مصر ليست بلد فقير.. أيد عاملة وأرض وخبرات وأدوات ومقومات.. و"خبراء": انتعاشة سياحية وارتفاع الإشغالات الفندقية
السبت 17/يونيو/2017 - 05:43 م
منار سالم
طباعة
مصر الأرض المقدسة التي ذكرت في التوراة والانجيل والقرآن، لم تحظى فقط بقدسية دينية بل حباها الله بثروات شتى في كل شيئ ثروات معدنية مثل الحديد الذي يوجد في اسوان والواحات البحرية والصحراء الشرقية، كذلك المنجنيز والذهب والتيتانيوم والقصدير والنحاس ولكرمولفوسفات والتلك والبارايت والكوارتز والجبس وغيرها.
تبقى مصر موطن السياحة الأول، والحلم الذي يراود محبي السفر، فمصر تملك كل مقومات الوجهة السياحية المثالية،
حبى الله مصر سمات طبيعية مميزة جعلت منها مقصدًا للسياح على مر العصور، فاشتهرت بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالي من الرطوبة ورمالها الصالحة لعلاج العديد من الأمراض.
وتعددت بها الشواطئ ذات الطبيعة البكر البعيدة عن الملوثات، وانتشرت بأنحائها المعالم الأثرية التي يفد إليها المعجبون من جميع دول العالم.
فامتلكت بذلك كل المقومات التي تضعها على خريطة السياحة العالمية.
السياحة الترفيهية
تجذب السياحة الترفيهية بمصر عددًا كبيرًا من السائحين من جميع أنحاء العالم، نظرًا لما تملكه مصر من شواطئ متميّزة بطول أكثر من 3000 كم على سواحل البحرين الأبيض والأحمر، والتي يقضي بها السائحون عطلتهم فيما يعرف بسياحة الشواطئ.
ومن المدن السياحية الترفيهية بالدرجة الأولى كل من شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا بمحافظة جنوب سيناء والغردقة وسفاجا ومرسى علم بمحافظة البحر الأحمر ومدينة العين السخنة بمحافظة السويس.
وتشتهر تلك المناطق بالمياه الصافية والشعاب المرجانية الملونة والأسماك النادرة، وانتشار ممارسة الرياضات البحرية كالغوص والغطس.
كذلك إقامة المخيمات والمعسكرات الشاطئية بين الشاطئ والجبال أو المخيمات والرحلات الجبلية، وتنتشر بها المنتجعات السياحية التي تعمل طوال العام. كما تبرز أيضًا مدينة العلمين بمنطقة الساحل الشمالي المطل على البحر المتوسط كمنطقة سياحية واعدة لما تمتاز به من تعدد القرى السياحية الممتدة على طول ساحل البحر.
أما السياحة النيلية فهي تجذب أيضًا عددًا ملحوظًا من السائحين وتستحوذ على اهتمامهم، وتشكل الرحلات النيلية وقضاء الأمسيات بالبواخر السياحية على طول نهر النيل عامل جذب سياحي هام، حيث تقوم عدة بواخر نيلية وفنادق عائمة بعبور نهر النيل طولًا من القاهرة إلى الأقصر وأسوان والعكس مرورًا بكافة مدن الصعيد المطلة على النهر، ولها مراسي خاصة في كل مدينة لرؤية معالمها الهامة على حدة.
السياحة الثقافية
تعد السياحة الثقافية في مصر أحد أهم عوامل الجذب السياحي إذ تمثل أهم وأقدم أنواع السياحة ولما يتوفر بمصر من آثار فرعونية ويونانية ورومانية، جعلت من مدن بأكملها متاحف مفتوحة وساهمت في نشأة متاحف مصرية ذات مكانة عالمية، وأغرت البعثات الأثرية والرحالة بالقدوم إلى مصر دون انقطاع، وفتنت المؤلفين والكتاب وكانت مصدر إلهام المئات من الكتب بلغات مختلفة.
ومن أهم المناطق السياحية الثقافية والأثرية في مصر أهرام الجيزة وأبو الهول ومنطقة سقارة ومنطقة دهشور بالجيزة، والمسرح الروماني والحمامات الرومانية ومعبديّ الرأس السوداء والقيصرون وعمود السواري وقلعة قايتباي بالإسكندرية.
أما مدينة الأقصر فهي تعد متحف مفتوح بما تضمه من ثلث آثار العالم قاطبة، والتي يعد أشهرها معبد الكرنك ومعبد الأقصر ووادي الملوك ووادي الملكات ودير المدينة.
أماأسوان بجانب أنها تعتبر مشتى للسياح لدفء جوها في فصل الشتاء فتضم عدة أماكن تاريخية أثرية مثل معابد أبو سمبل وجزيرة فيلة وجزيرة النباتات. ويضم صعيد مصر بشكل عام عددًا من المعالم التاريخية مثل معبد دندرة بقنا ومنطقة ميديون ببني سويف وتل العمارنة بالمنيا وهرميّ اللاهون والهوارة وقصر قارون بالفيوم.
أما الوجه البحري فيضم معبد وادجيت وتل الفراعين بدسوق ومدينة فوه ومنطقة صا الحجر الأثرية ببسيون وأديرة وادي النطرون.
وفي سيناء مناطق مثل جبل موسى ودير سانت كاترين. وفي الصحراء الغربية مناطق متفرقة مثل معابد هيبسوالقويطة والريان بالخارجة، ومقابر موط والمذوقة وقرية بلاط وقرية القصر بالداخلة، كذلك مدينة باريس وقصر الفرافرةوالواحات البحرية.
تنتشر المتاحف في كل محافظة من محافظات مصر وتتنوع ما بين متاحف قومية وفنية وإقليمية، وفي الغالب يختص كل متحف بعرض الآثار التي تخص حقبة أو عصر معين، مثل المتحف المصري ومتحف الفن الإسلامي ومتحف الفن المصري الحديث وقصر الجوهرة وقصر المنيل والمتحف اليوناني الروماني ومتحف النوبة ومتحف الفنون الجميلة والمتحف القبطي والمتحف الزراعي والمتحف الحربي ومتحف العلمين العسكري والمتحف الغارق، بالإضافة إلى المتاحف الضخمة التي ما زالت تحت الإنشاء مثل المتحف المصري الكبير بصحراء الأهرام ومتحف الحضارة بالفسطاط، واللذان سيمثلان نقلة نوعية وثقافية وإضافة كبيرة لتاريخ مصر الثقافي وتراثها الأثري، بما سيضمانه من عدد مهول من القطع الأثرية وأساليب العرض المتحفي ومعامل الترميم الحديثة.
السياحة البيئية
تمتلك مصر عدة مواقع بيئية نادرة تجتذب الزائرين الراغبين بالتعرف على مكوناتها الطبيعية والبرية.
وتخضع المحميات الطبيعية في مصرلإشراف وزارة البيئة، وتكون زيارتها في جولات مصحوبة بمرشدين باستخدام وسائل مواصلات ترفيهية أو ركوب القوارب أو المشي بحسب المنطقة، ومن أشهر هذه المحميات محمية رأس محمد ومحمية نبق بشرم الشيخ، محمية سانت كاترين، محمية جبل علبة بحلايب، محمية طابا التي تحتضن الوادي الملون، محمية العميد بمطروح، محمية أبو جالوم بدهب، محمية بحيرة قارون ومحمية وادي الريان بالفيوم والتي يقع بها وادي الحيتان وهو أحد مواقع التراث العالمي في مصر، ويضم أول متحف من نوعه في الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ، واستراحات للزائرين.
كما تعد متاحف الأحياء المائية من معالم المدن الساحلية مثل متحف الأحياء المائية بالإسكندرية.
السياحة العلاجية
يتعدد وجود الينابيع والعيون الحارة ذات المياه المعدنية والكبريتية في مصر، التي تختلف في العمق والسعة ودرجة الحرارة، وتحتوى مياهها على عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية مثل كربونات الصوديوم والماغنسيوم والحديد، كما أظهرت القياسات المعملية ملاءمة نسبة الملوحة في هذه الموارد المائية الطبيعية للأغراض الاستشفائية.
وذلك بجانب ما تتمتع به المناطق الاستشفائية من مُناخ جاف واعتدال درجة الحرارة والرطوبة وما تحويه من رمال وطمي صالح للاستشفاء من عدة أمراض، كالأمراض الروماتيزمية والجلدية وأمراض العظام والجهاز الهضميوالجهاز التنفسي وانتشار الأعشاب والنباتات الطبية على أرضها والتي يستخرج منها العقاقير والزيوت النباتية والعطرية. وتتعدد المناطق التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر مثل: حلوان وعين الصيرة والعين السخنة والغردقة والفيوموواحات الصحراء الغربية ووادي النطرون وأسوان وسفاجا وسيناء.
السياحة الرياضية
تعتبر السياحة الرياضية في مصر إحدى الوسائل الهامة في الترويج والجذب السياحي، وتمتلك مصر بنية تحتية قوية في عدة رياضات مثل كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة، الاسكواش، الفروسية، الجولف، الرياضات البحرية والصيد، البولينج، والتي أهلتها لاستضافة عدة بطولات دولية وقارية، اجتذبت العديد من الزائرين من دول مختلفة لحضور فعاليتها والاستمتاع بمشاهدة رياضييهم وفرقهم الرياضية، فاستضافت مصر كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم أعوام 1959، 1974، 1986،2006، واستضافت بطولة أفريقيا لكرة اليد للرجال لخمس مرات كان آخرها عام 2016، فيما فازت في نوفمبر 2015 بحق استضافةبطولة العالم لكرة اليد للرجال عام 2021، ونالت حق تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا للكرة الطائرة للرجال عام 2015، واسند إليها تنظيم بطولة العالم للكرة الطائرة للشباب تحت 23 سنة رجال والمقرر لها عام 2017.
وتنظم مصر سباق ماراثون مصر الدولي بمدينة الأقصر، وسباق رالي الفراعنة الذي يبدأ من الساحل الشمالي وحتى منطقة أهرام الجيزة،وبطولة الأهرام الدولية للإسكواش، كما نجحت في تنظيم بطولة العالم للإسكواش للمرة الأولى في ديسمبر 2015.
سياحة المهرجانات
تقيم مصر عدة من مهرجانات تحظى بإقبال جماهيري من الداخل والخارج، وذلك بقصد تحقيق عدة أهداف منها الترويج السياحي وتنويع مفردات الجذب السياحي، وتشجيع أنشطة التسوق، ورعاية الأحداث الفنية، ومن أهم تلك التجمعات مهرجان السياحة والتسوق، مهرجان يوم السياحة العالمي، مهرجان تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل، الاحتفال السنوي لاكتشاف مقبرة توت عنخ أمون بالأقصر، مهرجان القاهرة الدولي للأغنية الشعبية، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، المهرجان الدولي للأفلام التسجيلية، مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مهرجان القاهرة للإعلام العربي، مهرجان عيد وفاء النيل، المهرجان الدولي لصيد الأسماك ببورسعيد، المهرجان الدولي للفروسية.
سياحة المؤتمرات
تمثل سياحة المؤتمرات والمعارض نمطًا سياحيًا هامًا في مصر لما تتمتع به من موقع جغرافي متميز ومكانة سياسية مكنتها من استضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنويًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية.
ويتركز انعقاد تلك مؤتمرات في القاهرة والإسكندريةوشرم الشيخ والغردقة والإسماعيلية لما يتوافر بتلك المدن من مراكز دولية للمؤتمرات تتمتع بإمكانيات فنية وتكنولوجية وتجهيزات حديثة من أجهزة سمعية وترجمة فورية بمختلف اللغات جعلتها قبلة مرغوبة من قبل منظمي المؤتمرات الدولية، وتمثل الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات الجهة المنوط بها أعمال تنظيم واستضافة المؤتمرات والمعارض داخل مصر.
ونجحت مصر في تنظيم عدة مؤتمرات دولية ناجحة مثل مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، واستضافة العديد من المؤتمرات الدولية ومنها أول بورصة سياحية دولية باسم بورصة البحر المتوسط، المؤتمر الدولي الأول للبحر المتوسط لسيدات الأعمال، مؤتمر اتحاد شركات ومنظمات السياحة لدول أمريكا اللاتينية "كوتال"، مؤتمر الاتحاد العام لوكلاء السفر وشركات السياحة الإيطالية "فيافيت". كما فازت منذ عامين بجائزة معرض إيماكس 2012 بألمانيا لسياحة "الحوافز والمؤتمرات".
السياحة الدينية.
تزخر مصر بالكثير من الأماكن الدينية المقدسة سواء اليهودية أو المسيحيةأو الإسلامية والتي يفد إليها مئات الزائرين فيما يعرف بالسياحة الدينية، وتنتشر بربوعها آثار ومقدسات الديانات السماوية الثلاث، فمنها المعالم الإسلامية التاريخية مثل مسجد الحسين ومسجد ابن طولون والجامع الأزهر، والعديد من المباني والقلاع التي تسجل تاريخ مصر الإسلامي ومنها قلعة صلاح الدين بالقاهرة وقلعة قايتباي بالإسكندرية وقلعة نخل بسيناء.
وكذلك المواقع المسيحية القديمة التي تسجل مسار العائلة المقدسة مثل كنيسة القديس سيرجيوس التي لجأت إليهاالعائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر والكنيسة المعلقة ودير سانت كاترين ودير الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة ودير الأنبا بولا في البحر الأحمر ودير درونكا بأسيوط والعديد من الأديرة والكنائس الأثرية الأخرى.
كما يقع على أرضها عدة مواقع ذات دلالة دينية يهودية مثل جبل موسى بسيناء وكنيس بن عزرا وكنيس شعاري شمايم بالقاهرة وكنيس إلياهو هانبي وكنيس إلياهو حزان بالإسكندرية.
وقال ناجي عريان عضو غرفة الفنادق السابق، إن الإشغالات الفندقية بالمدن السياحية ستشهد انتعاشة خلال إجازات عيد الفطر المبارك، موضحا أن مؤشرات الحجوزات الحالية تؤكد أن فنادق العين السخنة والإسكندرية ستكون الأعلى إشغالا خلال تلك الفترة بنسبة تتجاوز الـ85%، وتأتي بعدهما فنادق القاهرة ثم الغردقة ثم شرم الشيخ ومرسى علم وأخيرا الأقصر وأسوان.
وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة وقرب المسافة بين القاهرة وكل من العين السخنة والإسكندرية سيجذب سكان العاصمة للسفر إلى كل منهما.
وأشار إلى أن غالبية الفنادق لجأت إلى تقديم عروض تحفيزية لجذب أكبر قدر من العملاء خلال تلك الفترة لتعويض التراجع في الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة، منوها إلى أن متوسط إشغالات الفنادق بجميع المدن السياحية بلغ نحو 20% خلال الشهر الجاري.
أكد السيد العاصي الخبير السياحي، أن مدينة الغردقة تصدرت المدن السياحية المصرية منذ نهاية عام 2013 وحتى نهاية العام الماضي 2016 في استقطاب إعداد السائحين الأجانب واستطاعت أن تستحوذ على عدد كبير من السياحة الوافدة إلى مصر وتصدرت بلا منازع مدن شرم الشيخ ومرسى علم والأقصر وأسوان وطابا والساحل الشمالي والعين السخنة، خاصة بعد أن زارها سائحين من جنسيات 52 دولة عالمية وأدى توسطها للقاهرة والأقصر إلى زيادة الوفود السياحية عليها.
بالإضافة إلى الحالة الأمنية العالية التي تتمتع بها واحتضان منتجعاتها لرياضة الغوص ومتاحف الأحياء المائية والجزر السياحية المترامية حول ساحلها ووجود رحلات السفاري ومراكز ورق البردي ومراكز علاج العظام في مدينة سفاجا القريبة منها.
وأوضح العاصي، أن الغردقة في انتظار عودة السياحة الروسية الي مصر مرة أخرى، وحيث إن الغردقة تتميز بانخفاض أسعار فنادقها عن شرم الشيخ، والذي سيؤدي إلى جذب الأنظار لها مرة أخرى، خاصة بعض الدول التي يسعي سائحيها إلى المناطق السياحية الاقتصادية.
من جانبه قال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، إن نسب إشغالات الفنادق بشرم الشيخ خلال إجازات عيد الفطر المبارك ستتراوح ما بين 35 إلى 40%.
وتابعت سها الترجمان عضو مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة أن الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحى المصرى، ستشهد ارتفاعًا ملحوظا خلال موسم الصيف الحالي، مؤكدة أن جميع مؤشرات الحجوزات السياحية تعكس تحسن نسب الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية بمصر.
وأضافت سها الترجمان، أن الفنادق الواقعة فى نطاق الأهرامات تشهد تدفقات كبيرة فى أعداد السياح الصينيين الوافدة لزيارة المنتج السياحى الثقافى.
وتوقعت الترجمان، وصول نسب إشغالات فنادق ومنتجعات شرم الشيخ لأكثر من 50% خلال موسم الصيف، موضحة أن منظمى الرحلات وشركات الطيران الألمانى ضاعفوا من عدد رحلاتها لمدينة شرم الشيخ، وكذلك زيادة الحركة الوافدة من الأردن ولبنان، مما يساهم بشكل كبير فى استعادة الحركة السياحية.