خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يضع دول العالم على صفيح ساخن (تحقيق)
الجمعة 24/يونيو/2016 - 03:01 م
أسماء صبحي
طباعة
أثار تصويت أغلبية البريطانيين بالموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جدلاً واسعاً على الصعيد الدولي، حيث أكد البعض أن اختيار بريطانيا لمساراً مستقلاً صعباً للغاية، وأن القرار كارثي على بريطانيا واقتصادها بشكل خاص، والاقتصاد العالمي بشكل عام، في حين أبدى البعض الآخر تخوفه من تفكك بريطانيا ذاتها خاصةً بعد قيام اسكتلندا باستفتاء داخلي للاستقلال عن بريطانيا.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
أعلنت رئيسة لجنة الاستفتاء في بريطانيا عن فوز معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد تصويت غالبية البريطانيين لصالح خيار الخروج، في وقت توالت ردود الأفعال الأوروبية المستاءة من نتائج الاستفتاء.
وقالت "جيني واتسون" إن 51,9 من البريطانيين صوتوا في الاستفتاء الذي جرى الخميس لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 43 عاما.
وفي ردود الأفعال، صرح زعيم المجموعة البرلمانية لحزب المحافظين بأن الشعب البريطاني صوّت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفا "الآن علينا أن نتكاتف".
وبعد تقدم طفيف لأنصار البقاء في بداية عمليات الفرز مساء الخميس، انقلبت الكفة لصالح أنصار الخروج، وهو ما اتضح عقب إعلان النتائج في نصف المناطق في وقت سابق من الليلة الماضية حين بلغت النسبة 51.3% لأنصار الخروج مقابل 48.7% لأنصار البقاء.
الاتحاد الأوروبي يناقش الأمر
بدأ الاتحاد الأوروبي ومؤسساته سلسلة لقاءات مكثفة للحفاظ على وحدته وتجنب قيام دول أخرى بخطوات مماثلة إثر تصويت البريطانيين بالانسحاب من التكتل، في وقت احتفى فيه اليمين الأوروبي بالخطوة البريطانية.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، إن رد الفعل بالمطالبة بخطوات مماثلة الذي يبديه المشككون في أوروبا الآن في كل الأنحاء تقريبا لن يحصل"، مشيرا إلى أن المجلس سيجتمع يوم الثلاثاء لتقييم نتائج تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد ، وتحديد الخطوات الضرورية المقبلة.
وأضاف أنه سيتعيّن على الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الـ27 مناقشة كيفية تطويره، مشيراً إلى أن الدول التسعة عشرة الأعضاء في منطقة اليورو على وجه الخصوص تحتاج لمناقشة سبل حماية نفسها في الأشهر المقبلة التي ستشهد فترات مضطربة على الأرجح.
ومن المنتظر أن يعقد رؤساء المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والبرلمان الأوروبي مارتن شولتز والمجلس الأوروبي دونالد توسك لقاء في بروكسل اليوم لتحديد الآفاق الجديدة للمشروع الأوروبي.
ويرتقب أيضا عقد أول اجتماع لدول الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة في لوكسمبورغ على مستوى وزراء الشؤون الأوروبية للتحضير للقمة الأوروبية المرتقبة يومي 28 و29 يونيو الجاري، كما يعقد اجتماع بين وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي "فرنسا وألمانيا وهولندا ولوكمسبورغ وبلجيكا وإيطاليا" غدا السبت في ألمانيا.
استقلال اسكتلندا عن إيطاليا
ومن جهتها قالت الوزيرة الأولى بإسكتلندا، إنها تعقد تصويتاً ثانياً حول الاستقلال عن بريطانيا، بعد فشل الاستفتاء الأول، وذلك بعد أن اختار أغلب المصوتين في اسكتلندا البقاء مع الاتحاد الأوروبي.
اجتماعا طارئاً بـ "فرنسا"
وفي فرنسا، قال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن الحكومة ستعقد اجتماعاً طارئاً مساء اليوم لمناقشة تداعيات تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
يوم حزين لأوروبا
ومن جهته قال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، إن الأنباء من بريطانيا مقلقة، ويبدو أنه يوم حزين لأوروبا والمملكة المتحدة.
كما أكد رئيس اتحاد المصدرين في ألمانيا أن نتيجة الاستفتاء البريطاني كارثية لبريطانيا وأوروبا وألمانيا وخصوصاً الاقتصاد الألماني.
البنك الأوروبي يضخ سيولة إضافية
من جهة أخرى، أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه يراقب عن كثب الأسواق المالية عقب الاستفتاء البريطاني، وأعرب عن استعداده لضخ سيولة إضافية إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
من جانبه قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن قادة الدول الأوروبية الأعضاء في الكتلة "عازمون على الحفاظ على وحدتنا" بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد، لكنه حذر من ردود فعل "هستيرية".
فشل الاتحاد في تحقيق هدفه
قال قسطنطين كاساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية التابعة للبرلمان الروسي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعتبر "فشلا في تحقيق الاتحاد لهدفه الأساسي."
وتابع: "هذا يعني أن مشروع الدمج داخل الاتحاد الأوروبي، ورغم الإنجازات الواضحة فشل في تحقيق الهدف الأساسي، وهو أن يصبح واضحاً ومريحاً لعامة الناس."
تفكك بريطانيا ذاتها
علق فيصل القاسم، الإعلامي السوري، على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "بالأمس كان رئيس الوزراء البريطاني يقول لتركيا لا تحلمي بدخول الاتحاد الأوروبي واليوم بريطانيا تخرج من الاتحاد الأوروبي".
وأكد القاسم، أنه هناك تخوفاً من تفكك بريطانيا ذاتها عقب التصويت على قرار خروجها من الاتحاد الأوروبي، خاصةً أن كلاً من اسكوتلندا وأيرلندا البريطانيتين تريدان الانضمام إلى الاتحاد.
وأضاف القاسم، "أمس تهافت كثيرون على شراء الجنيه الإسترليني ظناً منهم أن بريطانيا ستبقى في الاتحاد الأوروبي، واليوم الجنيه مسكين ككل المساكين الذين اشتروه ".
وتابع: "صدعوا رؤوسنا بالعولمة بالسنوات الماضية، وقالوا لنا إن العالم أصبح قرية واحدة لا أبدا.. استفتاء بريطانيا أظهر أن العولمة إلى زوال.. الشعوب تتقوقع".
سيشجع دول أخرى
ومن حانبه، أكد عمرو علي، المحلل السياسي، أن شروط الاتحاد الأوروبي سببت ضرراً شديداً للهوية البريطانية، خاصةً في مسألة اللاجئين واستقبالهم، قائلاً لا نستطيع إلا أن نعرف أن شعور بريطانيا الدائم بأنها جزيرة لها استقلال وتفرد هو الذي يحكم سلوكها حتى الآن.
وأضاف علي، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن شعور مواطنيها بخطورة الاندماج الكامل مع الآخر جعلها تخشي علي هويتها، خصوصاً أن بريطانيا كانت أول المعترضين علي سياسة الاتحاد الأوروبي في مسألة نسبة استقبال اللاجئين.
وأوضح علي، أن مسألة العلاقات الأوروبية تأخذ أكثر من شكل، وأن بريطانيا ليست الدولة الأولي التي تتخذ هذا القرار أو تتعامل مع الاتحاد الأوروبي بمعاملات مختلفة، لافتاً إلى أنه هناك دول في أوروبا تتبع فقط السياسة الاقتصادية للمجلس ولكنها لا تتبع السياسة العامة للمجلس وهذا ما تريده بريطانيا.
وأشار علي، إلى أن فك الارتباط بين بريطانيا والاتحاد لن يكون بالشكل الذي يظنه البعض، لكن تأثيره سيكون نفسي في المقام الأول وسيشجع دول أخرى لمراجعة موقفها في الاتحاد الأوروبي بما يخدم فقط مصالحها.
وتابع علي، "نعم بريطانيا طلقت أوروبا طلقة بائنة، لكنها تعلم أن عليها مؤخر صداق وواجبات ستظل تربطها بأوروبا حتى بعد الطلقة الأخيرة".
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
أعلنت رئيسة لجنة الاستفتاء في بريطانيا عن فوز معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد تصويت غالبية البريطانيين لصالح خيار الخروج، في وقت توالت ردود الأفعال الأوروبية المستاءة من نتائج الاستفتاء.
وقالت "جيني واتسون" إن 51,9 من البريطانيين صوتوا في الاستفتاء الذي جرى الخميس لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 43 عاما.
وفي ردود الأفعال، صرح زعيم المجموعة البرلمانية لحزب المحافظين بأن الشعب البريطاني صوّت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفا "الآن علينا أن نتكاتف".
وبعد تقدم طفيف لأنصار البقاء في بداية عمليات الفرز مساء الخميس، انقلبت الكفة لصالح أنصار الخروج، وهو ما اتضح عقب إعلان النتائج في نصف المناطق في وقت سابق من الليلة الماضية حين بلغت النسبة 51.3% لأنصار الخروج مقابل 48.7% لأنصار البقاء.
الاتحاد الأوروبي يناقش الأمر
بدأ الاتحاد الأوروبي ومؤسساته سلسلة لقاءات مكثفة للحفاظ على وحدته وتجنب قيام دول أخرى بخطوات مماثلة إثر تصويت البريطانيين بالانسحاب من التكتل، في وقت احتفى فيه اليمين الأوروبي بالخطوة البريطانية.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، إن رد الفعل بالمطالبة بخطوات مماثلة الذي يبديه المشككون في أوروبا الآن في كل الأنحاء تقريبا لن يحصل"، مشيرا إلى أن المجلس سيجتمع يوم الثلاثاء لتقييم نتائج تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد ، وتحديد الخطوات الضرورية المقبلة.
وأضاف أنه سيتعيّن على الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الـ27 مناقشة كيفية تطويره، مشيراً إلى أن الدول التسعة عشرة الأعضاء في منطقة اليورو على وجه الخصوص تحتاج لمناقشة سبل حماية نفسها في الأشهر المقبلة التي ستشهد فترات مضطربة على الأرجح.
ومن المنتظر أن يعقد رؤساء المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والبرلمان الأوروبي مارتن شولتز والمجلس الأوروبي دونالد توسك لقاء في بروكسل اليوم لتحديد الآفاق الجديدة للمشروع الأوروبي.
ويرتقب أيضا عقد أول اجتماع لدول الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة في لوكسمبورغ على مستوى وزراء الشؤون الأوروبية للتحضير للقمة الأوروبية المرتقبة يومي 28 و29 يونيو الجاري، كما يعقد اجتماع بين وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي "فرنسا وألمانيا وهولندا ولوكمسبورغ وبلجيكا وإيطاليا" غدا السبت في ألمانيا.
استقلال اسكتلندا عن إيطاليا
ومن جهتها قالت الوزيرة الأولى بإسكتلندا، إنها تعقد تصويتاً ثانياً حول الاستقلال عن بريطانيا، بعد فشل الاستفتاء الأول، وذلك بعد أن اختار أغلب المصوتين في اسكتلندا البقاء مع الاتحاد الأوروبي.
اجتماعا طارئاً بـ "فرنسا"
وفي فرنسا، قال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن الحكومة ستعقد اجتماعاً طارئاً مساء اليوم لمناقشة تداعيات تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
يوم حزين لأوروبا
ومن جهته قال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، إن الأنباء من بريطانيا مقلقة، ويبدو أنه يوم حزين لأوروبا والمملكة المتحدة.
كما أكد رئيس اتحاد المصدرين في ألمانيا أن نتيجة الاستفتاء البريطاني كارثية لبريطانيا وأوروبا وألمانيا وخصوصاً الاقتصاد الألماني.
البنك الأوروبي يضخ سيولة إضافية
من جهة أخرى، أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه يراقب عن كثب الأسواق المالية عقب الاستفتاء البريطاني، وأعرب عن استعداده لضخ سيولة إضافية إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
من جانبه قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن قادة الدول الأوروبية الأعضاء في الكتلة "عازمون على الحفاظ على وحدتنا" بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد، لكنه حذر من ردود فعل "هستيرية".
فشل الاتحاد في تحقيق هدفه
قال قسطنطين كاساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية التابعة للبرلمان الروسي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعتبر "فشلا في تحقيق الاتحاد لهدفه الأساسي."
وتابع: "هذا يعني أن مشروع الدمج داخل الاتحاد الأوروبي، ورغم الإنجازات الواضحة فشل في تحقيق الهدف الأساسي، وهو أن يصبح واضحاً ومريحاً لعامة الناس."
تفكك بريطانيا ذاتها
علق فيصل القاسم، الإعلامي السوري، على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "بالأمس كان رئيس الوزراء البريطاني يقول لتركيا لا تحلمي بدخول الاتحاد الأوروبي واليوم بريطانيا تخرج من الاتحاد الأوروبي".
وأكد القاسم، أنه هناك تخوفاً من تفكك بريطانيا ذاتها عقب التصويت على قرار خروجها من الاتحاد الأوروبي، خاصةً أن كلاً من اسكوتلندا وأيرلندا البريطانيتين تريدان الانضمام إلى الاتحاد.
وأضاف القاسم، "أمس تهافت كثيرون على شراء الجنيه الإسترليني ظناً منهم أن بريطانيا ستبقى في الاتحاد الأوروبي، واليوم الجنيه مسكين ككل المساكين الذين اشتروه ".
وتابع: "صدعوا رؤوسنا بالعولمة بالسنوات الماضية، وقالوا لنا إن العالم أصبح قرية واحدة لا أبدا.. استفتاء بريطانيا أظهر أن العولمة إلى زوال.. الشعوب تتقوقع".
سيشجع دول أخرى
ومن حانبه، أكد عمرو علي، المحلل السياسي، أن شروط الاتحاد الأوروبي سببت ضرراً شديداً للهوية البريطانية، خاصةً في مسألة اللاجئين واستقبالهم، قائلاً لا نستطيع إلا أن نعرف أن شعور بريطانيا الدائم بأنها جزيرة لها استقلال وتفرد هو الذي يحكم سلوكها حتى الآن.
وأضاف علي، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن شعور مواطنيها بخطورة الاندماج الكامل مع الآخر جعلها تخشي علي هويتها، خصوصاً أن بريطانيا كانت أول المعترضين علي سياسة الاتحاد الأوروبي في مسألة نسبة استقبال اللاجئين.
وأوضح علي، أن مسألة العلاقات الأوروبية تأخذ أكثر من شكل، وأن بريطانيا ليست الدولة الأولي التي تتخذ هذا القرار أو تتعامل مع الاتحاد الأوروبي بمعاملات مختلفة، لافتاً إلى أنه هناك دول في أوروبا تتبع فقط السياسة الاقتصادية للمجلس ولكنها لا تتبع السياسة العامة للمجلس وهذا ما تريده بريطانيا.
وأشار علي، إلى أن فك الارتباط بين بريطانيا والاتحاد لن يكون بالشكل الذي يظنه البعض، لكن تأثيره سيكون نفسي في المقام الأول وسيشجع دول أخرى لمراجعة موقفها في الاتحاد الأوروبي بما يخدم فقط مصالحها.
وتابع علي، "نعم بريطانيا طلقت أوروبا طلقة بائنة، لكنها تعلم أن عليها مؤخر صداق وواجبات ستظل تربطها بأوروبا حتى بعد الطلقة الأخيرة".