سحب الجنسية.. أحدث الانتهاكات القطرية ضد شيوخ القبائل
الثلاثاء 12/سبتمبر/2017 - 11:32 م
شريف صفوت
طباعة
لم يتبين بعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود لأي تراجع من قطر عن دعم الإرهاب، وكف الأذى عن الجيران.
منعرج جديد لقطار الأزمة تصنعه الدوحة مناقضةً نفسها كالعادة، وهي التي ملأت الآذان بشعارات نصرة المظلوم العابرة للقارات، وأصوات التباكي والحرص المزعوم على حقوق الإنسان.
ها هي الدوحة في ليلة ظلماء تسحب جنسية أحد مواطنيها الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم، وتصادر أمواله وهو شيخ قبيلة آل مرة، إحدى أكبر وأعرق قبائل الخليج.
لم تكتفِ السلطات القطرية بتجريد الرجل من حق المواطنة بل شمل القرار نحو 50 شخصًا من أفراد أسرته، وكأن الخطوة عقاب جماعي لأسرة الشيخ الذي التقى قبل أشهر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وذلك في محاولة لرأب الصدع الذي سببته سياسة تميم بن حمد أمير قطر ومن قبله والده المنقلب على أبيه.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالقرار الذي ضرب بالعادات والأعراف عرض الحائط، وتصدرت الرسومات التضامنية موقع تويتر بعدة دول خليجية وسط انتقادات حادة للمسؤولين القطريين.
قطر التي عملت بكل الطرق خلال الأشهر الماضية لكسب ود المنظمات الحقوقية والدولية متلونة بمظهر الضحية، تصادر الأموال وحقوق الأبرياء في تناقض يكذب دعايتها المكشوفة.
التاريخ يعيد نفسه، ليست هذه أول مرة تسقط فيها قطر في فخ التناقضات، فقبل شهرين ونصف، سخرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من دعم قطر لتصدير الثورات والأزمات، بينما تنتهك حقوق مواطنيها، مستدلةً بواقعة طرد عشيرة كاملة قوامها أكثر من 5 آلاف شخص، وتجريدهم من جنسياتهم بتهمة رفض انقلاب الشيخ حمد والد تميم.
هو إذًا تنكيل وعقاب جماعي يشمل حتى النساء والأطفال الأبرياء، في تجردٍ كامل من كل القيم الإنسانية.