"وول ستريت جورنال": أوروبا على وشك استنفاذ قدراتها العسكرية.. وأمريكا تنتقد
السبت 03/يونيو/2017 - 12:31 م
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن جنودا ألمان في كتيبة المشاة الخفيفة رقم 413 بالقرب من ساحل بحر البلطيق، اشتكوا العام الماضي من عدم امتلاكهم ما يكفى من بنادق القنص أو الاسلحة المضادة للدبابات أو النوع المناسب من السيارات العسكرية.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - إنه خلال التدريبات، أخبر الجنود الألمان أمين المظالم في البرلمان الألماني، بأن كتيبتهم ليس لديها الذخيرة لمحاكاة ظروف المعارك، وبدلا من ذلك، طُلب منهم أن يتصوروا الانفجارات ويحاكوها.
وذكرت:"أنه في جميع انحاء أوروبا، يوجد نقص مماثل في الاسلحة والعتاد تعاني منه القوات البرية والبحرية والجوية بعد سنوات من تخفيض الميزانيات الدفاعية".
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار الشهر الماضي حفيظة الزعماء الأوروبيين عندما قام بانتقادهم داخل المقر الجديد لمنظمة حلف شمال الاطلسي (ناتو) بسبب عدم كفاية الانفاق الدفاعي وما أسماه بفواتير الجيش غير المدفوعة.
وقد سارع المسؤولون الأوروبيون الحاليون والسابقون إلى الاشارة إلى أن أعضاء الناتو غير مدينين بأي مستحقات إلى الولايات المتحدة، لكنهم اعترفوا في الوقت ذاته بأن الرئيس ترامب لم يكن مخطئا حيث أن أوروبا تفتقر إلى القدرات اللازمة للدفاع عن نفسها.
ونقلت الصحيفة عن ريتشارد شيريف، وهو جنرال بريطاني متقاعد وقائد سابق في الناتو، قوله:"إن ترامب لن يصنع العديد من الاصدقاء خلال زيارته إلى بروكسل"...وأضاف:"لكنه على حق، في الوقت ذاته، في اعتقاده بأن الدول الأوروبية لا تنفق ما يكفي على الدفاع".
كما أشارت الصحيفة إلى أن بلجيكا نشرت مئات الجنود في دوريات تجوب الشوارع في بروكسل في اعقاب الهجات الارهابية التي وقعت في باريس في نوفمبر 2015، فكان عليها وقتها أن تطلب سيارة مصفحة من الجيش الأمريكي، وبينما تمتلك البحرية الملكية البريطانية حاليا 19 مدمرة وفرقاطة، كانت تمتلك في عام 1982، ابان حرب فوكلاند، نحو 55 مدمرة.
وأردفت الصحيفة تقول:"انه بالرغم من التخفيضات في ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في السنوات الأخيرة، إلا أن الانفاق العسكري الأمريكي يتجاوز بكثير انفاق اوروبا، علاوة على أن القوات التقليدية الأمريكية تتلقى في العموم تدريبا وتجهيزا افضل مما يتلقاه نظرائهم الأوروبيين، فيما تزيد ميزانية الدفاع الأمريكية، التي تقدر بنحو 680 مليار دولار وفقا لحسابات الناتو، عن ميزانية دفاع اعضاء الناتو التي تقدر بنحو 242 مليار دولار.
وحاول الأوروبيون لعقود من الزمن بناء معدات عسكرية اكثر فعالية وتنظيم القوات، إلا أن هذا الجهد تخلله الفشل والتأخيرات والتسويات.فيما قال مسئولون أوروبيون اليوم إن الحلفاء الأوروبيين ينفقون ما يقرب من نصف ما تنفقه الولايات المتحدة في مجال الدفاع.حسبما قالت الصحيفة.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة عاقبت منذ فترة طويلة الأوروبيين بسبب عدم كفاءه قواتهم العسكرية، فبعد قصف ليبيا عام 2011، شن وزير الدفاع الأمريكي وقتها روبرت جيتس انتقادا ضد الحلفاء لعدم امتلاكهم قنابل ذكية كافية للقيام بهذا الجهد، فكان على دول الناتو أن تعتمد على الخبراء الأمريكيين وتزويد الطائرات بالوقود وحتى الذخائر الأمريكية.