الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية, هى كنيسة شرقية تعد الأكبر فى العالم من حيث عدد الرعايا, إذ تشير آخر الأحصائيات أن رعايها بلغ عددهم 125 مليون شخص على مستوى العالم, وتعد الكنيسة الوطنية فى روسيا ومقرها موسكو, ويحظى البطريرك بها على شعبية واسعه وكلمة مسموعه فى كل أرجاء الدولة.
الكنيسة الروسية أعلنت فى بيان رسمي في وقت سابق, مباركتها ودعمها للتدخل الروسي فى سوريا, وأعتبرت ما تقوم به روسيا حرباً مقدسة من أجل الحفاظ على حقوق البشر السلميين من موجات العنف والأرهاب, حيث قال كيرل بطريرك روسيا : (القوات الروسية جاءت من أجل حماية الشعب السوري من العلل التي جلبها تعسف الإرهابيين), ووصل الأمر بالكنيسة الشرقية الأكبر فى العالم, لمباركة الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية, التى كان مزمع أن تشارك فى تدخل الجيش الروسي بسوريا.
حق المواطن, بحثت فى الموقع الرسمى للكنيسة الأرثوذوكسية الروسية عما أذا كانت الكنيسة شريكاً فى القرار السياسي الروسي بالتدخل العسكرى فى سوريا, كونها الكنيسة الأكبر فى موسكو والتى دون مباركتها لأى شئ, لن ينجح أو يجنى ثماره, ووجدنا تصريحاً للمطران هيلاريون, مسئول العلاقات الخارجية بالكنيسة الأرثوذوكسية الروسية, يتحدث عن أن الأرهاب والتطرف أستمر فى النمو فى الشرق الأوسط وأصبح مثل الطاعون, مشيراً الى أن المسيحيين فى الشرق الأوسط يتعرضون لكوارث كبرى, وسبق وأن وضعت أحصاءات بما يتعرض له المسيحيون فى أجتماع بالامم المتحدة بحضور قرابة 150 دولة, ولكن الغرب سد أذناه عما يحدث فى الشرق الأوسط للمسيحيين ولم يهتمون بالأمر.
المزيد من التصريحات والأخبار داخل الموقع تدور حول ضرورة أنقاذ الوضع الأنسانى فى الشرق الأوسط وضرورة بحث أحوال مسيحيي تلك المنطقة مما يتعرضون له من إبادة أو عمليات قتل منظمة وجماعيه, بحسب الموقع, وكل تلك الأخبار أو التصريحات كانت قبل القرار الروسي بالتدخل العسكرى فى سوريا بأشهر, الأمر الذى يبرز دور الكنيسة الروسية كأداه ضغط على الحكومة لأتخاذ أجراءات حاسمة لأنقاذ الأوضاع الأنسانية فى الشرق الأوسط, وبالطبع الحكومة الروسية لديها حساباتها السياسية والعسكرية, التى توافقت مع رأى الكنيسة.
الكثيرون أندهشوا من مباركة كهنة وأساقفه تابعين للكنيسة الروسية, لمعدات الجيش الحربية, ولكن فى الحقيقة أن الكنائس الشرقية تؤمن بمنح البركات, الذى يتمثل فى مباركة المرضى أو مباركة المنازل الجديد أو المشاريع الجديد, وهذا ما تقوم به الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية, ولكن لم تصل ابدأ كنيستنا المصرية الى حد مباركة ملاعب كرة القدم أو حمامات السباحة أو السلاح أو الاحصنه وحتى سباقات السيارات, وهذا ما تقوم به الكنيسة الروسية, الأمر الذى يجعل مباركتها للمعدات العسكرية والأسلحة ليس غريباً أبدأ وأن كان يصل الى حد ( الدروشة ).
لا تنزعجوا كثيراً فالكنيسة الروسية تخصص توزيع بركات, وما ترونه فى هذا التقرير من صوراً يجسد كم التدخل الكنسي فى كل شئ, فالكنيسة تبارك سيارات المطافئ, وتبارك مراكز العلوم والأبحاث, وأيضاً مراكز إعادة التأهيل, وتبارك أيضاً آلات التصوير بالرنين المغناطيسي, وتبارك المصانع والحقول, وليس غريباً أن تبارك طائرات الأباتشى والسفن, ولكن غريباً أن تبارك الحقول الخاصة, وإستادات وملاعب كرة القدم, وحمامات السباحة, وسباقات السيارات (الراليات), وتبارك أيضاً الجامعات وطلبة أكاديمية الشرطة, والأحصنة وكانتين المستشفيات وأيضاً السجناء.
البركات والنعم فى المسيحية أو على الأقل بالنسبة للطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية, تتلخص فى أسرار الكنيسة السبعه فقط, ولا يوجد مزيد من البركات تمنح مجاناً أو ترتبط بـ (السبوبة) التى قد تتجلى فى العاب رياضية أو مشاريع خاصة كبرى, فالكنيستين الأرثوذوكسية والكاثوليكية وضعت قوانين من وحى الكتاب المقدس (الأنجيل), لوهب البركة أو أمكانية الحصول عليها.
وبما أن الكنيسة الروسية توزع البركات يميناً ويساراً وكأنها تمتلك يد وقلب المسيح, وهى كنيسة أرثوذوكسية تطبق القواعد العامة الحاكمة فى هذا الموضوع, فعلينا طرح الأسرار التى بموجبها توهب البركات, وليس الدروشة والمصالح.
سر المعمودية, سر الميرون, سر التناول, سر التوبة والأعتراف, سر مسحة المرضى, سر الزيجة وسر الكهنوت, هم أسرار الكنيسة السبعه التى تتبعها الكنيسة الروسية, وليس من بينها سراً مقدساً للجيوش أو سراً للرياضة أو سراً مقدساً يحمل البركات فى طياته للأجهزة الطبية أو المصانع والحقول.
فى سر المعمودية ينال المسيحي البركة بعد أن يتم تعميده بالتغطيس فى الماء وفقاً لقول المسيح :(إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بأسم الآب والأبن والروح القدس), وحدد الأنجيل البركة من هذا السر بأن من آمن وأعتمد نال الخلاص, بينما سر الميرون هو عبارة عن زيت مقدس يدهن به جسد الشخص الذى نال بركة السر الاول, وهو يمنح البركة والنعمه للمتعمد ليصبح عضو فى جسد المسيحيين الذين مارسوا طقوس الكنيسة فى أسرارها السبعه قبله.
ثالث أسرار الكنيسة, هو سر التوبة والأعتراف, وفى قناعات الكنيسة الأرثوذوكسية ومنها الروسية, يمنح المزيد من البركات والنعم والعطايا لممارسه, حيث قال المسيح لتلاميذه :(الحق أقول لكم, كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء, وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء), وبممارسه هذا السر يمنح الكاهن البركة لمن أعترف بخطاياه.
رابع أسرار الكنيسة هو سر التناول, وهذا السر منبثق من العشاء الأخير الذى أقامه المسيح مع تلاميذه, وبممارسة هذا السر تمنح البركة والنعمه لكل المشاركين فيه بأعتباره طقساً مقدساً بالنسبة للأرثوذوكس والكاثوليك, بينما السر الخامس هو سر مسحة المرضى, وأسسه المسيح حينما قال :(أشفوا المرضى الذين فى المدينه) وقام الرسل بتنفيذ التعاليم عبر دهن المرضى بالزيت, وهذا يعد من أهم الأسرار التى تمنح البركات والنعم للمسيحيين, والسر السادس أيضاً يمنح ذلك, وهو سر الزيجة, الذى أسسه المسيح فى عرس قانا الجليل المذكور فى الأنجيل, والسر الأخير هو سر الكهنوت, وأسسه المسيح مع تلاميذه حينما باركهم وقال لهم :(أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم).
الأسرار السبعه هى الجدران التى تشكل المنزل الكبير الذى يطلق عليه الكنيسة الأرثوذوكسية, فالمسيح طوال العهد الجديد بالأنجيل يوصى أتباعه بألا يكنزوا كنوزاً فى الأرض وأن تكون أرواحهم خالصه لله, مشدداً على ضرورة أعطاء مال قيصر لقيصر ومال الله للله, وهذا ما أفتقدته الكنيسة الروسية, بدروشة توزيع البركات مجاناً, فالمسيح فى كلامه الذى بنى عليه الأسرار السبعه, لم يأمر بمباركة الألعاب الرياضية, أو وسائل العلاج المختلفة, بل أنه لم يبارك الحمار الذى ركب عليه أثناء دخوله لأورشليم, أو المراكب التى أصطحبته هو وأمه مريم أثنار رحلة العائلة المقدسة, والكنيسة الأن تبارك أحصنه وسيارات سباق وحمامات سباحة وأسلحة جيش, فهل الكنيسة أصبحت تمتلك البركات والنعم, وتمنحها لمن يشاء وتحرم من تشاء منها؟!