استيقظت الدول العربية، صباح اليوم، على وقع زلزال قوي أثارته قرارات البحرين والسعودية ومصر والإمارات واليمن والحكومة الليبية المؤقتة بقطع علاقاتها مع دولة قطر.

قطر التي عمدت في فترة السنوات الأربعة الأخيرة إلى رعاية الجماعات الإرهابية ودعم المخطط الإيراني الذي يسعى يوما بعد يوم لشق الصف الخليجي والعربي على حد سواء.

تبعات تلك القرارات الرامية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لم تتوقف عند هذا الحد، بل تخطت إلى أبعد من ذلك حيث أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين غلق كافة المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر خلال 24 ساعة.

السعودية: قطر تدعم الإرهاب

قالت المملكة العربية السعودية في بيان رسمي لها: إن الدوحة دعمت ميليشيات الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية، واستخدمت وسائل الإعلام لتأجيج الفتنة داخليا"، وأن قرار قطع العلاقات "جاء لاحتضان الدوحة جماعات إرهابية وطائفية منها الإخوان وداعش والقاعدة، ونتيجة ممارسات الدوحة وسعيها لشق الصف الداخلي السعودي".

الإمارات: مهلة لمغادرة الدبلوماسيين والقطريين

على جانب التصعيدات الخليجية المتصلة ضد قطر أمهلت الإمارات البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة للمغادرة، والقطريين على أراضيها "مقيمين وزائرين" 14 يوما للمغادرة، ومنعت مواطنيها من السفر والإقامة والمرور عبر قطر، حيث ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن الإمارات إذ تأسف لما تنتهجه قطر من سياسات تؤدي للوقيعة بين شعوب المنطقة، تؤكد احترامها وتقديرها البالغين للشعب القطري الشقيق.

البحرين: قطع العلاقات للحفاظ على الأمن القومي

البحرين أيضا سارت على نفس الدرب الإماراتي حيث أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظا على أمنها الوطني، وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة، وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد، مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة، كما منعت حكومة البحرين "مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها"، وأعربت عن أسفها "لعدم السماح للمواطنين القطريين من الدخول إلى أراضيها أو المرور عبرها".

وسمحت الحكومة البحرينية للقطريين بمهلة 14 يوما لمغادرة أراضيها، معلنة عن عزمها إغلاق الأجواء أمام حركة الطيران، وإغلاق الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة.

إنهاء مشاركة قطر العسكرية في اليمن

وتواصلت أعمال التصعيدات بإعلان قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بإنهاء مشاركة قطر، وعبرت الحكومة اليمنية عن تأييدها لهذا القرار، معلنة هي الأخرى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

مصر: قطر تتخذ مسلك معادٍ لنا

من جانبها أعلنت مصر قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها: "مصر تقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي".

توابع اقتصادية للقرارات الدبلوماسية

لم يكن من المنطقي أن يظل الاقتصاد القطري واقفا على أشده في هذا اليوم الأسود بطبيعية هذه القرارات حيث تراجعت الأسهم القطرية كافة، وبلغ العديد منها الحدود القصوى، فقد انخفض سهم بنك قطر الوطني إلى أكثر من10 في المائة، وهبط مؤشر بورصة قطر إلى أكثر من 7.5 في المائة، ليتراجع عن مستوى 9200 نقطة، وهبطت السندات الدولارية السيادية لقطر استحقاق 2026 إلى 1.8 سنت. وارتفعت تكلفة التأمين على ديون قطر لأعلى مستوى في شهرين.

موديز: القرارات ستؤثر على التصنيف الائتماني للدوحة

وأعلنت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية إن قطع العلاقات مع قطر قد يؤثر سلبا على الجدارة الائتمانية للدوحة، فيما علقت شركات طيران الاتحاد، وفلاي دبي، وطيران الإمارات، والعربية للطيران ومصر للطيران، طيران السعودية، الرحلات من وإلى الدوحة اعتبارا من الثلاثاء.

مواقف سياسية مصرية

أبدى أعضاء مجلس النواب المصري ارتياحهم تجاه القرارات الصادرة بحق قطع العلاقات الدبلوماسية بقطر إذ النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، بالقرار الذى اتخذته مصر والإمارات والسعودية والبحرين بقطع العلاقات مع قطر بسبب دعمها للإرهاب.

وطالب الخولى في تصريحات صحفية بضرورة تجميد مقعد قطر فى جامعة الدول العربية وعدم الاكتفاء بقطع العلاقات فقط.

وأشار الخولي، إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية جاء نتيجة طبيعة لتدخل قطر فى الشئون الداخلية المصرية، بالإضافة إلى رعاياتها للجماعات الإرهابية ومحاولاتها المستمرة للتأثير على استقرار الأمن القومي العربي.

رد فعل قطري بارد

وفي رد فعل بارد لما حدث في الساعات الأولى من صباح اليوم، أصدرت الخارجية القطرية بيان رد على قرارات سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية الصادرة عن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فأعربت عن "استغرابها وأسفها" للقرار، معتبرة أن الإجراءات المتخذة بحقها "غير مبررة"، وتهدف إلى "الوصاية على الدولة".

وأعربت الخارجية القطرية عن "بالغ أسفها" لقرارات السعودية والإمارات والبحرين "إغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية" مضيفة أن الدوحة "تعرضت إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة" وفق تعبيرها، مع تشديدها على أنها "لا تتدخل في شؤون" الدول الأخرى الداخلية و"تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف."

وتحدث البيان باستغراب عن تنسيق المواقف مع مصر، التي قررت بدورها قطع العلاقات مع الدوحة، معتبرة أن الخطوة تهدف إلى "فرض الوصاية على الدولة" ورأت أن ذلك بحد ذاته "انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا" وفقا للبيان.

وأكدت قطر أن الإجراءات المتخذة بحق الدولة الخليجية "لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة و أن الحكومة القطرية ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان ذلك ولإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما" وفق تعبيرها.