سياسيون لـ"المواطن": مصر لن تتراجع عن موقفها من قطر و"الخليج" هي من انصاعت لإرادتنا
الثلاثاء 01/أغسطس/2017 - 12:57 م
عواطف الوصيف
طباعة
لا تزال الأزمة القطرية من أهم المحاور، التي تشغل الرأي العام، وتعد الآن من أهم القضايا التي يلتف حولها مختلف زعماء ورؤساء العرب على طاولة المفاوضات، لبحث آخر المستجدات التي تتعلق بها، وما يمكن أن تسفر من نتائج، أو آثار على العالم سواء كانت إيجابية أو سلبية.
عقدت العديد من المؤتمرات، والمفاوضات لمناقشة كل ما يتعلق بالقضية القطرية، وتبادل الرؤى والأفكار، وفي كل مرة كان يخرج كبار وزراء ومسئولي العرب، بتصريحات رسمية هي في حقيقتها تأكيد لنتيجة محددة، وهي الالتزام بمبدأ المقاطعة الدبلوماسية مع قطر، وضرورة التزامها بجميع الشروط التي تم وضعها، لكن يبدو ان خلال المرحلة الأخيرة، طرأت مستجدات، قد تغير ما كان متوقع.
شهد يوم الأحد الماضي، لقاء جمع بين وزراء خارجية العرب، فى العاصمة البحرينية المنامة، لبحث آخر مستجدات القضية القطرية، لكن يبدو أن هذا اللقاء جاء بعد دراسة أخر الآثار التي ترتبت خلال الحقبة الأخيرة، نتيجة مقاطعة قطر دبلوماسيا، وليس المقصود التنبؤ فقد خرج كبار المسئولين بتصريحات محورية، توحي وكأنهم قرروا تغيير المسار الذي تقرر اتباعه من قبل، فعلى سبيل المثال، اتفق مختلف وزراء خارجية العرب، على عدم سحب عضوية قطر من مجلس التعاون الخليجي، تلك الخطوة التي تجعلنا نفكر في البحث عن إجابة لسؤال هام، ترى هل حان الوقت لتراجع دول المنطقة عن موقفهم المتشدد ضد قطر، وهل بدأت أولى الخطوات لتهدئة العاصفة؟، لا تتعجل سيدي القاريء هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور القادمة، من خلال الإبحار بين رؤى وأفكار نخبة من أهم أساتذة علوم السياسة الدولية في مصر.
أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اتخاذ القرار باستمرار عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، بمثابة علامة على أن دول الخليج، قررت اتخاذ خطوات للتراجع عن موقفها المتشدد ضد قطر، وربما السبب في ذلك، هو أنهم أصبحوا على يقين بأن الاستمرار في المقاطعة، سوف يضر بمصالحهم.
وكان من الصعب أن لا أتطرق مع الدكتور حسين، عن موقف مصر، فهي في النهاية واحدة من الدول التي قررت مقاطعة قطر، فترى هل ستتراجع هي الأخرى.
يرى "حسين"، أن فكرة تراجع مصر عن موقفها ضد قطر، مرهون معينة، وهي مدى التأكد من أن قطر ليس لها أي علاقة بالعمليات الإرهابية التي لحقت بالبلاد مؤخرا، أو أنها لم تكن داعمة للعصابات الإرهابية في المنطقة، ففي حال التأكد من تورطها بأي شكل من الأشكال، فلن تتراجع مصر عن موقفها، وستسمر في مقاطعاتها لقطر، لكنها ستجد نفسها وحدها وعليها إذا وقتها أن تكون قادرة على تحمل تلك المسؤولية، موضحا أنه وفي حال التأكد وفي حال وجود أدلة تثبت أن تورط قطر بأي شكل من الأشكال، فلابد من مطالبتها بالتعويض، حيث أن دماء من أسيلت من المصريين ليست رخيصة.
وفي محاولة لإثراء جميع النقاط، التي تتعلق بالقضية القطرية، أكد الدكتور أحمد يوسف، أستاذ علم الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن جميع المؤشرات توحي بأن هناك خطوات تتبع للتهدئة، وذلك بسبب الظروف والتطورات التي حدثت خلال الآونة الأخيرة على المستويين الأوروبي والإقليمي.
ووفقا لرؤية "يوسف"، فإنه من الصعب تحديد الموقف الأمريكي، ففي الوقت الذي وجه فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سلسلة من الاتهامات ضد قطر، أكد فيها أن الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في المنطقة، كان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يعقد العديد من المفاوضات مع نظيره القطري كمحاولة لتهدئة الأمور وإنهاء الأزمة، لذلك من الصعب أن تصف المواقف الدولية حيال القضية القطرية، غير أنها، مواقف ملتوية.
من ناحية أخرى، يرى "يوسف"، أن القرار الذي تم التوصل إليه وهو الموافقة على استمرار عضوية قطر، في مجلس التعاون الخليجي، يعد منعطف خطير، حيث أنه قد يكون دلالة على أن قطر قد بدأت أولى جولات الانتصار.
أضاف الدكتور أحمد يوسف، أنه كان من الصعب أن تسحب عضوية قطر عن مجلس التعاون، فذلك ببساطة كان سيكون له نتائج وخيمة وهو ما تعيه دول منطقة الخليج جيدا، لكن ما يستلزم التفكير فيه هو موقف مصر، فمن المستحيل على حد قوله أن تتراجع مصر عن موقفها حيال قطر، خاصة بعد ما تكبدته من خسائر في أرواح الأبرياء.
واختتم أستاذ علم الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف رؤيته، بأن موقف مصر ضد قطر، لم يتغير سواء قبل اندلاع ثورتي "يناير ويونيو"، أو بعدهما، مؤكدا على أن دول الخليج هي التي انصاعت لمصر، و لموقفها ضد قطر، فمصر لم تكن يوما تابعة لأحد.