"الثانوية العامة" كابوس يراود الطلاب وأولياء الأمور في منامهم
السبت 17/يونيو/2017 - 10:17 م
مديحة عبدالوهاب
طباعة
كانت حلم فأصبحت الآن كابوس لكل طالب وأرق ومرض نفسي يعيشه على مدار ثلاثة أعوام ويتعرض للضغط النفسي هو وعائلته ، فهناك عائلات مصرية تضحي بأخر فلس وتحرم نفسها لكي تعطي أولادها الدروس الخصوصية والمدرسين حولوا التعليم لبيزنس والطلبه السلعة ورأس المال "المواطن" تروي قصص للطلاب وأولياء أمور ومعلمين حول الثانوية العامة والدروس الخصوصية في السطور التالية :
يقول على حسن طالب بالصف الثالث الثانوي من محافظة سوهاج أن الدروس الخصوصية مجرد تحفيز للطالب وامتحانات المدرسين تحفز الطلاب وتدربهم على امتحانات نهاية العام وحصة الدروس الخصوصية قد تتباين من مدرس لأخر هناك مدرس يعطي الحصة ب 20 جنيه وهناك مدرس آخر يعطيها ب 25 جنيه لعام 2017 وقد تكون رفعت هذا العام عن الأعوام السابقة فكل مدرس على حسب ما ذاع من صيته بين الطلاب وفي الأوساط التعليمية .
ويضيف محمد خالد أن الحصة داخل الدروس الخصوصية تشعرك بالكارثة الكبرى ترى الطلاب في كل مكان وفي ناس كمان بتوقف بجوار السبورة علشان تشوف والعدد بيبقى حوالي 100 طالب في الحصة وبرده الطلبة بتزاحم علشان تاخد الدروس كأنها هوس كليات القمة لم تأتي دون الدورس الخصوصية.
وتابع خالد ، أن الدروس الخصوصية لم تفعل شيء للطالب دون المتوسط أو الذي ليس لديه هدف من التعليم ويخطط للوصول له .
وعلى الجانب الأخر يقول يوسف أحمد ثانوية عامة شعبة علمي علوم أنه بعد مرور ثلاث حصص من مادة الكمياء طلب منا المدرس شراء كتيب من تأليفه غير كتب الخارجية الأخرى في المادة ملخص لأبرز أجزاء المنهج الدراسي وسعره 60 جنيه ، مشيرا إلى أن هذا الكتيب لا يتم بيعه في الأسواق وإنما سوقه الوحيد داخل المركز التعليمي الذي يتلقى فيه الدروس.
ويقول ولي أمر يحجز لأبنته للدروس الخصوصية أنه يعطيها دروس عند أفضل المدرسين كي تحصل على 99% وتدخل كلية الطب لأن المدرس الكويس يتابع مع الطلاب لكي يصلوا إلا الدرجة النهائية .
ويستكمل ولي الأمر "والله الواحد بيقطع من لحمة الحي علشان يعلمهم والمدرسين لم يتقوا الله في الفلوس التي ينهبوها من الطلبة ولا حتى المذكرات التي يتم بيعها "، أخوها العام الماضي صرفت عليه 5000 جنيه لكي يدخل كلية الهندسة التعليم بقى عامل زي بزنس للمدرسين والطلبة وأهليهم رأسمالهم.
.
فيما أكد أحمد السيد ، صاحب مكتبة بشارع السودان، شدة الإقبال من قبل الطلاب على شراء الكتب الخارجية قبل بدء العام الدراسى الجديد بسبب بدء ماراثون الدروس الخصوصية خلال شهر أغسطس، متابعًا: نحن لا نبالغ فى أسعار بيع الكتب الخارجية، بل نحاول بيعها بأرخص الأسعار، لافتًا إلى أنه يعتاد شراء الكتب من أماكن معينة بالجملة حتى يمكن بيعها بأقل ثمن للطلاب، مختتمًا كلامه: «الله يكون فى عون كل أسرة عندها أولاد بيتعلموا، العيشة غالية، والأسعار مرتفعة جدًا، والناس بتفضل ولادها عنها، عشان عايزين يشوفوهم فى أعلى مكانة».
على جانب آخر، برر المدرسون لجوءهم إلى الدروس الخصوصية، لتضاؤل رواتبهم، فتقول أمل السيد ، مدرسة تاريخ : لجوئنا للدروس أصبح أمرًا ضروريًا، فلا يمكنا أن نعيش بدون الدروس الخصوصية، رغم أننى أعمل بمجال التدريس منذ 14 عامًا، إلا أن راتبى لا يصل إلى ألف جنيه، وهو ما يضطرنى للجوء للدروس الخصوصية، قائلة: ممكن نموت من الجوع لو مفيش دروس خصوصية».
وعلق محمود علي ، مدرس لغة عربية إبتدائى، قائلاً: إحنا كمدرسين فى المرحلة الابتدائية «غلابة» جدًا مقارنة ب«وحوش» الثانوية العامة –بحسب وصفه، الذين يمتصون دماء أولياء الأمور، مطالبًا وزير التربية والتعليم بضرورة النظر إلى مدرسى مرحلة التعليم الأساسى الذى وصفهم ب«المطحونين».
واختلفت آراء الطلاب حول مراكز الدروس الخصوصية فقد اختلفت آراء الطلاب حولها، البعض وصفها بأنها الملاذ الأخير لهم أمام تقاعس المدرسين عن الشرح داخل الفصول المدرسية، والبعض اعتبر فائدتها دون جدوى.
كما تختلف أسعار المراكز بمختلف الأماكن التى توجد فيها، فمثلاً فى الأحياء الشعبية تتراوح أسعار الحصة ما بين 20 و30 جنيها على مستوى المرحلة الثانوية، بينما فى الأحياء الراقية يتراوح ثمن الحصة من 50 جنيها حتى 80 جنيها.
أما أحمد سعيد طالب بالمرحلة الثانوية فقد أوضح مجموعة من المشكلات تواجه الطلاب داخل المراكز من بينها الازدحام الشديد، حيث يصل عدد الطلاب داخل القاعة الواحدة– بحسب كلامه- إلى مائتى طالب وطالبة، وهو ما يفقدهم القدرة على التركيز والاستيعاب، متابعًا: اضطر للذهاب إلى المركز قبل موعدى بساعة كى أتمكن من حجز مكان، وهو ما يعد إهدارًا للوقت.
وعبر السنوات الأخيرة أصبحت الدروس الخصوصية، صناعة، بعد أن كانت رسالة، تحول بها المعلمون إلى حيتان ينافسون رجال الأعمال بل ويتفوقون عليهم، يومًا بعد يوم، وعقدًا بعد آخر.
وقد أظهرت آخر الإحصائيات أن ميزانية الدروس الخصوصية، فى مصر تتراوح ما بين 12 و15 مليار جنيه سنوياَ.
بينما كشف استطلاع آخرللرأي، أجراه مركز المعلومات بمجلس الوزراء مع عينة من أولياء الأمور، أن 60 % من الأسر التي لديها أبناء في مراحل التعليم قبل الجامعي تعاني من ظاهرة الدروس الخصوصية، وأن 37 % من الأسر التي لديها ابن أو أكثر يحصل علي دروس خصوصية تنفق أقل من 100 جنيه شهريا، بينما بلغت نسبة الأسر التي تنفق ما بين 100 إلي 250 جنيها شهريا نحو 35 %. .
كما أكدت دراسات حديثة أنه بجانب الإنفاق العائلي عليها هناك 1.5 مليار جنيه تذهب لشراء الكتب الخارجية في الوقت الذي تعاني فيه مصر من معدل نمو منخفض، إلا أن المشكلة ليست اقتصادية فقط بل لها آثارها الاجتماعية السلبية علي الطلبة في المستقبل، حيث التعود على الاعتمادية والخمول العقلي وعدم خلق مشروع باحث جيد يبحث عن المعلومة والمعرفة بأسلوب علمي معاصر .
يقول على حسن طالب بالصف الثالث الثانوي من محافظة سوهاج أن الدروس الخصوصية مجرد تحفيز للطالب وامتحانات المدرسين تحفز الطلاب وتدربهم على امتحانات نهاية العام وحصة الدروس الخصوصية قد تتباين من مدرس لأخر هناك مدرس يعطي الحصة ب 20 جنيه وهناك مدرس آخر يعطيها ب 25 جنيه لعام 2017 وقد تكون رفعت هذا العام عن الأعوام السابقة فكل مدرس على حسب ما ذاع من صيته بين الطلاب وفي الأوساط التعليمية .
ويضيف محمد خالد أن الحصة داخل الدروس الخصوصية تشعرك بالكارثة الكبرى ترى الطلاب في كل مكان وفي ناس كمان بتوقف بجوار السبورة علشان تشوف والعدد بيبقى حوالي 100 طالب في الحصة وبرده الطلبة بتزاحم علشان تاخد الدروس كأنها هوس كليات القمة لم تأتي دون الدورس الخصوصية.
وتابع خالد ، أن الدروس الخصوصية لم تفعل شيء للطالب دون المتوسط أو الذي ليس لديه هدف من التعليم ويخطط للوصول له .
وعلى الجانب الأخر يقول يوسف أحمد ثانوية عامة شعبة علمي علوم أنه بعد مرور ثلاث حصص من مادة الكمياء طلب منا المدرس شراء كتيب من تأليفه غير كتب الخارجية الأخرى في المادة ملخص لأبرز أجزاء المنهج الدراسي وسعره 60 جنيه ، مشيرا إلى أن هذا الكتيب لا يتم بيعه في الأسواق وإنما سوقه الوحيد داخل المركز التعليمي الذي يتلقى فيه الدروس.
ويقول ولي أمر يحجز لأبنته للدروس الخصوصية أنه يعطيها دروس عند أفضل المدرسين كي تحصل على 99% وتدخل كلية الطب لأن المدرس الكويس يتابع مع الطلاب لكي يصلوا إلا الدرجة النهائية .
ويستكمل ولي الأمر "والله الواحد بيقطع من لحمة الحي علشان يعلمهم والمدرسين لم يتقوا الله في الفلوس التي ينهبوها من الطلبة ولا حتى المذكرات التي يتم بيعها "، أخوها العام الماضي صرفت عليه 5000 جنيه لكي يدخل كلية الهندسة التعليم بقى عامل زي بزنس للمدرسين والطلبة وأهليهم رأسمالهم.
.
فيما أكد أحمد السيد ، صاحب مكتبة بشارع السودان، شدة الإقبال من قبل الطلاب على شراء الكتب الخارجية قبل بدء العام الدراسى الجديد بسبب بدء ماراثون الدروس الخصوصية خلال شهر أغسطس، متابعًا: نحن لا نبالغ فى أسعار بيع الكتب الخارجية، بل نحاول بيعها بأرخص الأسعار، لافتًا إلى أنه يعتاد شراء الكتب من أماكن معينة بالجملة حتى يمكن بيعها بأقل ثمن للطلاب، مختتمًا كلامه: «الله يكون فى عون كل أسرة عندها أولاد بيتعلموا، العيشة غالية، والأسعار مرتفعة جدًا، والناس بتفضل ولادها عنها، عشان عايزين يشوفوهم فى أعلى مكانة».
على جانب آخر، برر المدرسون لجوءهم إلى الدروس الخصوصية، لتضاؤل رواتبهم، فتقول أمل السيد ، مدرسة تاريخ : لجوئنا للدروس أصبح أمرًا ضروريًا، فلا يمكنا أن نعيش بدون الدروس الخصوصية، رغم أننى أعمل بمجال التدريس منذ 14 عامًا، إلا أن راتبى لا يصل إلى ألف جنيه، وهو ما يضطرنى للجوء للدروس الخصوصية، قائلة: ممكن نموت من الجوع لو مفيش دروس خصوصية».
وعلق محمود علي ، مدرس لغة عربية إبتدائى، قائلاً: إحنا كمدرسين فى المرحلة الابتدائية «غلابة» جدًا مقارنة ب«وحوش» الثانوية العامة –بحسب وصفه، الذين يمتصون دماء أولياء الأمور، مطالبًا وزير التربية والتعليم بضرورة النظر إلى مدرسى مرحلة التعليم الأساسى الذى وصفهم ب«المطحونين».
واختلفت آراء الطلاب حول مراكز الدروس الخصوصية فقد اختلفت آراء الطلاب حولها، البعض وصفها بأنها الملاذ الأخير لهم أمام تقاعس المدرسين عن الشرح داخل الفصول المدرسية، والبعض اعتبر فائدتها دون جدوى.
كما تختلف أسعار المراكز بمختلف الأماكن التى توجد فيها، فمثلاً فى الأحياء الشعبية تتراوح أسعار الحصة ما بين 20 و30 جنيها على مستوى المرحلة الثانوية، بينما فى الأحياء الراقية يتراوح ثمن الحصة من 50 جنيها حتى 80 جنيها.
أما أحمد سعيد طالب بالمرحلة الثانوية فقد أوضح مجموعة من المشكلات تواجه الطلاب داخل المراكز من بينها الازدحام الشديد، حيث يصل عدد الطلاب داخل القاعة الواحدة– بحسب كلامه- إلى مائتى طالب وطالبة، وهو ما يفقدهم القدرة على التركيز والاستيعاب، متابعًا: اضطر للذهاب إلى المركز قبل موعدى بساعة كى أتمكن من حجز مكان، وهو ما يعد إهدارًا للوقت.
وعبر السنوات الأخيرة أصبحت الدروس الخصوصية، صناعة، بعد أن كانت رسالة، تحول بها المعلمون إلى حيتان ينافسون رجال الأعمال بل ويتفوقون عليهم، يومًا بعد يوم، وعقدًا بعد آخر.
وقد أظهرت آخر الإحصائيات أن ميزانية الدروس الخصوصية، فى مصر تتراوح ما بين 12 و15 مليار جنيه سنوياَ.
بينما كشف استطلاع آخرللرأي، أجراه مركز المعلومات بمجلس الوزراء مع عينة من أولياء الأمور، أن 60 % من الأسر التي لديها أبناء في مراحل التعليم قبل الجامعي تعاني من ظاهرة الدروس الخصوصية، وأن 37 % من الأسر التي لديها ابن أو أكثر يحصل علي دروس خصوصية تنفق أقل من 100 جنيه شهريا، بينما بلغت نسبة الأسر التي تنفق ما بين 100 إلي 250 جنيها شهريا نحو 35 %. .
كما أكدت دراسات حديثة أنه بجانب الإنفاق العائلي عليها هناك 1.5 مليار جنيه تذهب لشراء الكتب الخارجية في الوقت الذي تعاني فيه مصر من معدل نمو منخفض، إلا أن المشكلة ليست اقتصادية فقط بل لها آثارها الاجتماعية السلبية علي الطلبة في المستقبل، حيث التعود على الاعتمادية والخمول العقلي وعدم خلق مشروع باحث جيد يبحث عن المعلومة والمعرفة بأسلوب علمي معاصر .