يتواجه قادة أوروبا اليوم الثلاثاء في بروكسل مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لأول مرة منذ اتخاذ بلاده قرارا تاريخيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وأفادت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية -في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- بأنه كان من المقرر أن يستمع قادة الـ 27 دول المتبقية في الاتحاد الأوروبي خلال العشاء إلى كاميرون وهو يشرح مسار بريطانيا لخروجها من الاتحاد ورؤيته لمستقبل علاقة بلاده مع شركائها السابقين؛ غير أنه من المرجح أن يتم تأجيل مناقشة أية خطط ملموسة لخليفة كاميرون المتوقع اختياره في سبتمبر المقبل، الأمر الذي أثار انزعاج قادة الاتحاد الأوروبي الذين يتطلعون إلى انسحاب سريع لبريطانيا تخفيفا للاضطرابات.
وقالت إن تعافي الأسواق العالمية والجنيه الإسترليني اليوم الثلاثاء، بعد الهبوط الذي شهدته عقب صدمة التصويت على مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، يشير إلى هدوء الصخب الاقتصادي، على الأقل في الوقت الراهن. وفي الوقت نفسه، توحي الدعوات المتزايدة من السياسيين البريطانيين بأنهم يسعون إلى التوصل لتسوية مع الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تبقي أمتهم بالقرب من الاتحاد بقدر الإمكان دون أن تكون عضوا رسميا فيه.
وأشارت إلى أن قادة أوروبا سيعقدون اجتماعا غدا الأربعاء بدون حضور كاميرون لمناقشة هذا الأمر بالإضافة إلى تبني موقف تفاوضي مشترك ضد بريطانيا.
ورأت "واشنطن بوست" أن مغادرة البريطانيين أشعلت المخاوف من أن تتبعها دول أخرى، مما قد يشكل تحديا لنسيج تحالف تم نسجه معا بين أكثر من عشرين دولة مختلفة. وقال بعض القادة الأوروبيين إن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي سوف تحتاج إلى نشر أفكارهم الخاصة حول دولة كانت عضوا في الاتحاد الأوروبي وانحرفت عن آماله التي عقدت منذ فترة طويلة لتوفير الرخاء الاقتصادي والاستقرار من ساحل المحيط الأطلسي إلى حدود البلطيق مع روسيا.