من النوم تحت الكوبري لسائق "توك توك".. نور تسير على نهج "بهية"
لم تعلق على شماعة الظروف ما تعانيه من حرمان الجو الأسري والفقر، بل الحرمان من ذاتها من التجرد من أنوثتها، ومن إلغاء مرحلة المراهقة التي تسمتع بتفاصيلها كل فتاة، بل كافحت وصمدت لتضرب بقدميها في أرض صلبة، لتعلنها للجميع أنها فوق كل الظروف.
نور فتاة الشرقية العشرنية، فقدت والديها منذ سن 8 سنوات، و تعيش مع أختها التي مات عنها زوجها وترك لها ولدًا وبنت.
تروي "نور" تفاصيل حكايتها لـ"المواطن" إنها تجردت من أنوثتها وارتدت ملابس الصبيان، حتى تستطيع أن تمارس مهنة سائق "التوك التوك".
وأضافت "نور"، أنها منذ سن الثامنة وهي ترتدي تلك الملابس، حيث أنها تعمل منذ ذلك الوقت.
وبلهجة تحمل في تفاصيلها كل معاني العزة والثقة والرضا، تقول نور تقمصها دور الولد، لن ينقص من أنوثتها شيء، لأن تلك الحياة ليست من اختيارها بل هو أمر واقع، مؤكدًا أنها دخلت في تحدي مع نفسها، حتى أنها اقنعت نفسها بأنها رجل البيت.
وأوضحت أن عملها سائق توك توك لم يكن الأول، حيث قالت إنها عملت في مطحنة، ومصنع أعلاف، بالإضافة إلى جميع الأعمال التي تستطيع أن تجلب لها ولأسرتها "لقمة عيش".
ولم تنكر نور أنها تتمنى أن تعيش حياتها كأنثى مثلها مثل بنات سنها، إلا أن ظروفها لم تمكنها من ذلك، حيث تمنت أن تعيش قصة حب مثل من في سنها، أن تسدل شعرها على كتفيها، إلا أن كل تلك الأحلام حطمها واقعها المسأوي.
وأشارت إلى أنها لم تكن تمتلك منزلًا، حيث أوضحت أنها كانت تنام تحت الكوبري، ورغم ذلك أكدت أنها لم تفرط في نفسها يومًا ما، وأنها محافظة على نفسها.
وعن أمنية الزواج، قالت إنها تقدم لخطبتها العديد من الشباب، إلا أنها رفضت حتى تتمكن من العمل للصرف على عائلتها، موضحةُ، أن زوجها لن يوافق على ذلك، لكنها أكدت أنها مسألة وقت حتى تستطيع أن تصل بعائلتها إلى بر الأمان ومن ثم تفكر في الزواج.
وتكشف نور عن أمنيتها، أن تعمل جاهدة حتى تستطيع شراء "توك توك" خاص بها، لأنها تعبت من العمل لدى الآخرين.