في أول أيام زيارتها لباريس ظهرت مالانيا زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب برداء أحمر طويل من قطعتين،وفِي تباين جميل ارتدت بريجيت زوجة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فستانا أبيض قصيراً فوق الركبة.
وبعد حفاوة الاستقبال في ساحة قصر الاليزيه توجهت الزوجتان لزيارة بعض المعالم الباريسية التقليدية مثل كاتدرائية نوتردام ومقبرة نابليون، بينما عكف الزوجان على محاولة تقريب مواقفها من قضية التغير المناخي واتفاق باريس الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي مطالباً بإعادة التفاوض على الاتفاق الذي يقول إنه يعطي دول العالم الأخرى فرصة لاستغلال الولايات المتحدة.
لكن الرجلين يتفقان على ضرورة مكافحة الإرهاب خاصة وأن فرنسا كانت من أكبر ضحايا الهجمات الإرهابية في العامين الماضيين،وبينما أمضى الرئيسان ساعات طويلة لتقريب وجهات نظرهما من قضايا المناخ والهجرة وسوريا وحلف الناتو كان التقارب واضحاً بين الزوجتين الجميلتين.
ومهما اختلفت اللغة بينهما فقد جمعهما شيءً واحد هو عشقهما للأزياء الفرنسية ، ..نعم اختلف لون الفستان ولكن الأزياء في الحالتين هي أزياء فرنسية.
فالسيدة ميلانيا اختارت فستانها الأحمر من تصميم الفرنسي كريستيان ديور واختارته خصيصا احتفالاً بذكرى مرور سبعين عاما على أزياء ديور.
ومن المفارقات أن السيدة الامريكية الأولى لديها خبير أزياء ومكياج وتصفيف شعر فرنسي المولد اسمه هارفي بيير، أما زوجة ماكرون فلا عجب في أنها هي الأخرى التزمت بالأزياء الفرنسية وارتدت فستانا من تصميم لويس فيتون ،قصة زواج بريجيت وماكرون أشبه بقصص الرومانسية الكلاسيكية.
هي معلمته في المدرسة الثانوية وتكبره بعشرات السنين. وقع في حبها وهو احد طلابها رغم كونها متزوجة. انتهت القصة بطلاقها من زوجها لتتزوج الشاب الذي أصبح فيما بعد رئيس فرنسا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها زوجتا الرئيسين ،فقد التقتا مرتين من قبل في بروكسيل ثم في ألمانيا الأسبوع الماضي اثناء قمة العشرين.
ورغم أن الرأي العام الفرنسي أعجب بأناقة السيدة الامريكية الاولى و بذوقها في الأزياء الفرنسية ورغم توافقها في الذوق مع نظيرتها الفرنسية فإن دونالد ترامب إيمانويل ماكرون لم ينجحا في سد الهوة بينهما بشأن المناخ.
د.عاطف عبد الجواد" المحلل السياسي بواشنطن"