"رجال بقلوب من ذهب".. المقدم تامر فراج رمز الشهامة والإنسانية
الخميس 05/أكتوبر/2017 - 05:06 م
آية محمد
طباعة
تقدم محامي بحكم طرد لعائلة تقطن في أحد منازل حي الأميرية، للرائد محمد جهاد رئيس المباحث، مدعيًا حسب زعمه امتناعها عن سداد إيجار الغرفة المقيمة بها منذ 3 سنوات، وجعلت حفيدها يقطن معها نفس الحجرة بدون وجه حق، علي الفور كلف المقدم محمد جهاد معاونة النقيب أحمد جمال بتنفيذ حكم الطرد، توجه ومعه حملة من الأمناء والأفراد لتنفيذ حكم المحكمة ظناً منهم بوجود مقاومة ممن يكمنون في السكن، وبعد ساعات عاد النقيب أحمد جمال للرائد محمد جهاد قائلاً: "لم استطع التنفيذ، مناشدًا الرائد محمد جهاد التوجه معه إلى لسيدة لمعرفة سبب عدم التنفيذ، وبالفعل توجه الرائد محمد جهاد لسكن السيدة ولهول ما رأى لم يستطع حتى سؤالها أو التحدث معها، لقد رأى أمامه شبح لسيدة عجوز طاعنة في السن لا تقوى علي السير وشاب ينام علي مرتبة في الأرض هي كل ما في الغرفة شاحب الوجه لا يستطيع حتى رفع يديه، وبعد أن تمالك نفسه قليلاً حدثها قائلاً: "من هذا الشاب يا أمي ؟"، بالكاد نطقت بأنه ابن بنتها المتوفاة قريبًا وكان والده توفي وتركه في عمر 5 سنوات وهو مصاب بمرض ضمور العضلات ولا يقوى علي الحركة، وبسؤالها عن عدم سداد إيجار الغرفة، أجابت بأن كل معاشها 1400 ج وعلاج حفيدها 3000 علي الأقل شهريًا، وأنها تحضر نصف العلاج فقط لعدم قدرتها علي استكمال مبلغ العلاج وبسؤالها من أين تأكل هي وحفيدها؟، أجابت "ربنا ما بينساش حد".
أصبح الرائد محمد جهاد في حيرة من أمره بين واجبه والتزامه الشرطي، وبين إنسانيته وإيمانه بروح القانون في بعض الحالات التي تستوجب ذلك، طلب من السيدة العجوز أن تأتي معه للقسم هي وحفيدها بعد أن طمأنها، وتوجه النقيب أحمد جمال واثنين من الأمناء المصاحبين لهم، وحملوا الحفيد إلى سيارة الشرطة وأغلق باب الغرفة محذرًا المالك فتحها أو الاستيلاء عليها حتى تتسلم السيدة وحفيدها كل متعلقاتهما المتمثلة في مرتبة وملابس بالية، وتوجه بهما إلى ديوان قسم الأميرية وأدخلهم الاستراحة الشخصية خاصته، وأخطر المحامي الخاص به وطلب منه السعي في عمل معارضة للحكم وقام بإعطائه مبلغ الإيجار المستحق من جيبه الخاص، وقام بإيجار غرفة مؤقتًا للسيدة وحفيدها.