"خبير طاقة": التنمية المستدامة لن تتحقق إلا بترشيد الاستهلاك
الإثنين 27/نوفمبر/2017 - 05:52 م
نهال سيد
طباعة
أكدت خبير الطاقة والتنمية المستدامة ونائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا سابقًا أنهار حجازي ضرورة نشر الوعي وترشيد الاستهلاك والترشيد المستدام للطاقة والمياه من خلال تنظيم مجموعة من المبادرات بهدف تحقيق التنمية المستدامة.
وقالت حجازي، في محاضرة ألقتها خلال اليوم الثاني من الدورة التدريبية لرفع الوعي بقضايا التغيرات المناخية اليوم الاثنين، إن مبادرة (شموس المعرفة) ستُطبق على الجيل الناشئ بالمدارس من خلال تطبيق النظام الشمسي متعدد الأنواع باستخدام الكهرباء الموفرة بالمكتبات، وبدأ تنفيذها في مدارس النيل والمدارس اليابانية، ونسعى إلى تفعيل الفكرة في جميع المدارس وإنشاء مبانٍ ذات فكر ترشيدي.
كما استعرضت عددًا من المبادرات التي ستؤثر إيجابيًا في القطاع الشمسي، من بينها مبادرة شمس الصحة، وتتضمن تزويد المستشفيات بالنظم المزدوجة، بالإضافة إلى مبادرة (شبابنا شمس بلادنا)، وتتضمن تزويد مراكز الشباب والنوادي الرياضية بالألواح الشمسية لنشر استخدام الطاقة الشمسية، وأيضًا مبادرة (طريقك مشمس)، وتُخصص لإنارة الشوارع والإعلانات بالطاقة الشمسية.
وأشارت حجازي كذلك إلى تطبيق مبادرة (شمس الصحة) بالمستشفيات، التي تكفل بها التأمين الصحي بجزء من التبرعات لتفعيل نظام ترشيد الاستهلاك وتطبيق مبادرة (شبابنا شمس بلادنا)، التي ساهمت في تغيير اللمبات الموفرة المرشدة للاستهلاك في وحدات تغيير الملابس والصالات الرياضية بالنوادي، وذلك لاستهداف توعية الشباب من خلال النوادي ودفع نصف تكلفة الكهرباء بالأسعار المدعمة لتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه، قال وزير الزراعة الأسبق الدكتور أيمن فريد أبو حديد إن الحل لمواجهة التغيرات المناخية هو عمل مشاريع ضخمة في الزراعة والاستصلاح الزراعي وليس الاعتماد على الـ5 والـ10 أفدنة للمزارع الصغير لكي نصل إلى الاكتفاء الذاتي الذي تحتاجه مصر، بالإضافة إلى تكاتف جهات الدولة ومراكز بحوثها، منها مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية والمعمل المركزي للمناخ الزراعية.
ولفت أبو حديد، خلال محاضرته في الدورة التدريبية لرفع الوعي بقضايا التغيرات المناخية، إلى أن تلك الجهات باستطاعتها توفير بيانات ومعلومات حول الظواهر الطبيعية، وتفعيل دور بنك ومركز معلومات التغيرات المناخية الذي أنشئ في عام 2009 لكي يستطيع متخذو القرار أن يخرجوا بمشاريع قومية تفيد المواطن المصري.
وألمح إلى أن نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية على مستوى الوطن العربي تتعرض للتدهور والتآكل بداية من نسبة 6% إلى 45%، مثل فلسطين وجيبوتي، منوهًا بأن الجفاف المائي الذي يؤثر على الزراعة نسبته تتراوح من 1 إلى 28%، مثل الكويت، أما في مصر، فنسبته 1%، خاصة أن النقص في المياه والجفاف يتزايد مع التغيرات المناخية، حيث ستصبح الدول الجافة أكثر جفافًا وستصبح الدول الرطبة أكثر رطوبة، وهذا يجعلنا نطمئن على منابع نهر النيل، لأنها دول رطبة والتغيرات المناخية ستزيد من حجم مياه نهر النيل في المستقبل، أما المناطق المتوقع بها شح المياه وستتأثر بشدة هي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومتوقع تظهر آثاره بقوة في عام 2025.
وأضاف أبو حديد أنه بالعلم الحديث، يمكن أن نحول النقمة إلى نعمة والاستفادة من التغيرات المناخية والظواهر المناخية الجامحة التي أصبحت تظهر كثيرًا في الآونة الأخيرة، مسترشدًا بظاهرة السيول التي تسقط في البحر الأحمر، فرغم أنها مدمرة، إلا أنها يمكن أن تكون وسيلة لتخزين المياه وتحويلها من ظواهر مدمرة إلى ظاهرة مفيدة، ويمكن حدوث هذا في كل الظواهر في مصر والوطن العربي.
وتابع أن مصر لديها إمكانيات ضخمة لاستخدام مناخها في توليد الطاقة من الطاقة الشمسية في الصحراء الغربية وتوليد الطاقة من الرياح في الصحراء الشرقية، مؤكدًا أن تأثر قطاع الزراعة بتغيرات المناخ وصل لدرجة كبيرة من الخطورة، وسيزداد تأثره في السنوات المقبلة حتى عام 2025، خاصة مع الكثافة السكانية التي وصلت لها مصر.
وأشار أبو حديد إلى أن التغيرات المناخية هي السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الحبوب في السوق العالمية، لافتًا إلى أن الزراعة تشكل جزءًا كبيرًا من الدخل القومي في العديد من الدول، عدا الدول شديدة الفقر أو المتقدمة جدًا، ومثال على ذلك جيبوتي واليابان.