بعد الإجماع العربي وتعليق استقالة الحريري.. "حزب الله إلى أين؟"
الأربعاء 22/نوفمبر/2017 - 10:50 م
سيد مصطفى
طباعة
تداعى المشهد في لبنان على إثر إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق استقالته بناء عن طلب من رئيس الجمهورية ميشيل عون، بعد بيان الجامعة العربية الذي هاجم بشكل صريح حزب الله، وأدان أنشطته، ليضع السؤال الحاسم حزب الله اللبناني بعد التضييق العربي، إلى أين؟، وهل تعليق استقالة الحريري مخرج جديد للحزب للخروج من أزمته، والإذعان للطلبات العربية.
تعليق استقالة الحريري من مصلحة البلاد..
قال إسماعيل أبو صخر، عضو تيار المستقبل، إن الرئيس سعد الحريري علق استقالته لأنها من مصلحة البلد، وتفويت الفرصة على من يريد استخدام هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان، وإعطاء دفع جديد للحوار قد ينتج عنها شيء ينأى بلبنان عن التدابير التي قد تتخذ بحقه، موضحًا أن السعودية لم تعليق على الإستقالة لكن يمكن في أي لحظة تنفيذها.
وأكد "أبو صخر"في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، "أن لبنان تحفظت على قرار جامعة الدول العربية لكي لا يقع في مواجهة مباشرة مع حزب المقاومة، ولكي يحفظ وزير الخارجية جبران باسيل ماء وجهه أمام الحزب، وحصل ما كان في الحساب، حيث أن الأمين العام للحزب كان راضيًا على هذا الموقف وأثنى عليه".
وأضاف أنه إلى الآن لم تتخذ إجراءات جدية بشأن الحزب، مما يعني أنه يغرد مع السرب حاليًا، والسعودية معارضة للجلوس على طاولة الحوار مع الحزب، وقد حسمت الأمر على أنه حزب إرهابي ولا يمكن النقاش بهذا الموضوع، بينما في لبنان لا أحد من الأطراف مستعد لنقل لبنان إلى عاصفة الحرب، مبينًا أن الرئيس الحريري يلتزم بالموقف السعودي ويتطلع دائمًا إلى الربيع العربي.
سراج.. بيان الجامعة الأول فعليًا..
ووصف سراج بهجت، المعروف بالعقيد سراج، السياسي اليساري اللبناني، اجتماع وزراء الخارجية العرب، بأنه البيان الأول من الجامعة العربية، الذي يشير بوضوح نحو الخلل العربي وطرق معالجته، مبينًا أن هناك تخبط في في المواقف المتباينة من الأطراف اللبنانية، والموقف اللبناني مهما كان ومهما رفع السقف إلا أنه يندرج في إطار المواقف التي لا تؤثر بمجرى الأحداث.
وأكد بهجت في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن موقف الرئيس بري من القرار بدا وكأنه يغرد خارج السرب كونه، تحدث بنوع من السخرية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، حين قال: "نحن نعتذر لأننا قاتلنا إسرائيل"، موضحَا أنه إذا كان حزب الله قاتل إسرائيل ليس معناه أن يتدخل بوقاحة بالصراعات الدائرة في المنطقة العربية، فالمقاومة الوطنية اللبنانية أخرجت إسرائيل باقوة من 80% من الأراضي التي احتلتها بين العامين 78 و82، ولم تتدخل حتى في الحرب العبثية اللبنانية.
وأضاف بهجت، أن التخبط اللبناني نتيجة القرار العربي الصادق والصريح بمجريات الأحداث ولا ينفضل عنها، كون المشهد كاد ينفجر من الصمت العربي المخيف قبل صدور هذا القرار، مؤكدًا عودة سعد الحريري إلى لبنان الأربعاء القادم في ذكرى استقلال لبنان.
وأوضح بهجت، أن حزب الله أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يدخل في مشروع الحل أو التصعيد وهذا ليس بمصلحته أبدًا، وحزب الله منذ نشأته كان يتغنى بالإجماع اللبناني والعربي والدولي حوله، أما الآن لا يوجد حوله إجماع لبناني أو والعربي أو دولي.