بالصور.. تعرف على حي "الأزاريطة " بالإسكندرية
الخميس 01/يونيو/2017 - 07:27 م
أحمد نصري
طباعة
تعتبر منطقة الأزاريطة التابعة لنطاق حى وسط بمحافظة الإسكندرية، منطقة من أرقى المناطق بالإسكندرية، والتى يعرف عنها أنها مكان لسكن الصفوة، حيث يوجد فى نطاقها كلية طب أسنان وعلى بعد مسافة قريبة من مسجد القائد إبراهيم ومكتبة الإسكندرية، والمفارقة أنها على بعد 120 متر فقط من مقر حى وسط الإسكندرية.
وقد شهدت منطقة الأزاريطة فجر اليوم، كارثة كبيرة فى سقوط عقار مائل على آخر مقابل له، مما أسفر عن تشريد 19 أسرة.
ويعتبر حى الأزاريطة من أرقى وأعرق مناطق الإسكندرية لأسباب عدة؛ أهمها موقعه الجغرافى المتميز، والذى يقع فى منتصف محافظة الإسكندرية، وهو من أقدم أحياء الإسكندرية حيث يظهر الفن الرومانى بالبناء الرومانى واليونانى القديم، والذى ينتشر فى جميع أنحاء الإسكندرية وبالأخص فى وسط الإسكندرية والتى تمثلها.
ويرجع تاريخ إنشاء منطقة الأزاريطة إلى فترة حكم "محمد على باشا" حاكم مصر، الذى أراد النهوض بمدينة الإسكندرية، فأنشأ بها مجلسا صحيًا، إلا أنه وبعد انتشار مرض الكوليرا فكر فى إدخال نظام الحجر الصحى المعمول به فى أوروبا فجمع قناصل الدول وشكل منهم لجنة، وأصدر بعدها قرار إنشاء أول محجر صحى يقع بجانب الميناء الشرقى، الذى يرسو به سفن الجاليات الأوروبية والأجنبية.
وقد أطلق عليه اسم "لازاريتية" ذات أصل لاتينى نسبة إلى أول محجر صحى تم بناؤه فى فرنسا فى جزيرة "سانت مارى دو نازاريه"، حيث كان يفد إليها القادمون من الشرق، فأقاموا هذا المحجر كنوع من الرعاية الصحية، ويشغل مكان المحجر الصحى حالياً مستشفى الجامعة الرئيسى "المستشفى الأميرى".
ولقد كانت الأزاريطة الحى الملكى "البركيون" أثناء عصر البطالمة الذى ضم المكتبة القديمة والمجمع العلمى "الموسيون" اللذين استمرا يبثان العلم لجميع أنحاء العالم حتى عام 272م، إلى أن أحرق الإمبراطور أوريليان الحى بأكمله بما فيه من معابد ومقابر ملكية.
وكان حى الأزاريطة حى كوزموبوليتانى، حيث عرفت الأزاريطة بسكانها من الجاليات المختلفة، وبالأخص اليونانيين الذين كانوا يمثلون غالبية السكان، واشتغلوا بالتجارة والبقالة، حيث يوجد المربع اليونانى بالحى، وهو يضم المدرسة اليونانية "سالفاجو"، والملجأ اليونانى "مانا".
وكانت الجالية تجتمع بمقر النادى اليونانى الذى يقف على ناصية شارع «سوتر»، فكانت موسيقى الحفلات الصاخبة تدوى فى أرجاء هذا الحى. وعندما هجروا الإسكندرية عقب ثورة يوليو (تموز) عام 1952، تحولت محالهم إلى ورشات للحرفيين، وورشات قطع غيار السيارات، وخاصة فى الجزء الجنوبى منها، أما الجزء الشمالى منها فهو الجزء الراقى.