"يوليو الأسود" يحصد أبناء مصر.. "المواطن" يرصد عمليات إرهابية ضد حراس الوطن من الجيش والشرطة
تشهد مصر منذ يومها الأول معارك حادة في
دحر الإرهاب الذي يستهدف الشعب المصري والجيش والشرطة، لكن بعزيمة شعبها تستطيع أن
تهزم هذا السرطان المتشعب على أرضها..
وشهدت محافظات مصر خلال شهر يوليو الجاري من العديد من الحوادث
الإرهابية التي استهدفت الجيش المصري وقوات الشرطة في المحروسة، فما إن نخرج من
حادث إرهابي حتى نفقد شهداء للوطن بحادث آخر..
وتأتي على رأس المحافظات التي شهدت عدة أحداث إرهابية هذا الشهر
محافظة شمال سيناء، فسيناء ينتشر بها مجموعات إرهابية مسلحة متطرفة، أخطرها تنظيم
"أنصار بيت المقدس" التابع لتنظيم داعش الإرهابي..
وكانت البداية في 6 يوليو 2017، مساء الخميس، حيث أطلق مجهول
النيران على سيارة مرور تابعة لمديرية أمن الجيزة أثناء عودتها من أكتوبر، مما أسفر
عن إصابة مجند ومواطن تصادف مروره أثناء إطلاق النيران، وتم عمل عدة أكمنة لضبط
الجاني.
وفي اليوم التالي مباشرة 7 يوليو 2017، شهدت مصر استشهاد 10
عسكريين بينهم قائد برتبة عقيد وإصابة آخرون، في هجوم على حاجز أمني بمدينة رفح في
محافظة شمال سيناء المصرية حيث قاموا مسلحين بمهاجمة نقطة تجمع لقوات الجيش، في
قرية البرث بمدينة رفح، بالإضافة إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، مما أدى
لاستشهاد وإصابة عدد من العسكريين، بينهم العقيد أحمد منسي قائد كتيبة الصاعقة 103
وإصابة نحو 26 على الأقل من قوات الأمن في الهجوميين اللذين وقعا في منطقة البرث
جنوبي مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة.
أيضًا في ذات اليوم وقع حادث إرهابي لضابط من الأمن الوطني، وهو
النقيب إبراهيم عزازي شريف عزازي، الذي تم تصفيته بعد أن استهدفه إرهابيون يستقلون
سيارة عقب خروجه من أداء صلاة الجمعة في منطقة الجبل الأصفر التابعة لمركز الخانكة
بمحافظة القليوبية.
وبعد مرور أسبوع على الحادثين الذان هزا مصر، استيقذ الشعب
المصري يوم الجمعة 14 يوليو، على كارثة أخرى أودت بحياة 5 شرطيين بعدما أطلق
ملثمون النار عليهم أثناء تواجدهم بكمين أبوصير الأمني بطريق سقارة بالبدرشين
وإصابة آخرون، فوفقًا لما قاله شهود العيان أنهم شاهدوا ملثمون يستقلون دراجة
بخارية بإطلاق الرصاص على سيارة شرطة بقرية أبو صير بالبدرشين، مما أدى إلى
استشهاد أمين شرطة و3 مجندين وفرد شرطة.
وأفادت الأنباء بعد ذلك أن غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغًا يفيد
بقيام مجهولين بإطلاق النيران على قوات الأمن بطريق سقارة، وعلى الفور تم توجيه
قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث.
وفي يوم الاثنين الموافق الـ17 من يوليو الجاري، أعلن مصدر أمني
بوزارة الداخلية، عن استشهاد 5 مجندين وإصابة آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة بمدينة
العريش بشمال سيناء، مضيفًا أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم
وتمشيط محيط الإنفجار بواسطة خبراء المفرقعات للتأكد من عدم وجود أي عبوات أخرى.
وشاهدنا في نفس اليوم استشهاد عمر إبراهيم معاون مباحث مركز
شرطة ملوي وذلك بمسقط رأسه بمحافظة المنيا، حيث كان النقيب عمر إبراهيم يطارد بعض
المتهمين في قضايا جنائية، حيث خرج في مأمورية بقرية "تونا الجبل"،
لملاحقة تجار المخدرات وحال وصوله للوكر أصابه طلق نارى أودى بحياته في الحال،
ونقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى ملوي العام.
كما استشهد بنفس اليوم ضابط و4 مجندين من قوات الشرطة، وأصيب 6
آخرين، إثر هجومين إرهابيين على مدرعتين لقوات الشرطة بالعريش، وكشف مصدر أمني
بمديرية أمن شمال، أن الهجوم الأول وقع على مدرعة شرطة، حال تمركزها أمام أحد
المطاعم، على طريق ساحل البحر بالعريش، عن طريق مجموعة إرهابيين هاجموا المدرعة
بالأسلحة الآلية.
وفي مواصلة الأحداث الإرهابية التي يتعرض لها جنودنا البواسل،
وقع في الـ18 من يوليو الحالي استشهاد وإصابة 13 مجند وضابط، في جريمة إرهابية
بشعة بعد أيام قليلة من من هجوم البدرشين، حيث وقع هجوم مسلح عليهم وكان هناك
محاولة لحرق جثثهم، فقد قام مجموعة مسلحين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي بتفجير
مدرعتين، وإطلاق النار علم كان بهما، وجاءت هذه العملية الإجرامية في شارع البحر
بمدينة العريش.
ولم يكتفي المسلحون بتفجير المدرعتين وقتل وإصابة الكثير من
الجنود والضباط، بل إنهم بجريمة أشد بشاعة تأباها الإنسانية، حيث قاموا بإشعال
النيران في جثث الضحايا والبالغ عددهم ثلاثة شهداء “مجندين وضابط”، لدرجة أنه لم
يتم التعرف عليهم نتيجة إلتهام النار لأجسادهم، وبعد ساعات من العملية الإجرامية
تم التعرف على جثة شهيدين ولم يتم التعرف على الثالث وكانت نتيجة العملية
الإجرامية استشهاد وإصابة 13 مجند وضابط.
والأخطر من ذلك أن الإرهابيين قاموا بسرقة جهاز لاسيلكي من
الضابط الشهيد، الأمر الذي يتيح لهم التعرف على كل تحركات وإشارات قوات الأمن في
جميع أرجاء محافظة شمال سيناء، مما جعل الداخلية ترفع حالة الاستنفار إلى الدرجة
القصوى.
وما زالت قوات الأمن من الجيش والشرطة يضحون بأرواحهم دحرًا
للإرهاب ودفاعًا عن مصر وشعبها.