في حواره لـ"المواطن" .. "صبري": جد الشيخ "أحمد رضوان" سكن منطقة صحراوية في صعيد مصر بأمر "رسول الله".. والساحة الرضوانية تنشر الوعي الإسلامي
هو أحد أولياء الله الصالحين، اللذين
شرف بهم صعيد مصر، وتوافد عليه الرؤساء والعلماء، وظلت ساحته قبلة للمحبين، هو
العارف بالله الشيخ أحمد رضوان، نشأ الشيخ أحمد رضوان، من أبوين كريمين، وكان
والده عالما عارفا بالله، وقد أخذ الطريقة السمانية عن والده، "المواطن"
التقت حفيده الشيخ مصطفى صبري، وأجرت معه هذا الحوار
متى أنشأت الساحة الرضوانية؟
لما استقر جد مولانا الشيخ أحمد رضوان في هذه المنطقة الصحراوية
من صعيد مصر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث شاهده في رؤية يأمره بالسفر
من "نجع العرب" بأسوان، حيث كان المقر الأول بعد هجرة الأجداد من المغرب
إلى مصر،، إلى منطقة البغدادي، فأقام بيتًا له في هذا المكان ومضيفة لاستقبال
الضيوف كعادة الناس في الصعيد، كانت تستخدم في تحفيظ القرآن الكريم لأهل هذه
المنطقة، حتى جاء مولانا أحمد رضوان فبنى بجوار داره ساحة صغيرة تتكون من مجلس
يجلس فيه ليعلم الناس أمور دينهم وحثهم على الفضائل والأخلاق المحمدية، وكانت
الساحة مبنية من الطوب اللبن، واستمرت على حالها فترة كبيرة، وبعد ذلك قام
بتوسيعها، وإقامة بعض الحجرات بها حتى أصبحت موئلا للناس وللعلماء من شتى أنحاء
مصر ومن بعض بلاد العالم العربي والإسلامي.
هل للرئيس جمال عبد الناصر دور في بناء الساحة؟
الرئيس جمال عبد الناصر سمع عن مولانا الشيخ أحمد رضوان والتقى
به محبة وتبركا، وقد قامت وزارة الأوقاف بالإشراف على توسعة الساحة وبنائها، وتم
إلحاق المسجد والمقام الرضواني بها، وتم افتتاحها بحضور أحمد عبده الشرباصي نائب
رئيس الوزراء ووزير الأوقاف نائبًا عن الرئيس جمال عبد الناصر، في ذلك الوقت، ثم
قام أبناء الشيخ بتوسعة الساحة حتى أصبحت مكانا شاسعا يسع عشرات الألوف من
الزائرين وبها مائدة تسع أكثر من ألف شخص في وقت واحد، حتى إذا فرغوا من طعامهم
أعدت المائدة مرة أخرى في دقائق معدودة لغيرهم.
ما هي الاحتفالات الدينية التي تحييها الساحة الرضوانية؟
للساحة الرضوانية رسالة تقوم على تأديتها فهي تقوم بنشر الوعي
الإسلامي، وبث الدعوة المحمدية بين الناس، وتقيم في كل مناسبة احتفالًا دينيًا
شرعيًا في ليال عدة، منها: ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة
القدر التي لها احتفال خاص والتي يحضرها مئات الآلاف لتناول طعام الإفطار، ويجتمع
الناس من كل ربوع مصر في الساحة ليستمعوا القرآن الكريم وكلمات الوعظ والإرشاد
الديني والمدائح المحمدية.
من هم مريدوي الساحة الرضوانية وكم عددهم؟
لقد أسس مولانا الشيخ أحمد رضوان الساحة لتكون موئلا لجميع
الناس فلقد جمع الناس على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى ذكر الله
ونصحهم وإرشادهم لما فيه نجاتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة، ففي الساحة ينصهر
الجميع فلا ترى فوارق بين الناس حيث يتجلى في هذا المكان الأدب الرباني والخلق
الصوفي فهو مكان تذوب فيه الفوارق بحق وهو مكان التواضع والمحبة والإخاء والإقبال
على الله.
من المشاهير الذين كانوا يحضرون مجلس الشيخ أحمد رضوان؟
عرف مشايخ الأزهر لشيخنا أحمد رضوان قدره فهرعوا إليه وجلسوا
بين يديه ليقتبسوا من فيض علمه وفى مقدمتهم الشيخ أحمد حسن الباقورى، والشيخ
عبدالحليم محمود والشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر آنذاك والشيخ محمد إبراهيم أبوالعيون،
وكيل كلية أصول الدين، والشيخ محمد زكي إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية، والوزير
الدكتور حسن عباس زكي، والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد
وكثير من المشايخ والعلماء الذين ارتادوا مدرسته، وتتلمذوا على يديه، ونهلوا من
فيض علمه.
وقد سعت مشيخة الأزهر لتكريمه، في حفل مهيب، حضره كوكبة من
مشايخ الأزهر، وعلمائه، وكبار رجال الدولة، والوزراء.
هل كان الشيخ يعمل في مهنة الزراعة أم أن دوره دعوي فقط؟
عمل الشيخ رضوان منذ صغره بالزراعة، ثم بعد ذلك عمل بالتجارة،
ولم يمنعه ذلك من أداء دوره الدعوي مؤمنا بأن التصوف الحقيقي بذل وعطاء وكد وتعب
واجتهاد، حيث كان يسعى فيها سعي الذي يؤمن بحديث جده المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب)، راضيًا بعطاء الله له، وكان يقول:
"يجب على المؤمن أن يكون في كل أحواله وشئونه مع الله عملا بقول الله تعالى
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
ما الوصية التي كان الشيخ يوصي بها أبناءه؟
قال الشيخ رضوان ذات مرة لأحد أبنائه: "يا بني إن سُئلت عن
كرامة لأبيك، قل: لم يترك لنا ما نتقاتل عليه، ولم يترك علينا ما نغضب به عليه،
قل: تركنا لله وهو أولى بنا وتركنا في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا
نبتعد عن طريق ربنا".
وكان يقول: "ستظل الساحة عامرة بزوارها ما لم تفرقوا".