في ذكري 30 يونيو 2013.. قادة اعتصام رابعة بين "السجن" و"الهروب" و"الموت"
لعبت المنصة الخشبية المقامة، أمام
المسجد الذي يحمل اسم الميدان ذاته، "رابعة العدوية"، والذي تم تغيير
اسم الميدان حاليا إلى هشام بركات النائب العام الراحل، على مدار 48 يوما من
اعتصام "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة، الذي نظمه مؤيدون للرئيس المعزول
محمد مرسي، دورا حماسيا وإعلاميا، وشكلت منبرا لإعلان المواقف والخطوات التصعيدية،
واعتلاها وجوه عدة من أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من قوى سياسية
معارضة لعزل الرئيس.
بعد مرور 4 سنوات على فض قوات الأمن المصرية الاعتصام في 14
أغسطس 2013، تشتت 26 وجها من قيادات جماعة الاخوان الارهابية، اللذين تصدروا منصة
الاعتصام بين 5 مصائر مختلفة منهم "السجين" و"المطارد"
و"المتوفي" و"المنزوي عن الصورة" و"المتراجع عن دعم ما
أطلقوا عليه الشرعية".
صفوت حجازي
دأب على تصدر المنصة في كل مرة من 3 إلى 5 من قيادات الصف الأول
والثاني للاعتصام، يهتفون بالصيحات الحماسية، ويصدرون التوجيهات للمعتصمين،
والبيانات للإعلام.
بخلاف تلك الأوقات التي يخطب فيها قيادات الصف الأول وعلى رأسهم
"محمد بديع" مرشد الإخوان.
ويوم فض الاعتصام الشهير في 14 أغسطس، استمرت منصة
"رابعة" في توجيه المعتصمين لساعات، عبر خطابات تصدرها "صلاح
سلطان" و"محمد البلتاجي"، و"عبد الرحمن البر"، القيادات
البارزة بجماعة الإخوان، حتى دخلت قوات الجيش والشرطة المكان وسيطرت على الميدان،
وهدمت المنصة.
مصير الـ 26 وتصدرت 26 شخصية اعتلاء "المنصة"، وتفرقت
مصائرهم بعد فض الاعتصام بالقوة، على النحو التالي، بحسب الأناضول.
السجن
ضم القسم الأكبر من هذه القيادات حيث يقبع 12 منهم في عدد من
السجون المصرية، بتهم متعلقة بالعنف (ينفونها بشدة)، وهم: "محمد بديع"
(مرشد الإخوان المسلمين)، وأحمد عارف (متحدث باسم الإخوان)، وعبد الرحمن البر (عضو
مكتب الإرشاد بالإخوان وأستاذ الحديث بجامعة الأزهر)، وصلاح سلطان (داعية)، وصفوت
حجازي (داعية)، ومحمد البلتاجي (قيادي بازر بالإخوان)، وعصام العريان (نائب رئيس
حزب الحرية والعدالة المنحل والمنبثق عن الجماعة)، وأسامة ياسين (وزير سابق)،
وباسم عودة (وزير سابق)، وحسين إبراهيم (زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الحرية
والعدالة المنحل)، وعصام سلطان (نائب رئيس حزب الوسط المعارض)، وحسن البرنس (قيادي
بالإخوان ونائب محافظ سابق).
الانزواء التام أو الاكتفاء بتصريحات إعلامية على فترات: وهذا
هو حال 4 شخصيات هم
"فوزي
السعيد (داعية قضي فترة حبس احتياطي وتم إطلاق سراحه).
وياسر علي (متحدث سابق باسم الرئاسة المصرية قضي فترة حبس وتم
إطلاق سراحه).
وأسامة مرسي (نجل الرئيس المعزول محمد مرسي)
وجمال عبد الهادي (داعية وارتبط اسمه بتصريحه عن رؤيا رواها فوق
المنصة، وقال إنه رأى فيها عودة مرسي لمنصبه).
الوفاة
برز في هذا المصير قيادي واحد، هو فريد اسماعيل، القيادي
الإخواني البارز الذي توفى في مايو 2015 في محبسه.
الهروب خارج البلاد
جمال حشمت (قيادي بازر بالإخوان)، وطارق الزمر (قيادي بارز بحزب
البناء والتنمية الإسلامي)، ومحمد عبد المقصود (داعية)، وجمال عبد الستار (وكيل
وزارة الأوقاف المصرية سابقا)، ونور عبد الحافظ (إعلامي)، ووجدي العربي (فنان)،
وعاصم عبد الماجد (قيادي بالجماعة الإسلامية).
التراجع عن الشرعية والبحث عن مبادرات سياسية
أبرز من اتخذ هذه الوجهة اثنان هما القيادي السابق في حزب الوسط
المعارض، طارق الملط، وكان يشارك في المفاوضات بين التحالف المتمسك بشرعية
"مرسي" وبين شخصيات دبلوماسية دولية قبل فض الاعتصام، ويعترف بشرعية
النظام الحالي، وخاض الانتخابات البرلمانية الأخيرة، غير أنه ينتهج نهجا معارضًا
في الفترة الأخيرة.
محمد العمدة، السياسي الذي طرح أكثر من مبادرة لحل الأزمة
السياسية لا تستند على شرعية مرسي بشكل واضح، وتعترف بشرعية الرئيس الحالي عبد
الفتاح السيسي، لكن تم القبض عليه مؤخرا.