نقص الموارد وضعف البنية التكنولوجية فشلا في تطوير السكك الحديد باستخدام "الأقمار الصناعية"
الأربعاء 04/أكتوبر/2017 - 02:03 م
وائل الطوخى
طباعة
تقدم الدكتور محمد الغمري عميد مجمع الخدمة الصناعية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، بمشروع تقنية حديثة لمنع حوادث القطارات لوزارة النقل قبل أعوام عدة مشروع لتطوير السكك الحديدية.
لكن المشروع ظل حبيس أدراج المسئولون دون تنفيذ أو محاولة لبحث اجراءاته ودراسته على أرض الواقع فى ظل الكوراث التى تدق أبواب منظومة السكك الحديدية في مصر.
فمثلا مع تصادم القطارات تطلق الاتهامات على سائقي القطارات بتعطيل جهاز "آي تي سي " ATC، والذي يعمل علي إرسال إشارة تحكم حثيثة لخفض سرعة القطار أو إيقافه بشكل كامل في حال تجاوز الإشارات الحمراء، فضلا عن توجيه اللوم لعامل الإشارة الذي قد يتغيب عن موقعه، متناسيا تفعيل الإشارة الحمراء بعد انتهاء فترة عمله.
ويشير المشروع التكنولوجى الجديد إلى تدشين منظومة تقنية لمنع تصادم القطارات باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية، والتي تعمل علي تحديد موقع القطارات من خلال الأقمار بدقة متناهية تصل الي 1 متر.
والتى تقوم بإرسال موقع القطار بشكل لحظي لغرفة تحكم مركزية بواسطة شبكة الهاتف المحمول GSM أو استخدام الأقمار الصناعية في حال فقد تغطية شبكة الهاتف المحمول، وذلك إلي خادم مركزي يعمل علي تحديد المسافات البينية للقطارات وإرسال رسائل تحذيرية للقطارات.
وفي حال عدوم استجابة سائق القطار لرسائل التحذير عند اقتراب القطار دون الحد الأدني المسموح به تعمل المنظومة علي إرسال رسائل تحكم لإيقاف القطار بشكل فوري، وقد تم تجهيز المنظومة ببطاريات للعمل حتي في حال انقطاع التيار الكهربي لمدة تزيد علي 42 ساعة.
كما تم تصميم المنظومة لاكتشاف محاولات التخريب التي قد تنتج عن محاولة البعض التشويش علي شبكة الاتصالات الهاتفية واستخدام الأقمار الصناعية كبديل للاتصال بالأجهزة المركزية لشبكة المراقبة والتحكم.
وتضمن المنظومة وتعمل علي إرسال إشارة تحكم لغلق المزلقان فور اقتراب القطار من موقع المزلقان بمسافة 2 كيلو متر وفتحه بعد تجاوز القطار للمزلقان ومن المرجح أن يتم استخدام مستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتأكد من عدم تواجد أي شخص داخل هذا الحيز.
قال المهندس أيمن الجوهرى الرئيس التنفيذى لشركة سيسكو لتكنولوجيا المعلومات، إن المؤشرات الضعيفة للأداء الاقتصادي والمخاوف من عدم قدرة البلاد خلال الفترة القادمة علي توفير احتياجاتها والمطالب الفئوية وحديث وزراء النقل السابقين عن فقر هيئة السكة الحديد، وغياب المصادر التمويلية أو وجود اعتمادات مالية كافية للتطوير ساهم فى عدم تطبيق ذلك المشروع.
ولذلك يلجأ المسئولون دائما إلى الحلول السهلة البعيدة عن بذل الجهد والتى ترفع أيديهم عن اتخاذ القرار والتى قد تتمثل فى اتجاه الحكومة لمشاركة القطاع الخاص في تطوير هيئة السكة الحديد.
وأيده فى ذلك الدكتور حمدى الليثى نائب رئيس غرفة صناعة المعلومات ورئيس لجنة النقل الذكى بها، موضحا أن أحد أسباب فشل إقامة المشروع في مصر ضعف البنية التقنية وحلول تكنولوجيا المعلومات بها فى ظل عدم استحداث طرق لتطبيقها.
وتابع الليثى أنه من الضرورى عند طرح مشروع أو تنفيذ أعمال ذات طبيعة تكنولوجية متطورة توفير العمالة المدربة لها على أعلى مستوى من الكفاءة والتدريب حتى لايقف نقص الخبرات والجانب التعليمى عائقًا أمام تنفيذ المشروعات الجديدة.