مساعد وزير الداخلية الأسبق في حواره مع "المواطن": مصممون على دحر الإرهاب
الإثنين 01/يناير/2018 - 10:16 م
أحمد زكي
طباعة
"في قلب المحن تظهر المنح".. لعل هذه المقولة هي خير مثال على ما يحدث داخل مصر خلال كل عملية إرهابية تحدث وتشهدها أرض "المحروسة" منذ ابتلاها الله بداء الإرهاب السقيم، والذي ما يزال يحاول النيل من وحدة شعبها واصطفاف أبناءها جنبًا إلى جنب.
وحرصت بوابة المواطن الإخبارية على استجلاء الجانب الآخر من محنة الحادث الإرهابي الذي شهدته منطقة حلوان بالقاهرة، بعد استهداف إرهابيين لمقر كنيسة مارمينا، وتضحيات رجال الشرطة ومنعهم لكارثة محققة، وتلاحم الشعب مع رجال الأمن في التصدي للعناصر الإرهابية.
وكان لنا هذا الحوار مع اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، لتسليط الضوء على جانب آخر من جوانب العملية الإرهابية التي شهدتها مصر اليوم الجمعة.
كيف ترى الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا اليوم؟
الحادث عملية إرهابية قذرة تحاول - كالعادة - النيل من استقرار هذا الوطن، وتفتيت تلك اللحمة الوطنية المتجمعة والمتراصة في مواجهة الإرهاب وزبانيته، كما تحاول عرقلة مسيرة التنمية وتشكيك الشعب المصري في قدرة أجهزته الأمنية.
هل هناك جوانب أخرى للحادث؟
بالتأكيد هناك جوانب أخرى، ومنها ما هو ملئ بالأمل والتفاؤل، ويبعث روح جديدة وقوية في نفوس المخلصين من أبناء هذا الشعب، ولعل أبرزها تصدى رجال الأمن للكارثة، ويقظتهم اللافتة التي منعت كارثة محققة من الحدوث، والتي كانت كفيلة بسقوط العشرات من الضحايا من الأبرياء.
وماذا عن المشككين في قدرات أجهزة الأمن المصرية حتى الآن؟
للأسف التشكيك لا يزال موجود، ولن ينتهي لأسباب واضحة وجلية، ولكي نفهم تلك الأسباب يجب أولًا أن نفرق بين نوعين من التشكيك في قدرات الأمن المصري، فهناك ما يقرب من 80% من المشككين لهم أغراض وتحركهم دوافع كراهية تجاه هذا الوطن، أما الـ20% المتبقية فهم من الجهلة الذين لا يعلمون أنهم بتشكيكهم هذا يساعدون في زيادة الضغوط على أجهزة الأمن.
ولكن هذا قدرنا في الشرطة، لا نتوقع أن تكون طعنة الغدر من تجاه العدو فقط، ولكنها تأتي بشكل مزدوج من جانب بعض الأشخاص المغرر بهم أو المغيبين، والذين لا يعلمون إلا قشور الأمور، ولا يدركون حجم تضحيات رجال الأمن على أرض الواقع.
هل ينعكس هذا التشكيك على الروح المعنوية لقوات الأمن؟
أي جهاز امني في العالم، يمر بتلك الظروف التي مرت بها الأجهزة الأمنية المصرية، كانت ستنعكس بشكل سلبي عليه، وربما دمرته بشكل كامل، لكن في مصر - وعن تجربة شخصية - التقي بشكل متكرر بضباط من قوات الأمن فوجئت بقدومهم من أماكن ملتهبة مثل رفح وبئر العبد والعريش والشيخ زويد، وحين سألتهم عن مدد خدمتهم كانت الإجابة صاعقة حيث ترواحت مدد الخدمة بين 6 و8 سنوات، رغم أن الطبيعي عامين أو ثلاثة على الأكثر، ولكنهم هم من طلبوا التجديد لهم حتى يتمكنوا من الثأر لزملائهم أو اللحاق بهم شهداء عند الله.
ولذلك فالروح المعنوية للأجهزة الأمنية المصرية مرتفعة للغاية، ومصممين على دحر الإرهاب والتعامل معه بمنتهى الحزم والقوة، ولن يزيدهم ذلك إلا إصرارًا على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه مهما كلفهم ذلك.
وماذا عن الجوانب الأخرى لحادث اليوم؟
هناك جانب شديد الإيجابية حدث اليوم، هو تلاحم الشعب مع الشرطة، ومن ينظر لمشهد الأشخاص المدنيين وهم يلاحقون الإرهابي حامل السلاح بأيديهم فقط وهم عزل من الأسلحة، ويركضون جنبًا إلى جنب مع قوات الأمن يدرك على الفور مدى تصميم هذا الشعب على دحر الإرهاب، كما يدرك تلاحم الشعب مع أجهزة الأمن المصرية.
كلمة توجهها للشعب المصري؟
الشعب المصري شعب شجاع، وتلاحمه مع قياداته هو السبيل لتطهير مصر من قوى الشر، ولذلك يجب على الجميع القيام بدوره كما ينبغي، فمن يشاهد أي تحركات مريبة أو تثير الشكوك، فعليه الإبلاغ عنها فورًا مع العلم أن تلك البلاغات سرية للغاية.
كما يفترض أن يكون الجميع على قدر من الوعي الذي لا يسول له تقديم بلاغات كيدية في أشخاص بينه وبينهم خصومة او ما شابه لأن ذلك يضاعف الجهد على اجهزة الأمن ويشتت تركيز الجهود على الأمور التي تستحق المتابعة والملاحظة، كما يجب أن يعلم الجميع أن بلاغاتهم سرية ولن تعود عليهم بالضرر النفسي او المادي لسريتها وكذلك عدم تزمت الأجهزة الأمنية مع البلاغات السلبية ما دامت بنية طيبة هدفها حماية الأمن القومي المصري.
والآن يعلم الشعب المصري أنه مستهدف بجميع طوائفه، وجميع فئاته، وخير دليل على ذلك ما حدث في مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، وما يحدث في الكنائس المصرية، فلابد للجميع التكاتف والتلاحم من أجل دحر هذا الإرهاب القذر الذي لا يفرق بين مسلم أو مسيحي.