ارتبطت ظاهرة الإنشاد الديني بشهر رمضان منذ سنوات طويلة، فعلى الرغم من وجدها طوال العالم إلا أنها تتنشر بشكل كبير خلال شهر رمضان، وترتبط تلك الإناشيد ببعض الشخصيات في أذهان المصريين، وأبرزهم الشيخ سيد النقشبندي، فلا أحد منا يستطيع أن ينسى صوت الشيخ النقشبندي وتواشيحه قبل الإفطار في أيام رمضان.

النقشبندي
الشيخ سيد محمد النقشبندي، أستاذ المداحين، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات، وأحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.

وكلمة "نقشبندي" مكونة من مقطعين هما "نقش" و"بندي" ومعناها في اللغة العربية: القلب، أي: نقش حب الله علي القلب، والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة 791 هجرية.

وعرف "النقشبندي" بصوته الآخاذ والقوي والمتميز، الذي طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين، وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندي.

ويعد النقشبندي، واحدًا من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن، وقالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة في الإبتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.

العفاسي
مشاري بن راشد بن غريب بن محمد بن راشد العفاسي، إمام المسجد الكبير بدولة الكويت وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، صاحب أول قناة إسلامية كويتية قناة العفاسي الفضائية، وقارئ القرآن الكريم ومنشد ديني كويتي.

يتمتع "العفاسي" بصوت عذب وقوة في التحكم بطبقات الصوت وروعة الأداء واتقان في أحكام التلاوة والتجويد والقراءات، وله العديد من الإصدارات التي انتشرت في الوطن العربي والإسلامي والعالم.

وكانت بدايته في الإنشاد الديني عام 2003 حيث قدم قصيدة بعنوان "أيا من يدعي الفهم" وكانت أول قصيدة إنشادية يقدمها مشاري العفاسي ولم يتوقع أحد حتى العفاسي نفسه النجاح الذي لاقته الأنشودة والإعجاب بأداءه في أول أنشودة له، وهذه كانت الشرارة الأولى لانطلاقته في سماء الإنشاد.

طوبار
نصر الدين طوبار منشد إسلامي وقارئ قرآن مصري ولد عام 1920 بالمنزلة بمحافظة الدقهلية وتوفي في 6 نوفمبر عام 1986، ذاع صيته في مدن وقرى محافظة الدقهلية ونصحه أصدقاؤه بالدقهلية أن يتقدم لاختبارت الإذاعة وبالفعل تقدم إلى اختبارات الإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتاليات، حتى ضجر، إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الديني للمرة السادسة، وكان أن نجح في السابعة.

اختير مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980 شارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة كما أنشد في قاعة ألبرت هول بلندن وذلك في حفل المؤتمر الإسلامى العالمي، وسافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية وكتبت عنه الصحافة الألمانية: "صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب"، كما تم تعيينه قارئًا للقرآن الكريم ومنشدًا للتواشيح بمسجد الخازندارة بشبرا.

الفشني
الشيخ طه حسن مرسي الفشني أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين، ولد سنة 1900م بمركز الفشن ب محافظة بني سويف، حفظ القرآن ثم تعلم القراءات، وتدرج الشيخ طه في دراسته الدينية والعامة وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين سنة 1919م، وحضر الشيخ طه إلى القاهرة، والتحق ببطانة الشيخ علي محمود، ثم ذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت.

التحق "الفشني" بالإذاعة المصرية سنة 1937م، وعين قارئًا ل جامع السيدة سكينة سنة 1940 وحتى وفاته، كما اختير رئيسًا لرابطة القراء خلفًا للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962م، ورحل في 10 ديسمبر 1971.

وكان الشيخ طه صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه فلم يكن يعلوه فيه أحد، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ علي محمود، ومن أشهر التواشيح كانت "ميلاد طه يا أيها المختار".

سمير البشيري
منشد سعود بدأ مسيرته في الإنشاد في عام 1994 على مسرح الكويت، وكان أول ألبوم إنشاد له بعنوان "رفيق الدرب الأول" وكان ذلك في عام 1419 هـ وأول أنشودة له كانت في عام 1994، وهو أول منشد سعودي يحصل على جائزة الشباب العالمية في الإنشاد لسنة 2009.