انتشرت فى الآونة الأخيرة بمحافظة سوهاج، ظاهرة المصانع غير المرخصة العشوائية، والتى تمثل كابوسا مزعجا للجميع، ذات المنتجات الضارة بصحة المواطنين، والتي عرفت إعلاميا بـ "مصانع بير السلم"، ولا يوجد عليها رقابة إطلاقا إلا بالصدفة البحتة فى حين اكتشاف تلك المصانع أو وقوع كارثة كبيرة مثل تسمم مجموعة كبيرة من الأهالي أو طلاب المدارس او ما شابه ذلك.

حيث ظهرت منتجات غذائية من مأكولات ومشروبات بأسماء وهمية لا صحة لما كتب عليها من بيانات او شركات فجميعها لا يمت للواقع بشئ ولا تملك سجلا تجاريا او بطاقة ضريبية، وتأخذ تلك المصانع غير المرخصة أسماء تقترب من اسماء ماركات ومصانع معروفة حتى تختلط على المواطنين الأسماء ويعتقدونها من المنتجات الجيدة والمعروفة ويقبلون على شرائها.

لا يراعي أصحاب هذه المصانع ضميرهم ويستخدمون مواد مجهولة المصدر فى عملية التصنيع تودى بحياة الانسان والحيوان، بغرض الربح المادي السريع والسهل غير المكلف جراء ذلك.

انتشرت تلك المصانع فى اماكن عدة بمحافظة سوهاج، ومنها منطقة الكوثر وبعض المناطق الصناعية بالمحافظة، بالإضافة إلى انتشارها بطريقة ملفتة للنظر فى الشقق السكنية والمنازل بعيد عن أعين الرقابة والمسئولين.

ويقول أحمد عمران مراقب اغذية بمديرية الصحة بسوهاج، أنه تم ضبط العديد من المصانع غير المرخصة ومنها مصانع حلويات ومشروبات غذائية وعصائر وغيره، وتم إعدام ما تم إيجاده بها وغلقها وتحويل اصحابها الى النيابة العامة للتحقيق وجارى شن العديد من الحملات المثيلة.

وأضاف "عمران"، أن الحملات مستمرة وبكثافة علي الأسواق والمحلات، خاصة بعد أن تعددت الشكاوى من وجود عبوات عصائر مجهولة المصدر بالأسواق، وبعض منتجات حلوى المولد وخاصة في هذه الأيام، مشيرا إلي أن مصانع بير السلم تقوم بتجميع زجاجات العصائر الفارغة وغسلها بالاستعانة ببعض العمالة وإعادة تعبئتها بالعصير مجهول المصدر أو منتهي الصلاحية وطرحها بالأسواق مرة أخرى، أما ما يتعلق بحلوى المولد فتقوم بخلط مواد غير صحية ومكسبات طعم ولون مضرة بالصحة بعيدا عن أعين الجهات الرقابية.

وأضاف أنه تم ضبط 23 طن ملح غير صالح للاستخدام الآدمي، يتم طحنه وتعبئته فى أكياس بأسماء لشركات كبرى استعدادا لبيعها لمحلات البقالة والأسواق بمركز طما، وايضا تم ضبط 22 ألف عبوة آيس كريم ملوثة بمركز جهينة، وأيضا 2.5 طن جيلاتي 75000 عبوة بسكويت مجهولة المصدر بمركز جهينة أيضا.

وأكد العميد محمد نصحى مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج، أنه تم فى الفترة الأخيرة شن عدة حملات علي على هذه المصانع، وبالفعل تم ضبط عدد من المصانع لإنتاج العصائر دون ترخيص واستخدامها لسلع ومدخلات إنتاج مجهولة المصدر في عمليات التصنيع وطرحها بالأسواق، للتربح منها، بالإضافة إلى العديد من مصانع الحلوى وخاصة حلوى المولد النبوى بسبب رواج الطلب والعرض عليها لقرب مناسبة المولد النبوي الشريف.

يقول "أيمن صالح" موظف بالآثار أن تلك المصانع أصبحت تمثل قنابل موقوتة تهدد حياة الأبرياء بعد ان انعدمت الضمائر وغابت الرقابة في بعض الأحيان، مما يجعلنا ندقق كثيرا فى شراء المشروبات والحلويات وتاريخ انتاجها، وطالب بتعقب ومتابعة جميع المصانع المنتشرة من خلال الحملات المستمرة خاصة في الأماكن الجديدة والصناعية وتوقيع أقصى العقوبات علي المخالفين الذين يرغبون فى المكاسب والأرباح المادية دون أية اعتبارات أخرى ولو علي حساب حياة الآخرين وخاصة الأطفال فى الشوارع والذين هم عرضة للشراء من تلك المنتجات دون أن يوجههم احد.

ومن جهته أكد الدكتور ايمن عبدالمنعم محافظ سوهاج أنه كلف مديرية الشئون الصحية ومدير التموين بالتعاون مع مباحث تموين سوهاج، بشن حملات مكبرة على تلك المصانع والقضاء عليها، وأضاف أنه تم ضبط العديد من المصانع وغلقها وتحويل أصحابها للنيابة العامة للتحقيق.