لجأ المنتخب الألماني خلال بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2016)، لاستخدام أداة احصائية جديدة لتحليل المباريات، تعرف باسم "باكينج".
غالبا ما يتم اللجوء للأرقام لتفسير ما حدث خلال المباريات، بالارتكاز على عناصر عقلانية وموضوعية لمحاولة الوصول للسبب وراء فوز أو هزيمة من الممكن أن تكون حدثت في الأساس بفضل التوفيق في لعبة أو اثنتين.
عدد التسديدات على المرمى او نسبة الاستحواذ أو عدد التمريرات أو الكرات المقطوعة.. كل هذه من أكثر المعايير الشائعة لتحليل المباريات، ولكن هناك الكثير من المرات التي لا ترتبط فيها نتيجة المباراة بكل ما سبق.
كانت هذه هي نقطة الانطلاق التي دفعت اللاعب الألماني السابق ستيفان رينارتس لتطوير أداة جديدة للتحليل تستخدم بالفعل في ثلاثة أندية ألمانية هي بروسيا دورتموند وباير ليفركوزن وأر بي لايبزيج والمنتخب الألماني.
"باكينج".. كان هذا هو الاسم الذي اختاره رينارتس لهذه الأداة والتي يرى أنها أشبه بـ"حجر الفيلسوف" في مجال تحليل المباريات، حيث ترتكز على قياس عدد الخصوم الذين يتمكن الفريق تخطيهم أثناء تسيير الهجمة نحو المرمى المنافس.
عقب مباراة ألمانيا وأوكرانيا التي فاز بها المانشافت بهدفين نظيفين قدم اللاعب السابق شرحا مبسطا في القناة الأولى بالتليفزيون الألماني للفكرة وسط حضور حماسي من اللاعب السابق محمد شول والذي أبدى قناعته بأن هذه الأداة ستكون قادرة على تغيير الكثير من الأشياء في تقييم اللاعبين من قبل الكشافين.
على سبيل المثال قدم رينارتس مباراة البرازيل وألمانيا في كأس العالم 2014 لتوضيح مدى فاعلية الـ"باكينج". في هذا اللقاء كانت أرقام البرازيل هي الأفضل في الاحصائيات العادية: نسبة الاستحواذ 52% لصالحها بل وسددت أكثر على المرمى (18 مقابل 14 لألمانيا) بل وقطعت عددا أكبر من الكرات، ولكنها في النهاية خسرت بسبعة أهداف مقابل هدف يتيم.
إذا ما تم تحليل المباراة عبر الـ"باكينج" سيظهر أن ألمانيا خلال تحركاتها الهجومية تركت في طريقها 402 خصم، فيما أن البرازيل تخطت فقط 341 طوال 90 دقيقة استغرقتها المباراة. لهذا يرى رينارتس أن أداته هي الأفضل.
بالنسبة لمباراة ألمانيا وأوكرانيا يظهر أن "المانشافت" كان متفوقا في الاحصائيات العادية ولكن أيضا وفقا لمعايير الـ"باكينج" حيث كانت النسبة 391 إلى 162.
ووفقا لهذه الأداة فإن أفضل لاعب في المباراة كان توني كروس لأنه طوال المباراة تخطى بتحركاته ولعبه 114 خصما، حيث كان أبرز الأمثلة التي استخدمت في التحليل كرته الطولية العلوية التي جعلت سامي خضيرة منفردا أمام المرمى ولكن الحارس تصدى لها بشكل بطولي.
هذه التمريرة وحدها منحت كروس 10 نقاط كاملة لأنه بتمريرة واحدة ضرب الفريق بأكمله باستثناء حارس المرمى. بعيدا عن هذه الأداة فإن كروس اختير من قبل (ويفا) أيضا كرجل المباراة وفقا لتصويت رقمي للمشجعين.