يونيو الحزين وقطار الموت.. ذكرى قاسية فى تاريخ الإسماعيلية
الإثنين 20/يونيو/2016 - 05:38 م
ريهام الجناينى
طباعة
مرت السنوات على نكسة عام 1967 وانهزام الجيش المصري بسيناء، وانسحابه من أرضها ليجمع شتاته مرة أخرى، ولتعزيز قواته لمحاربة العدو الإسرائيلي وسحقه بنفس الأرض التى هزم بها بعد ست سنوات كاملة فى أكتوبر عام 1973، ولكن الذكرى لا تمر هكذا ولا تنساها الأجيال التى شهدت حلو الانتصار ومر الهزيمة، فحينما يأتي يونيو من كل عام يتذكر الشعب المصري، وخاصة أهالي مدن القناة وأكثرهم الإسماعيلية، لمعايشتهم أقسى اللحظات بعد الهزيمة لأنهم لا تفصلهم عن الأرض المحتلة آن ذاك، إلا المجرى الملاحي لقناة السويس فقط، وطالتهم كل معالم وملامح الغدر من العدو الصهيوني المحتل.
فبعد عدة أيام من نكسة يونيو 67، وضرب جميع القواعد الجوية والمطارات الحربية المصرية وانسحاب الجيش المصري من سيناء كانت الضربة الجوية ضربة قاسية ومدمرة بكل المقاييس وارتبك الكل بعدها وتشتتوا ولم يعودوا يشعروا بالأمان، وظلوا يترقبوا موتهم بكل لحظة ويحتسبون أرواحهم وأرواح ذويهم عند الله كل لحظة، وكانوا أيضًا لا يعرفون ماذا يفعلون فكانت تلك الفترة هى الأصعب والأقسى على الإطلاق فى حياة كل المصريين، وخاصةً أبناء الإسماعيلية، لكن الناس والمقاومة تماسكوا، وبعد ذلك تم جمع بقايا الأمل فى الانتصار والمقاومة حتى النصر أو الموت لتنظيم عملية تنظيم المقاومة الشعبية داخل المدينة.
واستمرت أعمال المقاومة مما أثار غضب الجيش الإسرائيلي وقياداته وقرروا تنفيذ هجمات مفاجئة بكل أرجاء المدينة والتسبب فى وقوع العديد والعديد من الضحايا بلا رادع ولا خوف.
وفى ذكرى شهر يونيو الحزين، كان الناس يتوجهون الى محطة قطار الإسماعيلية التى تم إنشائها عام 1910، لركوب قطار الظهر القادم من مدينة بورسعيد، ومتجه الى القاهرة، ولكن على حين غفلة ظهر الطيران الإسرائيلي فى الجو، وباغت الناس وأخذ يضرب القطار بعنف، ظنًا منهم أن هذا القطار المستهدف يحمل جنود للجيش المصري، وهم يريدون قطع وإخفاء أى أثر لتواجد جندي واحد بمدن القناة، لتخوفهم من مقاومته لهم، كما استمر فى ضرب المواطنين الأبرياء بالمحطة، وكان قطار الموت يحمل آلاف من المهاجرين من مدن القناة، الذين قصدوا الهجرة المحافظات المجاورة كالشرقية والدقهلية والغربية، هربًا من بطش سلاح العدو الصهيوني، تم ضرب القطار بـ "النابلم"، واحترق تمامًا واشتعل، كاشتعال النار فى الهشيم، ومات المئات وتناثرت الجثث المتفحمة بكل مكان حتى القضبان الحديدية تأثرت، ولانت بفعل قسوة الحرارة الشديدة.
وفى هذه الذكرى يقول حسين الشريف الملقب بالأرشيف البشرى بمحافظة الإسماعيلية ورئيس جمعية تاريخ الإسماعيلية وأحد المؤرخين، وأيضا أحد المعاصرين لتلك الفترة الحالكة وشاهد رئيسي لتلك الحادثة المفجعة، (لا أقول أجمل ذكريات عمري بل أقول أقساها..نعم أقولها والدموع تنهمر من عيني كلما تذكرت ذكرى هذا اليوم يوم السبت الحزين)، بهذه العبارة استهل حديثه لـ "المواطن"، وأضاف أن هذا اليوم وهذا الحدث الجلل هو بالنسبة لى يوم أسود فى تاريخ يونيو سنة 1967، والملقب بـ "السبت الحزين" من يونيو، عندما أغار الطيران الإسرائيلي على محطة سكة حديد الإسماعيلية، فى صباح هذا اليوم، وأحرق قطار الموت الواقف على رصيف المحطة، فقد كان فعلًا منظر مخيف ومرعب بعد احتراق القطار بأكمله، تجد الجثث فى كل مكان والتدمير جعل قطار الموت شبح أسود مخيف التهم أرواح كل من استقله أو بادر ليستقله.
ويتابع الشريف، عندما ذهبت الى المحطة لأشاهد قطار السبت الحزين لم أتمالك أعصابي ودموعي التى انهمرت وأنا أشاهد قضبان السكة الحديد ملتوية من شدة لهيب "النابلم"، الذى قذف به هذا القطار، واعتلت الصرخات هذا المكان الموحش وصار الكل يردد الله أكبر فى صوت واحد، واجتمع أفراد تنظيم المقاومة الشعبية والأهالي من كل صوب فى عدة دقائق، وقمنا بحمل الجثث المتفحمة لإكرام مثواها ودفنها وعدم إهانتها أكثر من ذلك، وحملنا المصابين للمستشفيات لإسعافها وهى فى حالات خطرة وحرجة للغاية، فذلك اليوم وتلك الذكرى لن أنساها ما حييت وأحمد الله أن منح مصرنا الحبيبة نعمة الأمن والآمان وأسأله أن يديم عل بلادنا الاستقرار.
فبعد عدة أيام من نكسة يونيو 67، وضرب جميع القواعد الجوية والمطارات الحربية المصرية وانسحاب الجيش المصري من سيناء كانت الضربة الجوية ضربة قاسية ومدمرة بكل المقاييس وارتبك الكل بعدها وتشتتوا ولم يعودوا يشعروا بالأمان، وظلوا يترقبوا موتهم بكل لحظة ويحتسبون أرواحهم وأرواح ذويهم عند الله كل لحظة، وكانوا أيضًا لا يعرفون ماذا يفعلون فكانت تلك الفترة هى الأصعب والأقسى على الإطلاق فى حياة كل المصريين، وخاصةً أبناء الإسماعيلية، لكن الناس والمقاومة تماسكوا، وبعد ذلك تم جمع بقايا الأمل فى الانتصار والمقاومة حتى النصر أو الموت لتنظيم عملية تنظيم المقاومة الشعبية داخل المدينة.
واستمرت أعمال المقاومة مما أثار غضب الجيش الإسرائيلي وقياداته وقرروا تنفيذ هجمات مفاجئة بكل أرجاء المدينة والتسبب فى وقوع العديد والعديد من الضحايا بلا رادع ولا خوف.
وفى ذكرى شهر يونيو الحزين، كان الناس يتوجهون الى محطة قطار الإسماعيلية التى تم إنشائها عام 1910، لركوب قطار الظهر القادم من مدينة بورسعيد، ومتجه الى القاهرة، ولكن على حين غفلة ظهر الطيران الإسرائيلي فى الجو، وباغت الناس وأخذ يضرب القطار بعنف، ظنًا منهم أن هذا القطار المستهدف يحمل جنود للجيش المصري، وهم يريدون قطع وإخفاء أى أثر لتواجد جندي واحد بمدن القناة، لتخوفهم من مقاومته لهم، كما استمر فى ضرب المواطنين الأبرياء بالمحطة، وكان قطار الموت يحمل آلاف من المهاجرين من مدن القناة، الذين قصدوا الهجرة المحافظات المجاورة كالشرقية والدقهلية والغربية، هربًا من بطش سلاح العدو الصهيوني، تم ضرب القطار بـ "النابلم"، واحترق تمامًا واشتعل، كاشتعال النار فى الهشيم، ومات المئات وتناثرت الجثث المتفحمة بكل مكان حتى القضبان الحديدية تأثرت، ولانت بفعل قسوة الحرارة الشديدة.
وفى هذه الذكرى يقول حسين الشريف الملقب بالأرشيف البشرى بمحافظة الإسماعيلية ورئيس جمعية تاريخ الإسماعيلية وأحد المؤرخين، وأيضا أحد المعاصرين لتلك الفترة الحالكة وشاهد رئيسي لتلك الحادثة المفجعة، (لا أقول أجمل ذكريات عمري بل أقول أقساها..نعم أقولها والدموع تنهمر من عيني كلما تذكرت ذكرى هذا اليوم يوم السبت الحزين)، بهذه العبارة استهل حديثه لـ "المواطن"، وأضاف أن هذا اليوم وهذا الحدث الجلل هو بالنسبة لى يوم أسود فى تاريخ يونيو سنة 1967، والملقب بـ "السبت الحزين" من يونيو، عندما أغار الطيران الإسرائيلي على محطة سكة حديد الإسماعيلية، فى صباح هذا اليوم، وأحرق قطار الموت الواقف على رصيف المحطة، فقد كان فعلًا منظر مخيف ومرعب بعد احتراق القطار بأكمله، تجد الجثث فى كل مكان والتدمير جعل قطار الموت شبح أسود مخيف التهم أرواح كل من استقله أو بادر ليستقله.
ويتابع الشريف، عندما ذهبت الى المحطة لأشاهد قطار السبت الحزين لم أتمالك أعصابي ودموعي التى انهمرت وأنا أشاهد قضبان السكة الحديد ملتوية من شدة لهيب "النابلم"، الذى قذف به هذا القطار، واعتلت الصرخات هذا المكان الموحش وصار الكل يردد الله أكبر فى صوت واحد، واجتمع أفراد تنظيم المقاومة الشعبية والأهالي من كل صوب فى عدة دقائق، وقمنا بحمل الجثث المتفحمة لإكرام مثواها ودفنها وعدم إهانتها أكثر من ذلك، وحملنا المصابين للمستشفيات لإسعافها وهى فى حالات خطرة وحرجة للغاية، فذلك اليوم وتلك الذكرى لن أنساها ما حييت وأحمد الله أن منح مصرنا الحبيبة نعمة الأمن والآمان وأسأله أن يديم عل بلادنا الاستقرار.