الاحفاد يسطرون ملامح البطولة اقتداء بصناع «عيد الجلاء»
السبت 18/يونيو/2016 - 03:53 م
يتزامن اليوم "السبت " الثامن عشر من شهر يونيو مع مرور ستين عاما على جلاء أخر جندى إنجليزى عن الأراضى المصرية بعد إحتلال دام 74 عاما ، ففى نفس اليوم من عام 1956 وقع الزعيم الراحل جمال عبد الناصراتفاقية الجلاء بين مصر وإنجلترا ، ورفع العلم المصرى بعد جلاء الإنجليز من بورسعيد ، وسمى هذا اليوم "بعيد الجلاء" الذى توج صمود الشعب المصرى ضد الاحتلال البريطانى .
وقد وقعت حكومتا مصر وانجلترا اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر 1954، ولم يرحل الإنجليز نهائيا عن مصر إلا في 18 يونيو 1956، أي بعد حوالي عامين من توقيع الاتفاقية، وبعد أربع سنوات من قيام ثورة 23 يوليو 1952.
وجلاء آخر جندى بريطانى عن مصر جاء نتاجا لثمار مفاوضات طويلة وشاقة بين الجانبين المصري والبريطاني، حيث أن توقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر عام 1954 لم يكن ممكنا دون الدور الذي لعبته حرب الفدائيين في منطقة معسكرات الجيش البريطاني.
وكانت هذه الحرب امتدادا للتواصل التاريخي لعمليات الفدائيين التي تلت مباشرة إلغاء معاهدة 1936 من جانب واحد لزعيم الوفد وزعيم الحكومة حينذاك مصطفى النحاس في 8 أكتوبر 1951 وبدعم معنوي ضمني أو على الأقل بصمت الموافقة من جانب حكومة الوفد بالرغم مما تعرضت له هذه الحكومة من ضغوط من القصر والإنجليز لايقاف هذه الحرب وتعقب الفدائيين ، وحتى بعد سقوطها في 26 يناير 1952 عقب اندلاع حريق القاهرة، استمرت حرب الفدائيين دون انقطاع بالرغم من معوقات إضافية مثلتها سياسات حكومات أقلية تولت الحكم في مصر حتي 23 يوليو 1952.. وبالرغم من هذا التواصل التاريخي مع حرب الفدائيين ما بين أكتوبر 1951 و23 يوليو 1952 فإن هناك فروقا أساسية بين هذه الحرب وحرب الفدائيين التي تلت قيام الثورة واستمرت حتى توقيع اتفاقية الجلاء.
" عيد الجلاء " ذكرى مجيدة تأتى تجسيدا لمشاعر شعب صاحب إرادة وعزيمة قوية أصر على صياغتها فى سلسلة كفاحه لتحرير وطنه وبناء مستقبله على أسس من القيم والمبادئ الشامخة ، يوم اشرقت فيه شمس الحرية الساطعة فلم يعد يخفق على ارضها سوى العلم المصرى .
أصالة هذا البلد ، وما أودعه الله فيها من أسرار البقاء، وما فى بنيتها من مناعة ضد الفناء، جعل من حقبة الاحتلال الانجليزى الطويلة إغفاءة لا موتا، وسباتا لا فناء ، وفى عيد الجلاء تكون المشاعر ممزوجه بالفخر والاعتزاز بما أنجزه الآباء والأجداد ، بعزيمة لا تلين وبإرادة صلبة تكسرت على جنباتها قسوة المحتل الانجليزى وجسارة آلة حربه الفتاكة.
وها هم الأحفاد وأحفادهم يسطرون ملاحم البطولة اقتداء بصناع الجلاء الذين أبوا إلا أن تكون مصر حرة مستقلة شامخة الرأس مرفوعة الجبين ، ويوم الجلاء الذى خلده التاريخ يتجدد مع ثورة 30 يونيو 2013 ، ومع كل انتصار يحققه الجيش المصرى ، وكل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعا عن تراب هذا الوطن الغالى ، ليستمر نهر التضحيات فى التدفق والعطاء لتبقى مصر شامخة عريقة عصية على كل الأعداء، ولتزهر دروب التنمية ويعم الرخاء .
تحية وتمجيد إلى أرواح الشهداء الأبرار الخالدين الأطهار، الذين غرسوا شجرة الاستقلال بيدهم، وسقوها بكريم دمهم، فغدت وارفة الظلال، الذين استشهدوا ليحيا الوطن ، وقضوا نحبهم لتبقى مصر ، فهؤلاء هم أصحاب الفضل الأول في هذا النصر .