"الأساتذة المتحرشون" تحولت لظاهرة وآفة تواجه الجامعات المصرية، بعد انتشارها بشكل كبير في المجتمع المصري مؤخرًا، كان آخرها حادث تحرش أستاذ إعلام بجامعة القاهرة، وتسريب مقطع فيديو له وهو يحاول ابتزاز إحدى الفتيات، علاوة على تقاضي رشاوي من الطلاب، وهي القضية التي شغلت حيزًا كبيرًا من الرأي العام مؤخرًا.

ورغم ما أحدثته تلك القضية من جدلًا واسعًا، وشكلت تأثيرًا واضحًا على الرأي العام إلا أن هناك الكثير من الحالات الأخرى التي لم تظهر للنور حتى الآن، ويعاني المتعرضين لها من انتهاكات عدة، ولكن صغر سنهم وخوفهم على مستقبلهم كان الدافع وراء دفنها حتى لا يمسهم أذى.

وفي السياق ذاته يستعرض "المواطن" روشتة لكل طالبة جامعية لمواجهة حالات التحرش في الجامعات.

تنصح بسمة سليم، أخصائية الإرشاد الأسري وأستاذة علم النفس، أنه على الطالبة أن تحافظ على علاقتها بالدكتور داخل نطاق الحرم الجامعي فقط وداخل قاعة المحاضرات وألا تتجاوز في العلاقة معه في ذلك.

ونوهت "سليم" بضرورة وجود كاميرات مراقبة داخل مكاتب الدكاترة وبأرجاء الحرم الجامعي، حتى يكونوا تحت المراقبة الدائمة، نظرًا لتكرار مثل هذه الأحداث مؤخرا في الجامعات المصرية واستخدام الأساتذة المتحرشين سلطتهم في تخضيع الطالبات لهم وتهديدهم المستمر حال لم يتجابوا معهم.

كما أكدت على ضرورة أن يخضع تصحيح الامتحانات لرقابة مكونة من أكثر من دكتور، وأن يكلف بعض الأساتذة بتصحيح مواد غيرهم، لأن هذه النقطة أضرت كثيرا بطالبات رفضن الخضوع لبعض الأساتذة المحرشين، ما جعلهم ضحايا لهم دون أن يكون لهم أدنى ذنب رغم تفوقهم الدراسي، ما تسبب في إضاعة مستقبلهن.

وشددت على ضرورة أن تلتزم الطالبات بالمحافظة على مظهرهن داخل الجامعة، مثلما كانت تفعل أثناء المدرسة وأن تتجنب الزي المستفز الذي يظهر مفاتنهن داخل الجامعة على الأقل، لأن الأساتذة المتحرشين ينجذبون نحو تلك الطالبات ويفهمون التحرر في الملبس على أهوائهم وبنظراتهم الخاصة، ومن الممكن أن تعتاد على الزي الخاص بها عقب انتهاء اليوم الجامعي بشكل طبيعي.

وتابعت: "يجب أن تكون علاقتها بزملائها الطلبة محدودة ولا تبالغ في التعامل معهم بحرية خاصة أمام أعين الأساتذة، لأنهم يأخذون نظرة عن الفتاة ومعظمه يفهمونها بطريقة خاطئة مما يدفعهم لمحاولة التحرش بهم أو ابتزازهم، مشددة على الأمهات أنها تعطي الأمهات النصائح لبناتهن بطريقة التعامل مع الأساتذة، وتشاركهن في كل يوم ما يحدث وأن ترجع كل طالبة لوالدتها حال تعرضت لموقف من هذا القبيل دون خجل.

وشددت أخصائية الإرشاد الأسري وأستاذة علم النفس، على أنه حال تعرض الطالبة لمحاولة تحرش أو ابتزاز من قبل أحد الأساتذة يجب أن تتعامل معه بحكمة وتثبت قوتها بأن علاقتهم لن تتجاوز علاقة أستاذ بتلميذ، بطريقة مهذبة وفيها نوع من الحزم، وتعده بأنها لن تخبر أحدا بما حدث بشرط ألا يتكرر ذلك منه مستقبلا.