من قيادة الميكروباص والبيجو إلى النقل، جاء تحديها للرجال، فأثبتت جدارتها في تحديهم وتطرقت إلى قيادة النقل الثقيل لمدة 42 عامًا، بنت الشرقية التي أخذتها خالتها لتربيتها نتيجة لأن عدد إخواتها كبيرًا، تزوجت السيدة فريـال في الـ12 من عمرها، وانفصلت عن زوجها، وفي سن الـ16 عامًا بعدما أنجبت طفلًا، الأمر الذي دفعها للبحث عن وظيفة.

وتروي فريـال لـ"المواطن"، أنها أثناء بحثها عن وظيفة شاهدت سيدة تقود تاكسي، وعندما حدثت خالتها بما رأته، أخبرتها أنها تستطيع أن تفعل مثلها من خلال أن تذهب وتستخرج رخصة قيادة، مضيفة أنها أخرجت الرخصة درجة ثالثة وعملت على "ميكروباص" من الجيزة للعريش، وعندما رآها سائقي الخط، أخذوا في مضايقاتها بشكل ساخر من كونها امرأة، فقال أحدهم: "آخرها تسوق ميكروباص".

وتقول فريـال، إنها دخلت في تحدي معهم، وأخرجت رخصة درجة تانية لمدة عامين، ومن ثم استخرجت رخصة قيادة درجة أولى استطاعت من خلالها قيادة النقل الثقيل.

وعن طبيعة عملها، أوضحت فريـال، إنه خلال قيادتها، تلتزم بالكلام بأسلوب معين، وبمستوى صوت معين لا تضحك مع أحد، مضيفةً: "قيادة النقل لا تحتاج إلى شريك بحياتي، حيث أمكث بالشهر خارج المنزل من خلال عملي".

وأوضحت، أن سيارة النقل مليئة بكل الأشياء التي تحتاجها، بها سرير تستطيع أن ترتاح عليها، بالإضافة إلى شماعات لملابسها، وأيضًا بجانبها أواني للطعام.

وتابعت، إنها لم تعمل على السيارة النقل فقط، بل عملت على الأوناش والجرارات، في الموقع الهندسية، والجبال، مشيرة إلى أنها عملت مشروع توشكا، فكانت تقود مسافة حوالي 1450 كيلو متر.

وعن المشاكسات التي واجهتها السيدة فريـال، أثناء ممارسة عملها، قالت إنها لم تكن تمتلك تباع معها أثناء عملها بمشروع توشكا، وحين أخذت راحة حتى تستطيع أداء صلاة العصر، تعرضها لها أحد السائقين بالإعتداء بالكلمات الجارحة، وطلب منها أن تفتح له باب العربة النقل، إلا أنه سألها عن التباع ليطمئن عن إنها لوحدها فأخبرتهم أن التباع نائم بالعربة، حينها تراجع بعيدًا عن المكان، موضحةً أن هذا سترًا من ربنا.

ورغم ذلك، أكدت فريـال، أنها رغم المواقف التي تعرضت لها أثناء عملها، لم تفكر يومًا في الرجوع عن هذه المهنة، قائلةً: "ربنا كان بينسيني الخوف عشان أقدر أكمل".

وعن الأشياء الإيجابية، تقول: "إن هذه المهنة حفرت بداخلي القوى، فلم أعد أخاف من أي شيء، وأضافت أنها في كمين أكتوبر وأنا في طريقي إلى الفرارة، شجعني الملازم أول إيهاب أبو الريز، واخذ بعض الصور لي ومع الرخصة، حينها شعرت أني ذو شأن وأني ما أعمله يستحق الاحترام وليس الخجل، ولم تكن تلك هي الحالة الوحيدة، ومثل هذا الأمر أتعرض له في معظم الكمائن.

وأكدت الحاجة فريـال، أن ما تعمله هو فخر لها، وأنها تتمنى أن يسعى الجميع إلى أن يطرق جميع أبواب الرزق الحلال.