لم تسلم دولة كبرى واحدة في العالم من انتقادات وهجمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا روسيا، على عكس كافة الرؤساء السابقين امتدح ترامب روسيا وزعيمها بوتين حتى أثناء الحملة الإنتخابية. لقد انتقد وهاجم الصين والاتحاد الاوروبي وحلف ناتو والدول العربية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، لكنه قال كلامًا طيبًا عن بوتين كزعيم قوي أفضل حتى من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وطالب ترامب روسيا أثناء حملته الإنتخابية باختراق منظومة البريد الإلكتروني لغريمته الديمقراطية هيلاري كيلنتون، وهو ما فعله الروس فيما يبدو بالفعل، وبات واضحًا اليوم مدى التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية لمساعدة ترامب على الفوز بالرئاسة.
ترامب يقول لا يمكن لروسيا أن تكون قد ساعدته لأنه يدعو إلى زيادة القوة العسكرية الأمريكية وهو الأمر الذي لن يسر الروس.
ولكن الروس وجدوا في انتقادات ترامب لحلف ناتو والاتحاد الاوروبي أداة لإضعاف التحالف الغربي وهو أمر تسعى إليه موسكو.
لقد تساءل ترامب أثناء حملته الإنتخابية وبعد فوزه أليس من المفيد أن نقيم علاقة طيبة مع الروس؟ وانتهز الروس هذا التوجه فعملوا من وراء أبواب مغلقة على إقناع ترامب بإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بسبب سياستها في أوكرانيا.
وبينما أصر الرئيس ترامب على عدم وجود أي مصالح تجارية له او لشركاته في روسيا برز السؤال لماذا يتودد ترمب للكرملين إلى هذه الدرجة غير العادية؟ الجواب قد نجده في تقارير الإستخبارات الأمريكية والتي أشارت إلى أن الروس يحتفظون بصور وفيديو وملفات ومعلومات فاضحة عن دونالد ترامب.
هذه المعلومات الإستخباراتية طرحتها الإستخبارات الأمريكية على كل من من باراك أوباما في أخر أيام رئاسته وعلى ترامب نفسه في بدايات رئاسته.
لكن ترامب يدافع عن نفسه بالقول أنه كان يدرك دائمًا أن الروس سيحاولون تصويره وجمع معلومات عنه أثناء زياراته لموسكو.
ولهذا السبب يقول ترامب أنه كان حريصًا على عدم الإنخراط في أعمال فاضحة مثل مضاجعة عاهرات روسيات.
هؤلاء العاهرات اللاتي وصفهن بوتين صراحة بانهن الأفضل في العالم، لكن شبكة معارف ترامب بين الروس متشعبة وتضم رجالاً ونساء في عالم المال والتجارة والفن ومسابقات الجمال أخر مسابقة جمال أقامها ترامب في موسكو عام ٢٠١٣، وفيها اختلط ترامب بالمتسابقات على لقب ملكة جمال الكون، من المحتمل أن تكون الإستخبارات الروسية قد حصلت على صور وفيديو ومعلومات عن علاقات جنسية مارسها ترامب أثناء وجوده في موسكو في ذلك العام وأثناء زيارات سابقة. ولعل هذا هو السبب في رغبة ترامب في التودد إلى الروس، ومن الصعب أن يصدق أحد أن رجلاً في ثراء ترامب ووسامته أحجم عن علاقات جنسية مع روسيات أو جميلات من جنسيات أخرى سواء كن عاهرات أو غير عاهرات.
سوف تكتشف الحقيقة بشأن علاقة ترامب بروسيا بأبعادها المختلفة عندما تستكمل التحريات الجارية الآن في واشنطن.