"الإقليمي للدراسات الإستراتيجية" يقدم دراسة تحليلية عن تأثير الضربات العسكرية على تصاعد أزمات "داعش" الداخلية
الأربعاء 22/يونيو/2016 - 09:44 م
هيثم سعيد
طباعة
أصدر المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، دراسة تحليلية عن مدى تأثير الضربات العسكرية من الأطراف الإقليمية والدولية العديدة على صفوف تنظيم داعش.
وقال المركز أن الضربات العسكرية التي يتعرض لها تنظيم "داعش" من جانب أطراف دولية وإقليمية عديدة، إلى جانب اتساع نطاق الدعم الذي تقدمه قوى مختلفة لـبعض الجماعات المحلية في سوريا على غرار "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشارك فيها عناصر كردية وعربية، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش العراقي وبعض الميليشيات ضد التنظيم في شمال العراق، بدأت تفرض ضغوطًا جديدة على التنظيم، بشكل ربما يساهم في تصعيد حدة الأزمات الداخلية التي يواجهها منذ فترة طويلة، والتى أصبحت تمثل عوامل ضعف داخلي باتت تهدد تواجده وتماسكه التنظيمي.
مؤشرات مختلفة
يمكن القول إن عوامل ضعف تنظيم "داعش" موجودة داخله منذ بداية ظهوره، رغم أنه يحاول إخفائها والتغلب عليها لتجنب اتساع نطاقها، لكن الضغوط الأخيرة التي بدأت تفرضها الضربات العسكرية التي يتعرض لها في أكثر من منطقة ربما تساهم بقوة فى إنضاج وتنشيط هذه العوامل، ويتمثل أهمها في:
1- الاختلافات الفكرية
يتسم تنظيم "داعش" بالتنوع الفكري بين أعضائه، الذين يتبنون توجهات فكرية متنوعة، ورغم أنهم اتفقوا على مبايعة تنظيم "داعش"، إلا أن ذلك لا يعني في المقابل أن القضايا الفقهية تحظى بإجماع من قبلهم، وقد بدت هذه الاختلافات جلية عقب قيام زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي باستبعاد عدد من القضاة الشرعيين فى التنظيم، بسبب فتواهم بتكفير أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة"، حيث ظهرت تباينات عديدة حول تقييم هذا القرار من قبل بعض كوادر التنظيم. ومن هنا لم تستبعد اتجاهات عديدة أن تؤدي الضغوط المتصاعدة التي يتعرض لها التنظيم إلى تفككه تدريجيًا إلى مجموعات فكرية صغيرة ومتنافسة تتبنى توجهات فقهية مختلفة.
2- عداء السكان المحليين
يتعرض سكان المناطق التى يسيطر عليها تنظيم "داعش" لانتهاكات مستمرة من جانب عناصره، بسبب الممارسات والأحكام التي يقوم بإصدارها ضد كل من يخالف قراراته وفتاواه، وهو ما أدى إلى تصاعد حدة الاستياء المجتمعي في تلك المناطق. ورغم أن قادة التنظيم يعتقدون أن هذه الأحكام سوف تساعده فى الحفاظ على تماسكه داخليًا في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها، إلا أن ذلك لا ينفي في المقابل أن قدرته على السيطرة على تلك المناطق تتراجع بشكل تدريجي بسبب هذه الممارسات.
3- هروب عناصر التنظيم
تكررت حالات هروب بعض عناصر التنظيم في الفترة الأخيرة، لدرجة دفعته، وفقًا لبعض التقارير، إلى الإقدام على تصفية مئات من المسلحين من العناصر الشيشانية وعناصر أخرى قادمة من وسط آسيا، حاولوا الخروج من مناطق نفوذه والانضمام إلى تنظيمات أخرى، من أجل توجيه رسائل قوية إلى العناصر التي ربما تقدم على الخطوة نفسها في المرحل القادمة.
وتعود أهم أسباب هروب عناصر التنظيم إلى اتساع مساحة الخلافات الفكرية داخل التنظيم، فضلا عن تباين الأهداف التي سعت تلك العناصر إلى تحقيقها من خلال انضمامها للتنظيم.
وقد تعرض التنظيم بالفعل إلى عملية انشقاق كبيرة في ريف حلب الشمالي، في مارس 2016، حث أشارت تقارير عديدة إلى أن تنظيمات منافسة سعت إلى استقطاب بعض عناصر التنظيم وسهلت من عملية انشقاقها خلال المرحلة الماضية.
4- انشقاق القيادات
يلاحظ خلال الفترة الأخيرة، تزايد حالات الانشقاق بين القيادات فى صفوف التنظيم على غرار أبو طلحة الكويتي وأبو عبيدة المصري، الأمر الذى شجع العديد من عناصر التنظيم على تبنى الخطوة نفسها.
وقد أشارت اتجاهات عديدة إلى أن العناصر السورية تعتبر أكثر العناصر التي تسعى إلى الانشقاق عن التنظيم، خاصة في ظل التمييز الذي يتعرضون له داخل التنظيم، وقد التحق بعضهم خلال الفترة الماضية بعدد من التنظيمات الأخرى مثل "الجيش السوري الحر".
وبالطبع، فإن ذلك يخصم من قدرة التنظيم على التمدد داخل مناطق جديدة، خاصةً أنه كان يعتمد على العناصر المحلية في هذا السياق لاستغلال معرفتهم بتلك المناطق.
ويمثل الخلاف حول الجهات المخولة بإصدار الفتاوى أحد أهم أسباب اتجاه عدد من قيادات التنظيم إلى الانشقاق عنه والانضمام إلى تنظيمات أخرى.
وقد أشارت بعض العناصر التي انشقت عن التنظيم بالفعل إلى أنه أصبح يعاني من تصاعد حدة الانقسامات الداخلية واتساع نطاق الخلافات بين القيادات على النفوذ والسيطرة.
وقد توازى مع ذلك، اتساع نطاق الخلاف بين العناصر المحلية والأجنبية نتيجة الامتيازات التي تحصل عليها الأخيرة من قبل التنظيم، سواء فيما يتعلق بالرواتب، أو مستوى المعيشة، أو ما يرتبط بتصعيد بعضهم لمناصب قيادية.
وقد أدى ذلك إلى تصاعد حدة استياء العناصر المحلية، بشكل وضع عقبات عديدة أمام قدرة التنظيم على تجنيد مزيد من العناصر الأجنبية، كما أنه دفع العديد منهم إلى الانضمام لتنظيمات أخرى.
وقد أدت الخسائر العديدة التي تعرض لها التنظيم في الفترة الأخيرة إلى شن حملات متبادلة بين الطرفين، بل إنها ساهمت في اندلاع اشتباكات مسلحة في بعض الأحيان، لدرجة دفعت التنظيم إلى إصدار قرارات بإعادة توزيع عناصره على المناطق المختلفة، تجنبًا لتوسيع نطاق المواجهات المسلحة فيما بينهم ومن ثم تعرضه لمزيد من الخسائر البشرية.
وعلى ضوء ذلك، ربما يمكن القول إن الضغوط الخارجية التي يتعرض لها تنظيم "داعش" كشفت عن عوامل الضعف الداخلي التى يعاني منها منذ بداية تأسيسه، والتى غالبًا ما سوف تتصاعد خلال الفترة القادمة على ضوء استمرار الضربات العسكرية التي يتعرض لها التنظيم من جانب أطراف دولية وإقليمية متعددة، وهو ما سوف يجعل التنظيم، على الأرجح، يواجه مخاطر خارجية وضغوطًا داخلية على حد سواء.
وقال المركز أن الضربات العسكرية التي يتعرض لها تنظيم "داعش" من جانب أطراف دولية وإقليمية عديدة، إلى جانب اتساع نطاق الدعم الذي تقدمه قوى مختلفة لـبعض الجماعات المحلية في سوريا على غرار "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشارك فيها عناصر كردية وعربية، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش العراقي وبعض الميليشيات ضد التنظيم في شمال العراق، بدأت تفرض ضغوطًا جديدة على التنظيم، بشكل ربما يساهم في تصعيد حدة الأزمات الداخلية التي يواجهها منذ فترة طويلة، والتى أصبحت تمثل عوامل ضعف داخلي باتت تهدد تواجده وتماسكه التنظيمي.
مؤشرات مختلفة
يمكن القول إن عوامل ضعف تنظيم "داعش" موجودة داخله منذ بداية ظهوره، رغم أنه يحاول إخفائها والتغلب عليها لتجنب اتساع نطاقها، لكن الضغوط الأخيرة التي بدأت تفرضها الضربات العسكرية التي يتعرض لها في أكثر من منطقة ربما تساهم بقوة فى إنضاج وتنشيط هذه العوامل، ويتمثل أهمها في:
1- الاختلافات الفكرية
يتسم تنظيم "داعش" بالتنوع الفكري بين أعضائه، الذين يتبنون توجهات فكرية متنوعة، ورغم أنهم اتفقوا على مبايعة تنظيم "داعش"، إلا أن ذلك لا يعني في المقابل أن القضايا الفقهية تحظى بإجماع من قبلهم، وقد بدت هذه الاختلافات جلية عقب قيام زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي باستبعاد عدد من القضاة الشرعيين فى التنظيم، بسبب فتواهم بتكفير أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة"، حيث ظهرت تباينات عديدة حول تقييم هذا القرار من قبل بعض كوادر التنظيم. ومن هنا لم تستبعد اتجاهات عديدة أن تؤدي الضغوط المتصاعدة التي يتعرض لها التنظيم إلى تفككه تدريجيًا إلى مجموعات فكرية صغيرة ومتنافسة تتبنى توجهات فقهية مختلفة.
2- عداء السكان المحليين
يتعرض سكان المناطق التى يسيطر عليها تنظيم "داعش" لانتهاكات مستمرة من جانب عناصره، بسبب الممارسات والأحكام التي يقوم بإصدارها ضد كل من يخالف قراراته وفتاواه، وهو ما أدى إلى تصاعد حدة الاستياء المجتمعي في تلك المناطق. ورغم أن قادة التنظيم يعتقدون أن هذه الأحكام سوف تساعده فى الحفاظ على تماسكه داخليًا في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها، إلا أن ذلك لا ينفي في المقابل أن قدرته على السيطرة على تلك المناطق تتراجع بشكل تدريجي بسبب هذه الممارسات.
3- هروب عناصر التنظيم
تكررت حالات هروب بعض عناصر التنظيم في الفترة الأخيرة، لدرجة دفعته، وفقًا لبعض التقارير، إلى الإقدام على تصفية مئات من المسلحين من العناصر الشيشانية وعناصر أخرى قادمة من وسط آسيا، حاولوا الخروج من مناطق نفوذه والانضمام إلى تنظيمات أخرى، من أجل توجيه رسائل قوية إلى العناصر التي ربما تقدم على الخطوة نفسها في المرحل القادمة.
وتعود أهم أسباب هروب عناصر التنظيم إلى اتساع مساحة الخلافات الفكرية داخل التنظيم، فضلا عن تباين الأهداف التي سعت تلك العناصر إلى تحقيقها من خلال انضمامها للتنظيم.
وقد تعرض التنظيم بالفعل إلى عملية انشقاق كبيرة في ريف حلب الشمالي، في مارس 2016، حث أشارت تقارير عديدة إلى أن تنظيمات منافسة سعت إلى استقطاب بعض عناصر التنظيم وسهلت من عملية انشقاقها خلال المرحلة الماضية.
4- انشقاق القيادات
يلاحظ خلال الفترة الأخيرة، تزايد حالات الانشقاق بين القيادات فى صفوف التنظيم على غرار أبو طلحة الكويتي وأبو عبيدة المصري، الأمر الذى شجع العديد من عناصر التنظيم على تبنى الخطوة نفسها.
وقد أشارت اتجاهات عديدة إلى أن العناصر السورية تعتبر أكثر العناصر التي تسعى إلى الانشقاق عن التنظيم، خاصة في ظل التمييز الذي يتعرضون له داخل التنظيم، وقد التحق بعضهم خلال الفترة الماضية بعدد من التنظيمات الأخرى مثل "الجيش السوري الحر".
وبالطبع، فإن ذلك يخصم من قدرة التنظيم على التمدد داخل مناطق جديدة، خاصةً أنه كان يعتمد على العناصر المحلية في هذا السياق لاستغلال معرفتهم بتلك المناطق.
ويمثل الخلاف حول الجهات المخولة بإصدار الفتاوى أحد أهم أسباب اتجاه عدد من قيادات التنظيم إلى الانشقاق عنه والانضمام إلى تنظيمات أخرى.
وقد أشارت بعض العناصر التي انشقت عن التنظيم بالفعل إلى أنه أصبح يعاني من تصاعد حدة الانقسامات الداخلية واتساع نطاق الخلافات بين القيادات على النفوذ والسيطرة.
وقد توازى مع ذلك، اتساع نطاق الخلاف بين العناصر المحلية والأجنبية نتيجة الامتيازات التي تحصل عليها الأخيرة من قبل التنظيم، سواء فيما يتعلق بالرواتب، أو مستوى المعيشة، أو ما يرتبط بتصعيد بعضهم لمناصب قيادية.
وقد أدى ذلك إلى تصاعد حدة استياء العناصر المحلية، بشكل وضع عقبات عديدة أمام قدرة التنظيم على تجنيد مزيد من العناصر الأجنبية، كما أنه دفع العديد منهم إلى الانضمام لتنظيمات أخرى.
وقد أدت الخسائر العديدة التي تعرض لها التنظيم في الفترة الأخيرة إلى شن حملات متبادلة بين الطرفين، بل إنها ساهمت في اندلاع اشتباكات مسلحة في بعض الأحيان، لدرجة دفعت التنظيم إلى إصدار قرارات بإعادة توزيع عناصره على المناطق المختلفة، تجنبًا لتوسيع نطاق المواجهات المسلحة فيما بينهم ومن ثم تعرضه لمزيد من الخسائر البشرية.
وعلى ضوء ذلك، ربما يمكن القول إن الضغوط الخارجية التي يتعرض لها تنظيم "داعش" كشفت عن عوامل الضعف الداخلي التى يعاني منها منذ بداية تأسيسه، والتى غالبًا ما سوف تتصاعد خلال الفترة القادمة على ضوء استمرار الضربات العسكرية التي يتعرض لها التنظيم من جانب أطراف دولية وإقليمية متعددة، وهو ما سوف يجعل التنظيم، على الأرجح، يواجه مخاطر خارجية وضغوطًا داخلية على حد سواء.