتش -في مقال نشرته صحيفة (بوسطن جلوب)- إنه منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ومؤسسة الأمن القومي تشهد توسعا في مواردها على نطاق كبير بهدف استئصال العنف الجهادي ضد الغرب، ومع ذلك فإن نتيجة الحرب العالمية على الإرهاب لم تؤت الثمار المرجوة؛ وفي واقع الأمر يمكن أن يُعزى نجاح ترامب كمرشح إلى تنويهه عن تلك الحقيقة تحديدا؛ فلقد صرح ترامب علانية بما لم يمتلك الكثيرون في واشنطن الجرأة على التصريح به وهو أن الحملات العسكرية المطولة في العراق وأفغانستان وغيرهما لم تؤت ثمارها المرجوة، وبدلا من الحد من الإرهاب ساهمت الجهود العسكرية الأمريكية في تغذية ذلك الإرهاب، واقترح ترامب أن الوقت قد حان لكي تلتفت الولايات المتحدة إلى احتياجاتها الخاصة.
ورأى أنه كان من المنتظر أن يسعى ترامب إلى تنفيذ وعود حملته الانتخابية الخاصة بـ «أمريكا أولا» في أولى رحلاته الخارجية، لكن العكس تماما هو ما حدث، لقد تخلى ترامب بشكل فعال عن مواقف كان قد أعلن التزامه به في حملته الانتخابية: ففي تلك الرحلة أكد ترامب الحرب على الإرهاب وأعاد بلورتها وضَمِنَ استمراريتها.
ولفت إلى أنه وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وعبر الإطاحة بأنظمة متهمة بالتورط في التعاون مع الإرهابيين، أوجدت الولايات المتحدة عن غير قصد فراغا في القوى الإقليمية سرعان ما ملأته الجماعات الإرهابية؛ وعلى مدار العقود التالية حققت القوات الأمريكية نجاحا محدودا في تقويض كيانات أمثال القاعدة وداعش وطالبان؛ والآن، وبدلا من محاولة الوقوف على أسباب الفشل، فإن ترامب يعيد تعريف المشكلة ففي خضم الحرب على الإرهاب، اتضح أن إيران كانت على الدوام هي العدو الحقيقي.
ورأى باسيفيتش أن توجيه أصابع الاتهام لإيران يأتي منسجما مع مصالح قوى أخرى في المنطقة كإسرائيل التي تبحث عن تهديد خارجي تصرف به الأنظار عن ممارساتها المقوّضة لإمكانية قيام دولة فلسطينية؛ وهكذا فإن ترامب الذي جاء تحت شعار «أمريكا أولا» قد جعل أمريكا طرفا في صراعات إقليمية بعيدة عن أمن الشعب الأمريكي.