سباق محموم بين واشنطن وموسكو حول السيطرة على آخر معاقل "داعش"
السبت 11/نوفمبر/2017 - 12:04 ص
سيد مصطفى
طباعة
استعاد تنظيم داعش، الجمعة، السيطرة على نحو 50 في المئة من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، إثر "هجوم مضاد"، ضد مواقع قوات النظام السوري وحلفائها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن جيش النظام السوري وحلفاؤه الخميس سيطرتهم على كامل البوكمال، التي كانت تعد آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا، لكن "إثر هجوم مضاد مساء الخميس، تمكن تنظيم داعش اليوم من استعادة أكثر من 40 في المئة من المدينة، واتهم مصطفى بالي، النظام السوري بعقد صفقة مع تنظيم داعش في البوكمال السورية، ليدخل ذلك في الصراع بين موسكو وواشنطن حول إمتلاك آخر معقل لداعش.
وبدأ السباق بين القوتين عندما أبدت موسكو أن لديها أدلة دامغة “غير معلنة” أن الجنرال الروسي “فاليري أسابوف” قد قتل شرقي سوريا، بعملية “غدر وخيانة” بتدبير من قبل واشنطن، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية روسية، دون تقديم أي إيضاحات حول الفاعل أو الجهة التي تقف خلف مؤامرة “الغدر والخيانة” التي اعتبرت واشنطن متورطة فيها أيضا.
وكان الجنرال الروسي الراحل فقد كان يشغل منصب رئيس المستشارين العسكريين الروس في سوريا، وكان يعمل برفقة الضباط والعسكريين السوريين في عدة مناطق كان آخرها دير الزور.
وأكد مسؤول روسي بإخلاء مروحيات تابعة للتحالف بقيادة أمريكا زعماء حرب متنفذين من داعش من دير الزور، وقال: "إن الولايات المتحدة لا تزال ترى معنى وجودها في المواجهة مع روسيا".
وأعلن فرانز كلين تسيبيش، النائب الاول لرئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، أن مسألة قيام طائرات هليكوبتر تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بإجلاء بعض قادة مسلحي "داعش" من دير الزور بسوريا هي واقعة ثابتة 100%
كما أكد مصدر عسكري دبلوماسي قد أكد لوكالة نوفوستي، أن القوات الجوية الأمريكية قامت، أواخر شهر أغسطس الماضي، بإجلاء أكثر من 22 قياديا لـ"داعش" من محافظة دير الزور السورية إلى شمال البلاد.
وقال مصطفى عبدي، الصحفي الكردي، أن السباق انحصر بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حلفاء الولايات المتحدة، والنظام "إيران" الى مدينة البوكمال، وهو يقترب من مراحله الاخيرة بانسحاب روسيا من المنافسة بعد فشل أهدافها في الوصول الى حقول النفط والغاز شمالي المدينة، وخاصة بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية على حقل التنك -ثاني أكبر حقل نفطي في سورية- في بادية الشعيطات شرقي ديرالزور بعد حقل العمر، مشيرًا إلى أن سباق النفط عمليا إنتهى لصالح قسد فيما يظل الصراع الايراني، الامريكي مرتكزا على الحدود السورية العراقية في نقطتي القائم العراقية - البوكمال السورية.
وأكد عبدي في تصريحات خاصة لـ"المواطن" البوكمال هي اهم ركيزة لمدينة حضرية كبيرة تربط بغداد بدمشق بلبنان، أي هي مفتاح استكمال الهلال الشيعي، وقاسم سليماني مع "الحرس الثوري" شاركوا في التخيط والمشالركة في حربها التي بدأت بدخول ميليشيا الحشد الشعبي المدينة من العراق شرقا، ورفع اعلام ايران في ساحتها، بعد أن فتح الجيش العربي السوري وميليشيا حزب الله ممرات آمنة لخروج مسلحي داعش باتجاه البادية أو العفو عمن أراد.
وأضاف عبدي معركة قسد نحوها لم تكن هدف استراتيجي بقدر ما كانت عبئا ضمن استراتيجة أمريكية موجهة لوقف التمدد الايراني وهو التمدد الذي تساهم فيه المعارضة السورية-السنية- وان كانت تدعي العكس.
وقال قنديل كوباني، المقاتل بوحدات حماية الشعب الكردي، أنه يوجد تعارض بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا وبين قوات النظام المدعومة روسيًا، فقبل عدة ايام تعرضت قوات سوريا الديمقراطية لقصف بالدبابات النظام السوري المدعوم من ميليشيات ايرانية شرقي ديرالزور بالتزامن مع مواجهات عنيفة مع داعش
وأكد قنديل في تصريحات خاصة لـ”المواطن” أن قوات النظام تحاول عرقلة تقدم قواتهم بأتجاه الحدود العراقية شرقي الفرات وصولا لمدينة البوكمال أحد معاقل داعش على حدود العراقية والتي تقابلها مدينة القائم العراقية وتتوسطهم معبر حدودي، وكان الاشتباك متعمد لعرقلة تقدم القوات، خاصة وأن مكاسب قوات “قسد” الاخيرة افزعت النظام وحلفائه، وخاصة آبار النفط
وبين كوباني أن هناك ثلاث قوى رئيسية في سوريا روسيا كان هدفها السيطرة على ابار البترول لتعويض خسارتها في سوريا، بعد أن ايجاد قاعدة لها في شرق الاوسط اللذي بات وجود الروسي فيه معدوما قبل فترة، ايران هدفها ربط ميليشياته مع بعضهم من طهران لدمشق للبنان مرورا ببغداد، ولذلك فسوريا تعتبر ما حدث خسارة لها بمعركة دير الزور. وأوضح كوباني أن قوات قسد يهمها تحرير الارض والشعب اكثر من ابار البترول والدليل لقد حررت مدينة منبج وتل ابيض وغيرها التي لا توجد فيها ابار بترول او حتى مصدر مادي.
وقال على الإبريجاوي، المسئول الإعلامي بكتائب صفين، المشاركة بالحشد الشعبي، ومن القوات الرديفة للجيش العربي السوري، أن قواتهم حاليًا تتواجد بسوريا، كجناح عسكري لمقاتلة داعش في دير الزور.
وأكد الازيرجاوي في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن القوات مقتصرة على جبهه داعش بالجبهات في سوريا، وهي تحاول تطويقها من الجانبين السوري والعراقي، موضحًا أن القوات نجحت في دخول البو كمال بدير الزور والعمليات مستمرة وبقوه بعد الهجوم المضاد لداعش.
وشبه الازيرجاوي قوات سوريا الديمقراطية بداعش، معتبر وجودها اصلا لتعرقل القوات، ولكن حتى الآن، ولم يصلوا اليهم ولا يوجد تماس معهم ووجودهم في سوريا هو لتخريب والوقوف ضد القوات والجيش، وعرقلتها بإسناد أمريكي.