أكد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء الدكتور محمود حسين ،أهمية استخدام صور اقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية لدعم خطط التنمية بالدولة ،وأنه يتم استخدام تكنولوجيا الاستشعار لاجراء دراسات إقليمية ومكانية لرصد التغيرات التي تطرأ على الموارد الطبيعية وتقييم التأثيرات الطبيعية والبشرية والتي تؤثر على الموارد المتاحة بجميع المناطق ومحافظات الجمهورية.

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة العلمية التي نظمتها الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بالتعاون مع جامعة شيبا اليابانية ،وبالتنسيق مع جامعتي أسيوط والوادى الجديد وذلك بحضور محافظ الوادى الجديد اللواء محمد الزملوطي ولفيف من المتخصصين والخبراء و لفيف من المسئولين اليابانيين بمقر الهيئة ، تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار.

واشار رئيس الهيئة إلى أن بروتوكول التعاون الموقع مع المحافظة لتحديد الأراضي القابلة للزراعة والرقعة الزراعية والامتداد العمراني وأماكن السيول وكميات مياه السيول المتوقعة والاستفادة منها وأنسب الأماكن لحصار هذه المياه وكذلك رصد حركة الكثبان الرملية بالمحافظة.

وأكد الدكتور محمود حسين أن محافظة الوادى الجديد أصبحت أول محافظة موثقة رقميا فكل ماهو على أرضها من أماكن زراعية و عمرانية وسياحية ومعدنية وأثرية تم توثيقه تكنولوجيا باستخدام تقنيات الاستشعار من البعد..مشيرا إلى انه سيتم خلال الفترة المقبلة تكوين فرق عمل من جميع الهيئات البحثية والعلمية للبدء في وضع خطط تطبيقية للتنمية في محافظة الوادى الجديد اعتمادا على قاعدة البيانات الرقمية التي تم الانتهاء منها.

ومن جانبه اشاد محافظ الوادى الجديد بالتعاون المثمر مع الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحديد مواقع التنمية المختلفة بالمحافظة ،كما أن البروتوكول الموقع مع الهيئة استهدف ايضا تحديد أهم المعادن والخامات وكمياتها وأماكن تواجدها ذات الجدوى الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الهيئة ستقوم أيضا برفع كفاءة وقدرات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالمحافظة من حيث البنية المعلوماتية.

ودعا محافظ الوادى الجديد جميع العلماء إلى تقديم كافة الدراسات والمشروعات التطبيقية لتنمية المحافظة ..مؤكدا انه سيقدم كافة الدعم و التسهيلات المادية لتنفيذ تلك المشروعات على أرض الواقع.

واستعرض الاستاذ محمد نجيب حجازي بهيئة الاستشعار قاعدة البيانات الجغرافية الرقمية التي تم إنشائها لامكانيات ومحددات التنمية المستدامة بمحافظة الوادى الجديد وتطبيق نظم دعم اتخاذ القرار المكاني..مشيرا إلى أن المحافظة تمثل الصحاري غير المأهولة بها أكثر من 90 % من اراضيها ولعل مناطق الواحات من المناطق الواعدة بالمحافظة بما تشمله من تواجد بشري وموارد بيئية إلى جانب احتوائها على العديد من موارد أرضية ومياه جوفية ،بالإضافة إلى العديد من مناطق التراث الحضاري.

واكد أنه تم حصر لإمكانات مناطق الواحات وتقييم مواردها المختلفة ودراسة فرص التنمية بالمحافظة( الجيولوجيا والثروات المعدنية والمحجرية،التربة والزراعة، الموارد المائية،مناطق الآثار والسياحة الطبيعية) ..لافتا إلى أنه تم كذلك حصر معوقات التنمية المستدامة بالمحافظة كتدهورالأراضي والتصحر والسيول وزحف الكثبان الرملية والانهيارات الارضية ومن ثم إنتاج خرائط للمناطق الحساسة بيئيا.

واشار الدكتور السيد عباس زغلول الاستاذ بالهيئة إلى أنه تم إنتاج قواعد بيانات للتراث الثقافي والحضاري في محافظة الوادى الجديد باستخدام تقنيات الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء التي تزخر بالعديد من النقوش الصخرية والمعابد والمقابر والمحاجر القديمة التي تستحق التسجيل والمشاهدة حيث تقف شاهدة على فترات سابقة كانت تزدهر فيها الحياة على مر العصور.

واوضح أن العديد من المناطق الأثرية المهمة تنتشر في أنحاء المحافظة ،ففي الواحات الخارجة يوجد (جبانة البجوات، معبد هيبس، معبد الناضورة ، معبد الغويطة ، معبد الزيان، معبد دوش ) وفي الواحات الداخلة يوجد ( معبد دير الحجر ، آثار البشندي ، مصاطب بلاط الفرعونية، آثار بلاط الاسلامية ، قرية القصر الاسلامية ، مقابر المزوقة ) ، بينما يوجد في واحات الفرافرة ( كهف الحارة ، كهف وادى الابيض ، الصحراء البيضاء ، جبال الكريستال، وادى حنس ).

وتم خلال فعاليات الندوة عرض نتائج الابحاث والدراسات التي قامت بها الهيئة بالتعاون مع جامعة شيبا اليابانية باستخدام بيانات الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية عن تأثير المناخ على أساليب الري والزراعة، وإنعكاسه على النواحى الاجتماعية في مجتمع الواحات الداخلة "حالة دراسة ..قرية الراشدة"،وعرض الخريطة الجيولوجية للواحات الداخلة ودراسة كفاءة نظام الري في زمام بئر 3.

وعلى هامش الندوة وقعت الهيئة القومية للاستشعار من البعد اتفاقية تعاون علمي مع جامعة شيبا اليابانية لتنفيذ عدد من الدراسات في مختلف المجالات الحيوية المهمة،وتنظيم الزيارات العلمية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وتبادل الخبرات وبناء القدرات وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل .