يخرج يوميًا لعمله كسائق إحدى الأتوبيسات النهرية، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة عصرًا، تلك المهنة التي عرفها وعمل بها منذ 35 عامًا واستطاع أن يربي أبناءه من عائدها.

"عم محمد" سائق الأتوبيس النهري والذي ورث مهنة الصيد عن أبائه وأجداده، واستطاع أن يطورها عندما عمل في هيئة النقل العام، فيقول: " أنا ورثت مهنة الصيد عن أبويا وجدي ولازم سواق الأتوبيس النهري يكون عنده خبرة طويلة مع البحر ويعرف يتعامل معاه عشان احنا مسئولين عن أرواح الناس اللي بتركب معانا، موضحًا أن البحر له عدة تقلبات ويجب أن يكون سائق الأتوبيس النهري عنده سرعة بديهة ".

وعلى الرغم من أن هناك عدد محدود من الأتوبيسات النهرية في مصر والتي يمتد عمرها إلي فترة الستينات، إلا أن عم محمد عرف جميع تفاصيل ميكانيكا الأتوبيس الذي عمل عليه منذ 35 عام، ويوضح "عم محمد" أنه لديه خبرة طويلة في مجال الميكانيكا ولطالما تولى إصلاح موتور الأتوبيس في حالة عطلة، قائلًا: " نعم موجود معانا ميكانيكي لإصلاح الأتوبيس فوجوده مهم في كل رحلة نخرج فيها، ولكن لازم السائق يكون فاهم في الميكانيكا عشان الأوقات الطارئة ما نتعطلش".


"عم محمد" الذي لا يتخطى مرتبه الألفين جنيه بالحوافز، متزوج ولديه ستة أبناء، منهم أربعة فتيات متزوجات وشابين، ويشير عم محمد لأبناءه الذي استطاع أن يعلمهم تعليم عالي ويزوج الفتيات منهم بمرتبه القليل، لافتًا إلى أن الأيام في السابق كان فيها بركة وكان يقدر بمرتبه الصغير أن يعول أسرة كاملة، أما في هذه الأيام ومع الغلاء لا يستطيع شاب في مقتبل العمر أن يفتح بيت".