المواطن

عاجل
وزير الأوقاف يهنئ«دويدار» لتولّيه رئاسة إذاعة القرآن الكريم مستند .. «وكيل الأزهر» يطلق مبادرة «معًا نتعلم» للاستفادة من الدروس المجانية المُقدمة لجميع المراحل التعليمية زرت لك : المطاعم الشعبيه في كلباء ..ماكولات من التراث الاماراتي تستحق التجربه أصدر المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، قراراً بحركة تنقلات وتكليفات بأجهزة عددٍ من المدن الجديدة، وذلك في ضوء ظروف العمل ومتطلباته. بالصور.. ختام الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولى للفلسفة كلية الطب بالقوات المسلحة تنظم المؤتمر الطبى الأول تحت عنوان ( فن الطب المتكامل ) بمشاركة نخبة من الخبراء المتخصصين فى مختلف المجالات الطبية صور..تأكيداً لانفراد المواطن .. متطوعي «فن إدارة الحياة» يواصلون تنظيف شارع 77 بالمعادي .. اليوم صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الضمائر تتحكم في الأسعار.. ودورنا؟

الجمعة 16/يونيو/2017 - 02:42 م
ندى محمد
طباعة
ما أسوء اللحظات التي تمر علينا الآن، من ارتفاع أسعار السلع وتباينها من مكان لآخر، فكل تاجر أو بائع يحدد السعر الذي يرده في كثير من الأحيان، فكل منا يعاني الأمرين، وخاصة الطبقة الفقيرة الكادحة من أبناء الوطن، لكنهم صامدون علي الأمل المنشود يوميا من المسؤولين المطلين عليهم من نوافذ التلفاز، متمنين أن يكون الغد القريب أفضل، ليس لهم ولكن لأبنائهم.

يوما ما، وفي واقعة حقيقية، ذهب صديق التاجر "أبو جلابية"، ليشتري منه سلعة لا يتعدى ثمنها الفعلي عشرة جنيهات ، أجابه "أبو جلابية"، بأن الأسعار ارتفعت، وأن ثمن السلعة المطلوبة بلغ 14 جنيها ، معللا ذلك بفعل تحرير سعر الصرف، متظاهراً بالتأثر في نفس الوقت مما سوف يعانيه الفقراء من جراء ذلك.

صدم صديقي من ذاك الثمن الذي شعر أنه مبالغ فيه إلى حد كبير، رغم ثقته واحترامه للتاجر "أبو جلابية"، فكر للحظات قليلة ثم قال له ، سأمر عليك لاحقا عندما أنتهي من كتابة باقي الطلبات التي أريد شراءها.

ذهب مسرعا في ذهول إلى تاجر آخر وسأله عن سعر نفس السلعة فأعطاه رقمًا أقل بجنيهين، اكتشف هنا صديقي أن ثمة شيء مريب في الأمر، تحرك تاركا ذلك التاجر الثاني خلفه متثاقلا بخطوات ينتابها الضعف، وقلة الحيلة عازما الذهاب لتاجر ثالث، وصل ولكنه سأل بصوت منخفض متخوفًا من الصدمة الكبرى التي ينتظرها.

أجابه التاجر الثالث علي الفور بأن سعر السلعة التي يريدها تساوي 9 جنيهات فقط. هنا كانت الفجيعة من ذاك التاجر "أبو جلابية" الذي لا يفصله عن الثالث، إلا خطوات قليلة لا يزيد عددها على عدد أصابع اليدين مرتين، لكن صديقي أدرك أيضا أنه شريك في هذا الأمر، فهو لم يبحث يوما عن سعر السلع في أكثر من مكان.

لكنه في نفس الوقت كان متعجبا من أمر ذلك التاجر، والذي روي له سلفا رواية دينية مصطنعة يستحل بها رفع السعر عن المعتاد بالسوق، بل ويستغل الأزمات الاقتصادية التي يمر بها الفقراء تاركا ضميره تحت قدميه.

وفي واقعة أخرى ولكنها الأسوأ علي مايبدو، روى صديق يعمل تاجرًا صغيرًا أنه يبيع مالديه من سلع بعد إضافة ربح قليل عليها لايتعدى الجنيه الواحد، ولكنه رغم ذلك راضٍ بما رزقه الله له، فهذا الرزق الحلال وإن كان قليلا، فمن وجهة نظره أنه كثير ببركة الله.

لكنه ذات يوم ذهب ليشتري حوائج محله من بضائع، ليفاجأ بأن التاجر الذي يشتري منه، وكان أيضًا بجلابية، ولكنه كان أكثر التزامًا في مظهره، يقول له نصا ، "بيع البسكويت ده بجنيه"، فأجابه غاضبا: "ليه ده بتاع الأطفال ؟ وكده هيكون بضعف سعره”.

فرد عليه ساخرا من سذاجته، وأن تحرير سعر الدولار فرصة كبيرة يتم استغلالها لتحقيق مكاسب مهولة هذه الأيام في جميع السلع.

وبدا محل التاجر "أبو جلابية"، وكأن البضائع فيه زادت بفعل تحرير سعر الصرف، وليس العكس، ولكن صديقي رحل عنه غاضبا، ليذهب إلى تاجر آخر ليقضي منه حوائجه، وبالفعل اشتري كل مايريد، وبنفس الأسعار القديمة بهامش زيادة غير ملحوظ ليعود إلى محله الصغير عازما علي ألا يزيد في أسعار السلع من أجل عدم تحميل زبونه الفقير عبئًا غير موجود أصلا، وليربح من القليل الحلال الذي يبارك الله فيه.

وذات يوم وهو جالس في محله إذا بالتاجر "أبو جلابية"، يدخل عليه غاضبا من بيعه بما يرضي الله، محاولا إقناعه بالبيع بضعف الثمن حتى لايكون أقل منه ثمنا في الحي.

فأجابه قائلا : "ألست أنت بجلبابك هذا أحق من أن تبيع أقل مني “، حينها احمر وجه "أبوجلابية"، وتركه مسرعا ليعود إلى محله الملئ بالبضائع مستمرا في بيعه للسلع بالكثير الذي لا بركة فيه غير مبالٍ بأن هذا العمل يغضب الله أولا، ويضر المجتمع ثانيا ويساعد على تفاقم الأزمة الاقتصادية التي بفضل هذا التاجر "أبو جلابية"، وأمثاله من الجشعين قد لا تنتهي ولو بعد عشرات السنين.

من هنا يتحدد دورنا جميعا كشعب حر، ألا وهو الدور الرقابي الشعبي علي مثل هؤلاء الذين يرتدون لباس التاجر "أبو جلابية"، وغيرهم من المنافقين والفاسدين.

وأن نعي جيدا تلك الأمور، ولا ننخدع قط بالتبريرات التي يسوقونها مثل "هناك أزمة"، أو "أن ذلك نتيجة تحرير سعر الصرف"، لكي لا نترك السوق للمستغلين يحققون المكاسب الطائلة علي حساب المواطن الفقير الذي يتحمل من أجل نهضة بلاده.

بل ويجب علينا أن نعمل سويا كمجتمع مدني علي كشف الفاسدين في جميع المجالات، وفضحهم أمام الرأي العام المصري.

كما ينبغي أيضا الامتناع عن شراء السلع بأسعار غير مقبولة حتى يكونوا عبرة لأمثالهم، ونكون نحن نواة لمجتمع طاهر شريف خالٍ من الفاسدين والمفسدين، والراشين والمرتشين الذين يعملون لمصالحهم الشخصية، وليس من أجل الصالح العام.

فهؤلاء هم حقا فقراء الأخلاق والضمير، أغنياء المال الحرام.
الضمائر تتحكم في
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads