منار اسماعيل منار اسماعيل
طباعة
في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن الحرص على الاستحمام، بشكل يومي، طارد للجراثيم والبكتيريا والأوساخ والإفرازات، كشف العلماء أن الإفراط في ممارسة هذه العادة يفقد الجسم مناعته ولا يسمح للجلد بتغذية نفسه تلقائيا، عبر إفرازاته الدهنية، لا سيما فروة الرأس. ولا يقتصر الأمر على فئة عمرية دون سواها، فالرضع والأطفال والبالغون كلهم بحاجة إلى تمديد الفترة الزمنية بين الحمام والآخر.
وأوضح البروفيسور مارك بيربورغ، كبير الأطباء بمستشفى الأمراض الجلدية التابع لجامعة توبنغن الألمانية، أن كثرة استحمام الطفل تتسبب في فقدان بشرته للمرونة، مما يُصيبها بالتشقق والاحمرار ويؤدي بالطبع إلى الشعور بالحكة، بل ويُمكن أن يصل الأمر في أسوأ الأحوال إلى اختراق البكتيريا أو أي مواد ضارة أخرى لجسم الطفل عن طريق هذه الشقوق، مما يؤدي إلى إصابته بالعدوى.
وأشار المركز الاتحادي للاستشارات الصحية في برلين إلى أنه من الأفضل ألا يزيد معدل استحمام الطفل على مرتين أسبوعيا، مؤكدا أن هذا المعدل كاف تماما بالنسبة إلى الأطفال.
ونشرت التايمز نظرية “صادمة” للأخصائية في الأمراض المعدية، ألين لارسون، تقول فيها “إن الناس يعتقدون أن الاستحمام للنظافة ولكن هذا غير صحيح”، فالاستحمام، بحسب لارسون، يزيل الروائح البشعة فقط، لكنه لا يحمي من المرض. وتعتقد الأخصائية أن غسل اليدين بانتظام كاف وأن الإفراط في الاستحمام قد يزيد خطر التعرض لمشكلات صحية، لأنه قد يعرض البشرة للجفاف ويفتح المسامات، مما يفتح الباب لالتقاط الفيروسات.
3 أو 5 دقائق هي الفترة التي لا ينبغي تجاوزها تحت الماء للحفاظ على رطوبة الجلد الطبيعية
ويتفق الكثير من خبراء الصحة مع لارسون. ويقول الدكتور جيم براندون ميتشل، أستاذ مساعد في طب الأمراض الجلدية في جامعة جورج واشنطن، “أعتقد أن معظم الناس يفرطون في الاستحمام”، وأوضح أن ذلك “يؤدي إلى إزالة الزيوت الطبيعية التي تفرزها البشرة، كما يعرقل عمل نظام المناعة، خصوصا في ما يتعلّق بالبشرة”.
ووفق الخبراء، من الأفضل الاستحمام مرة أو مرتين أسبوعيا، لأن “الاستحمام اليومي غير ضروري”. ويكفي، بحسب لارسون، غسل اليدين بشكل دوري يوميا، وأن تكون الثياب نظيفة، وأن تغسل بانتظام.
وأضاف الخبراء أن الفترة التي يجب أن يقضيها الشخص تحت الماء تتراوح بين 3 و5 دقائق للحفاظ على رطوبة الجلد الطبيعية ويجب ألا يتكرر الاستحمام بشكل يومي، وينطبق هذا الأمر على الشعر أيضا، فلا ينصح بغسل الشعر بالماء والشامبو أكثر من مرتين في الأسبوع.
وأظهرت دراسة حديثة أن الصابون يشكل خطرا على صحة الجلد، فالإكثار من استخدامه، يؤدي إلى قتل البكتيريا المفيدة التي تحمي البشرة من البثور والمشاكل الجلدية الأخرى، كما أن الصابون يحتوي على نسبة من المواد الكيميائية الضارة بالبشرة.