يعيش الهلال مع الصليب.. مسلمو مصر يستشهدون على أبواب الكنائس
السبت 30/ديسمبر/2017 - 12:34 م
علي رجب - تصوير : محمد لطفي
طباعة
"يعيش الهلال مع الصليب" ليس شعار واجه الشعب المصري بجميع مكوناته وطوائفه، الاحتلال البريطاني سعيا للاستقلال خلال ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول، ولكن هو مبدأ يعتنقه ويمارسه المصريين كل لحظة وكل يوم وفي مواجهة أي تهديد يستهدف الوطن.
وخلال السنوات الماضية ومع ارتفاع موجة الإرهاب الأسود، برهن المصريون علي حقيقة واحدة أنهم امام أي تهديد لوطنهم تحت أي شعار أو أي مسميات سيهبون للدفاع عن وطنهم ومؤسسات دولتهم ودور عبادتهم ومنازلهم وشوراعهم، لأنها تشكل الوطن الجامع لهم.
وأمس الجمعة في هجوم على كنيسة القديس مينا في ضاحية حلوان جدد المصريون علي روح الوطن الأعلي حيث استشهد مسلمي مصر دفاعا عن كنائس مسيحي الوطن، كما استشهد مسيحي مصر دفاعنا عن مساجد الوطن، مهما يكن هناك من عوارض تمر علي العلاقة بين نسيجي الأمة، إلا الأزمات تبرهن علي وحدة الدم والتراب.
واستشهد أمين الشرطة رضا عبد الرحمن، في الهجوم الإرهابى الغادر الذي استهدف كنيسة مارمينا حلوان، وأسفر عن سقوط 9 شهداء وعدد من المصابين.
واليوم، شدد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال تقدم العزاء للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى شهداء الهجوم الإرهابى الذى استهدف كنيسة مارمينا فى حلوان، على أن هذا الهجوم الإرهابى الغادر جريمة نكراء، تجرد مرتكبوها من كل القيم الدينية والأخلاقية، وسفكوا الدماء المحرمة، من أجل إيقاع الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لكن النسيج الوطنى للشعب المصرى أثبت دوما أنه عصى على التخريب أو العبث، قائلا لقداسة البابا: "يدنا فى يدكم أخى لنحمي هذا الوطن ونحافظ على وحدة شعبه".
وفي وقت سابق، قال القس الدكتور أولا فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، "رأينا هنا فى مصر أمثلة مذهلة فلقد سمعنا عن مسلمين يدافعون عن مسيحيين، وعلينا أن نحب بعضنا بعضا ومن لم يحب لا يعرف الله لأن الله محبة".
واضاف الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى،" أننا مدعون كجماعات دينية محبة بعضنا البعض ونعترف بأننا جميعا ضعفاء ولدينا حاجة متساوية للحماية وحقوق الإنسان، والسلطات عليها توفير الأطر لذلك، نحتاج إلى أرضية صلبة تكون مشتركة لحياتنا معا، ومفهوم المواطنة يجب ترسيخه، ويجب أن نكون جيران وتلبى حاجتنا الأساسية الصحة والتعليم وتبادل حرية العقيدة".
وفي وقت سابق أعلن وزير الأوقاف، مختار جمعة، أن حراسة الكنائس "واجب شرعي ووطني"، مشيرًا إلي إن الذين يموتون دفاعا عن دور العبادة المسيحية يعتبرون شهداء.
وقال مختار جمعة "لا يوجد فرق بين المسلمين والمسيحيين في حربنا ضد الإرهاب". وفي الشهر الماضي استشهد 300 شخص في هجوم ارهابي على مسجد في سيناء حيث هرب المسيحيون من العنف.