اتفقت فرنسا والولايات المتحدة على التعاون لوضع "خريطة طريق" لما بعد الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، حسبما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون.
وجاء تصريح ماكرون بعد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يزور فرنسا.
وعبر الرئيس الفرنسي أيضا عن "احترامه" لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، لكنه أكد على استمرار التزام فرنسا بها.
وقال ماكرون في باريس، الخميس "فيما يتعلق بالمناخ ندرك ما هي اختلافاتنا"، مضيفا أن هذا أمر هام "للتقدم نحو الأمام".
أما الرئيس ترامب فتحدث بجوار ماكرون، ملمحا إلى أن الولايات المتحدة قد تغير موقفها (يقصد من اتفاقية المناخ)، دون مزيد من الإيضاح.
وقال :"شيء ما قد يحدث فيما يتعلق باتفاقية باريس"، مضيفا "سوف نرى ما يحدث".
سوريا والشراكة التجارية
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن، الشهر الماضي، الانسحاب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ الموقعة في 2015، مبديا استعداده التفاوض حول اتفاق "جديد وعادل".
وأكد ماكرون أنهما وضعا قضية المناخ جانبا، بينما ناقش الرئيسان كيفية دفع العمل المشترك في قضايا أخرى منها وقف إطلاق النار في سوريا والشراكات التجارية بين واشنطن وباريس.
وقال الرئيس الفرنسي "لدينا اختلافات، فالرئيس ترامب لديه تعهدات انتخابية وعد بها أنصاره وأنا أيضا تعهدت بأشياء، فهل يعيق ذلك التقدم في جميع القضايا؟ بالطبع لا".
وبحث الرئيسان الجهود المشتركة للبلدين في محاربة الإرهاب وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وأضاف ماكرون "الولايات المتحدة تتدخل بقوة في الحرب بالعراق، وأود تقديم الشكر للرئيس لما قدمته القوات الأمريكية في المنطقة".
وتابع :"اتفقنا على مواصلة عملنا المشترك، وتحديدا لوضع خريطة طريق ما بعد الحرب".
وكشف الرئيس الفرنسي عن أن بلاده قد تتخذ عدة مبادرات قوية لتحقيق استقرار أكبر و"ضبط المنطقة".
وأكد ماكرون، للمرة الثانية خلال اقل من شهر، أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد شرطا فرنسيا لايجاد حل للصراع في سوريا.
واعترف بأن هذا "تغيير فعلي" في سياسة فرنسا تجاه سوريا "من أجل أن نحصل على نتائج وان نعمل عن قرب مع شركائنا، خاصة الولايات المتحدة."
وأضاف "هدفنا الرئيسي هو القضاء على الارهابيين ، كل الجماعات الإرهابية بغض النظر عن الدول التي قدموا منها . ورغبتنا واحدة وهي التوصل الى حل سياسي دائم . وفي هذا الاطار فانني لا اشترط رحيل بشار الاسد كثمن لمشاركة فرنسا . لانني سجلت ملاحظة واحدة وهي اننا اغلقنا سفارتنا في دمشق منذ سبع سنوات واشترطنا رحيل الاسد دون الحصول على اي نتائج".
وحظي الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا باستقبال عسكري رسمي في باريس، التي وصلاها في وقت مبكر الخميس، في زيارة لمدة يومين بهدف تقوية علاقات البلدين.
ويسعى الرئيس الأمريكي لإعادة التأكيد على الروابط التاريخية بين أمريكا وفرنسا، لكن هذا لا يمنع وجود توتر بسبب اختلاف وجهات النظر حول قضية التغيرات المناخية.
ومن جانبها، شددت باريس على أن ماكرون سوف يعمل على تأكيد الروابط التاريخية بين الحليفين لحماية الولايات المتحدة من أن تصبح معزولة.
كما زار ترامب قبر القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت، قبل يوم من احتفالات يوم الباستيل، الجمعة.
وتحل هذا العام ذكرى مرور 100 عام على دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، وستشارك قوات فرنسية وأمريكية في عرض عسكري مشترك.
"تغيير نظرة العالم"
وقال وليام جوردان، الدبلوماسي الأمريكي والمسؤول السابق بوزارة الخارجية لبي بي سي "من المرجح أن ينظر الرئيس ترامب لهذه الزيارة باعتبارها فرصة "كي يتعامل معه العالم بجدية".
وأضاف :"أعتقد أن هناك الكثير من الأمور الرمزية في هذه الزيارة، وأشك في أنه سيكون هناك أبعد بكثير من المناقشة الموضوعية".
ومن المتوقع حدوث مظاهرات ضد ترامب، ودعت صفحة على الفيسبوك لهذه الفاعلية وقالت "ترامب غير مرحب به في باريس".
وتأتي زيارة ترامب وسط مزاعم جديدة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، مع اعتراف ابنه الأكبر بأنه عقد اجتماعا "عديم القيمة" وعدت فيه الحكومة الروسية بمعلومات عن المرشحة المنافسة هيلاري كلينتون.
ومنذ ذلك الحين وصف ترامب الحالة المزاجية في البيت الأبيض بأنها "رائعة"، وقال لرويترز إن الإدارة "تعمل بشكل جميل".