إعلان جديد شملته زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلي مصر، تضمن مواجهة فكرية موازية لما سبق وأن أعلنته الدول العربية من تحالف إسلامي عسكري، قابله البعض من علماء الأزهر بالترحاب فيما أعرب البعض الآخر عن تخوفه من أن يظل مسمي بعيد عن الواقع والتطبيق. وقال الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي، إن زيارته إلي مشيخة الأزهر ولقاءه الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر، تضمنت الحديث عن تشكيل تحالف من علماء المسلمين لمواجهة التحديات الفكرية المنحرفة، فضلاً عن مواجهة المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي وأولها مواجهة خطر المد الشيعي، بالإضافة إلى الأفكار المتطرفة التي يزعم قيادات تنظيم الدولة أنها جوهر الاسلام . وأوضح آل الشيخ أن نشر الإسلام ورسالته تحتاج إلى قدوة صالحة ونموذج عالي في السلوك والخلق والعلم ، وأن الازهر قادر على القيام بهذا الدور وتعريف العالم بالرسالة الإسلامية والتعريف بالإسلام، مشيرا إلى أنه تم التوصل خلال المباحثات إلى نقاط معينة يتم من خلالها وضع برنامج للتحرك في هذا الصدد. وشدد على أن التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب الفكري هو موازاة لتحالف اسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب، لافتا إلى انه بحث مع الإمام الاكبر أوجه التعاون بين المملكة ومصر، خصوصا في الجانب العلمي والدعوي ونشر رسالة الإسلام ومواجهة التحديات المعاصرة، مفيدا أنه تم الاتفاق على اجتماع المختصين بالبلدين من أجل وضع الأطر الخاصة بتفعيل البرامج المشتركة بين علماء المملكة والأزهر. وأضاف وزير الشؤون الاسلامية أن رسالة العلماء هي رسالة دينية يجب أن تهتم بالعمل على وحدة الأمة العربية والإسلامية، والسعي إلى ترسيخ منطق الوحدة والاتفاق، وأن نغلب فقه الاتفاق على فقه الاختلاف، لأن الاتفاق فيه قوة، مؤكدا أن قوة الأمة في اتحاد علماؤها وشعوبها وقادتها. في حين أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، السعودية تدعم بقوة جهود الأزهر باعتباره منارة للوسطية في العالم الإسلامي في نشر وسطية الإسلام وسماحته، مؤكداً أن المملكة خلال الزيارة الأخيرة للعاهل السعودي، برهنت علي ما تتمتع به مصر من مكانة لدي الأشقاء العرب ورغبتهم في أن تكون عنصراً فاعلاً في مواجهة الإرهاب . وقال شومان إن السعودية تشارك بقوة وإخلاص في الحرب على الإرهاب والدفاع عن الإسلام، لافتاً إلى أن الأزهر يدعم جميع الجهود التي تقوم بها المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم، التي تعد رأس حربة في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية. ولفت وكيل الأزهر، إلي أن الهدف من التحالف الإسلامي هو تحقيق ما ينشده المجتمعات الإسلامية من ردود وأجوبة علي كافة الشبهات التي تثيرها الجماعات المتطرفة التي تثير الزعر وتؤرق حياتهم باسم الإسلام، وهو من أفعالهم براء. بينما قال الدكتور محي الدين عفيفي الامين العام لمجمع البحوث الاسلامية ، ان الهدف من عمل تحالف اسلامي هو تصحيح المسميات المغلوطة التي تروج لها التنظيمات الارهابية وتنسبها إلى الاسلام ، مشيرا إلى أن هذه المرحلة من انتشار الغلو والتطرف تتطلب تضافر الجهود لمواجهة التعددية الفكرية والمذهبية ، واستبعاد المفاهيم المتشددة التي تقصي الآخر . وأكد عفيفي في تصريحات لـ البوابة أن المكانة الدينية للمملكة ودور الأزهر في نشر الوسطية جعلهم الاصلح للقيام بهذا الدور، خاصة أن تنظيم الدولة يحاول احتكار الحديث عن الاسلام تحت رايات مضللة ، مشددا على أن هناك حملات تشويه لصورة الاسلام تهدف إلى تحقيق أجندات معينة؛ مما يستوجب تصحيح تلك المزاعم التي يتبنوها والاسلام منها بري وأوضح أن هذا الاهتمام من جانب المملكة بالأزهر يعطي رسالة مؤكدة بأن المملكة تسعد بقوة الأزهر وعلمائه؛ لأنهم يسهمون إسهاماً كبيراً في دفع جزء كبير من التحديات عن العالم العربي والإسلامي، خصوصاً في مواجهة الأفكار المنحرفة التي تدعو للغلو والتفجير التي تتبناها جماعات خرجت عن جماعة المسلمين وتعمل على الفتنة في صفوفهم والاعتداء على الأنفس والدماء والأعراض وإشاعة الرعب والخوف بين الناس. من جانبه قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر، أن مهمة العلماء هي النصيحة والاقناع وبيان الحدود الدينية، مطالبا بان لا يكون التحالف بمثابة الاستقواء على الشعوب وفرض آراء بعينها ؛ لانهم بذلك يكونوا قد خرجوا عن وظيفتهم الاساسية وهي بيان الفوائد والمضار . وأضاف أن العلم والدعوة عبارة عن اقناع وقوة ناعمة، لافتا إلى أن الشعوب ليست سجينة عند العلماء وليس من حقهم فرض آراء بعينها ، ولذلك لابد أن يراعى ذلك من قبل العلماء حتى لا يخرج هذا التحالف عن الهدف الذي نشأ لأجله من البداية ، وهو الدعوة لدين الله وتصحيح صورة الاسلام.