المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

لأجل لقمة العيش.. "المواطن" يرصد مأساة 20 شاب مصري ضلوا طريقهم أثناء هجرة غير شرعية إلى ليبيا

الإثنين 10/يوليو/2017 - 05:58 م
مديحة عبد الوهاب
طباعة
البحث عن لقمة العيش قد يكون شاقاً ويحتاج للحصول عليه آلاف الأميال ولكن لم يعلم هؤلاء الشباب اللذين سافروا إلى ليبيا بطريقة غير شرعية أن يكون الموت حليفهم وأن تكون نهايتهم كما حدثت ولم تكن تعلم أسرهم أن يكون الطرد اللذي ينتظروه من ليبيا قد يكون جثة أبنهم قصة مأسوية تعرض لها هؤلاء الشباب وهم يبحثون عن لقمة العيش في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من غلاء لذلك يروي "المواطن" قصص هؤلاء الشباب وماذا حدث لهم في السطور التالية :

أعلنت منظمة الهلال الليبية عن عثورها على جثث أشخاص مصريين متعفنة في الصحراء الليبية يستدل عليهم من أوراقهم وبطاقاتهم الشخصية وذلك جنوب بوابة الــ200 «نقطة تفتيش تربط بين مدينتي أجدابيا وطبرق» بحوالي 250 كيلو مترًا، بالقرب من وادي علي داخل منطقة الرمال «القريبة من طبرق»، مشيرة إلى أن الضحايا كانوا في طريقهم إلى ليبيا بطرية الهجرة غير الشرعية .

حيث أنه تم انتشال 19 جثة مهاجر غير شرعي من الجنسية المصرية، فيما لا تزال جثامين 29 آخرين ملقية في الصحراء لعدم توفر وسيلة لنقلها ، كما أن بعد أخذ الإجراءات المطلوبة جرى دفنهم في ساعات متأخرة في مقابر مجهولة الهوية غرب طبرق .

وأكد البيان الصادر أن الجثث الموجودة في الصحراء من الأوراق المحمولة لديهم فهم من عدت محافظات من مصر حيث أنهم من أسيوط ،المنيا ، وبني سويف، وكفر الشيخ.

وقال المتحدث باسم الخارجية ، المستشار أحمد أبو زيد ، أن السفارة المصرية في طرابلس التي تعمل من القاهرة، علمت من مصادرها في الهلال الأحمر الليبي بالعثور على جثامين نحو 19 شخصًا في المنطقة الصحراوية الليبية بين طبرق وأجدابيا، مضيفًا أنهم على الأرجح قد لقوا حتفهم خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية على يد عصابات التهريب التي تنشط في تلك المنطقة، كما أكد أبوزيد على أنه جاري التحقق من هوياتهم.

وتابع المتحدث باسم الخارجية ، أنه تم التأكد من هوية 7 أشخاص فقط حتى الآن، حيث تبين من بطاقات هويتهم التي كانت بحوزتهم أنهم يحملون الجنسية المصرية، وأنه تم ترتيب نقل الجثامين إلى مصر بالتنسيق بين السفارة المصرية والسلطات الليبية المعنية، مؤكدا متابعة وزارة الخارجية للأمر على مدار الساعة حتى التأكد من هوية باقي الجثامين.

وأضاف أيضا أن عدد الضحايا اللذين تم العثور عليهم والتأكد من أنهم مصريين هم علاء عبد الباقي عبد السلام، 28 عامًا، والسعيد إبراهيم محمد 28 عامًا، بكفر الشيخ، ويوسف عبد الله محمود، 30 عامًا، محمد أحمد توفيق، 28 عامًا، وجمعة عثمان محمود علي، 38 عامًا، بمحافظة المنيا، وفي أسيوط كل من محمد جمال عبد التواب، 16 عامًا، وأحمد جمعة كامل حسين، 19 سنةمن داخل قرية الأنصار، التابعة لمركز القوصية.

وتقول أسرة أحمد جمعة كامل أحد اللذين تم العثور عليهم في صحراء ليبيا ، أن هذه المرة الأولى له التي يسافر فيها إلى ليبيا، وهو الأصغر بين أخوته، وأنه يبلغ من العمر 19 سنة وهاجر للبحث عن فرصة عمل
وكان عدد المهاجرين إلى ليبيا 20 فردًا، تمكن 3 أشخاص من التسلل عبر الحدود ودخول الأراضي الليبية، وتمنكت قوات حرس الحدود من ضبط 17 من أبناء القريه وترحيلهم مرة أخرى إلى مصر .

كما قال أهلى القرية التابع لها أحمد أنه كان بصحبته 3 أفراد ولم تأتي عنهم أي أخبار حتى الأن هل هم مازالوا على قيد الحياة أم ماتوا كما نطالب الرئيس السيسي والخارجية بسرعة التدخل لإعاده جثمان أحمد.

وعلى الجانب الأخر تقول أسرة محمد جمال عبد التواب أحد الضحايا ، ابن قرية جمريس التابعة لمركز منفلوط بأسيوط: محمد عمره 15 سنة فقط في الصف الثالث الإعدادي، وخرج منذ 10 أيام فقط للسفر إلى ليبيا، وعلمنا بخبر وفاته عن طريق فيس بوك، بعدما نشر الهلال الأحمر الليبي صور الضحايا التي انتشلها من الرمال.

وتتصدر محافظة المنيا ضحايا الهروب الهجرة غير شرعية كعادتها يوسف عبد الله محمود، إبراهيم خليفة محمود، جمعة عثمان، محمد أحمد توفيق، علاء سعيد حيث شهدت قريتا العور والسوبي بذلك المركز استشهاد أكثر من 21 شخصًا على يد إرهابيين وتنظيم الدولة داعش العام قبل الماضي، خلال بحثهم عن لقمة العيش، أعاد حادث العثور على جثث 20 مصريًّا بالصحراء بالحدود الليبية الأوجاع مرة أخرى.

وتوضح عائلة يوسف عبد الله أحد الضحايا أنه يبلغ 30 عامًا ، ولديه ثلاثة أبناء صغار وهم زياد وأحمد ومحمد، حيث كان عاملًا في الزراعات باليومية هو ووالده، وحالتهم المادية صعبة للغاية، وبعد أن ضاق به الحال نتيجة الغلاء، قرر السفر إلى ليبيا مثلما يفعل غالبية شباب قرى الغروب بالمنيا، من خلال سماسرة الهجرة غير الشرعية.

وتروي عائلة يوسف الواقعة أنها بدأت حينما سافر يوسف فجأة يوم الخميس قبل الماضي، ومعه بعض الشباب الذين فارقوا الحياة معه في الحادث، ولم نعلم بأي تفاصيل من الجهات الحكومية حتى الآن، سوى من خلال وسائل الإعلام المصرية والليبية التي أذاعت الخبر عدة مرات، دون أي إجراء رسمي من المسؤولين المصريين لمعرفة الخطوات القادمة.

وتؤكد عائلة يوسف أن الضحايا جميعهم يعانون من المشكلات الإجتماعية ذاتها، فالفقر الذي يسيطر عليهم، دفعهم للهروب من الأوضاع السيئة، وسط سعي كل منهم لتحسين حالته وتوفير مسكن خاص لهم، كما أن زميله الضحية إبراهيم خليفة يبلغ من العمر 25 عامًا تقريبًا، وتزوج منذ 3 أشهر تقريبًا، ويعيش مع والده في المنزل، والضحية الثالثة علاء سعيد، 18 عامًا، وحاول الذهاب إلى والده الذي يعمل في ليبيا منذ فترة، لا توجد معلومات دقيقة عن الآخرين، خاصة أن هناك مفقودين آخرين من القرى المجاورة، ولم يعلم أحد عنهم أي شيء منذ شهور وحتى الآن.

وتشير عائلة علاء عبد الباقي والسعيد إبراهيم من نفس لعائلة أنهما سافرا من كفر الشيخ يوم الخميس أول يوليو الجاري، بغرض العمل في ليبيا وانقطعت أخبارهما فجأة بعد أن كانا على اتصال بنا، وعلمنا بعد عدة أيام بخبر وفاتهما وآخرين.

كما أن كل محاولات التي قمنا بها التي استمرت يومين كاملين بمنفذ السلوم للدخول إلى ليبيا عن طريق المسؤولين المصرين لإسترجاع جثمانهم بائت بالفشل ، حيث أن هم تواصلوا مع الهلال الأحمر الليبيي بطبرق، وتأكد أنهم ضمن المتوفين، وطلب منهم استرجاع الجثمانين، وأبدوا موافقتهم لكنهم طلبوا تواصل الجهات المصرية معهم.

وتابعوا أن المسؤولين بليبيا أكدوا لهم عبر اتصالات هاتفية صعوبة نقل الجثث بوضعها الحالي؛ نظرًا لتحللها، فطلبوا استخراج شهادات وفاة للضحايا بمساعدة وزارة الخارجية.

وتؤكد أسرة علاء أنه أبلغهم بأنه سيسافر إلى ليبيا مع عدد من الشباب عن طريق مطروح، وسيدفع 30 ألف جنيه، وانقطع الاتصال بيننا وبينه، ولم نعلم بخبر وفاته إلَّا عن طريق أحد الجيران الذي أخبرنا بأن صورة بطاقته الشخصية متداولة على فيس بوك، وأنه ضمن المتوفين في رحلة السفر غير الشرعية إلى ليبيا.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads