تعرضوا للضرب والإهانة والمعاملة السيئة داخل المعتقل السوداني، لم يرتكبوا جرماً لكي يعاقبوا، ضاع مستقبلهم بعدما باع أهاليهم أرضهم لتعليم أبناءهم وتأمين مستقبلهم لكنهم عادوا بلا أمل ولا عمل ولا مال، إنهم طلاب الثانوية العائدين من دولة السودان الشقيقة بعد اعتقال أكثر من 15 يوماً.
التقينا بهم لمعرفة معاناتهم، محمد جمعة أحد طلاب الثانوية العائدين من السودان يقول ذهبنا للسودان كي نحصل على الشهادة الثانوية من هناك لندخل كليات محترمة ودفعنا أكثر من 70 ألف جنيه لنقيم هناك 6أشهر وذاكرنا واجتهدنا وأدينا امتحاناتنا إلا أننا فوجئنا في اليوم الرابع بسيارة شرطة تُلقي القبض علينا من أمام المدرسة دون معرفة السبب وذهبنا لمبنى المخابرات السودانية وهناك بدأت رحلة العذاب.
أزمة السودانيين
أوضح أحد العائدين من السودان قائلاً كنا هنطلع لكن جالهم تليفون قالهم خدوا العاطل في الباطل وحسينا إن الموضوع في السودان سيب وأنا أسيب بسبب أزمة السودانيين اللى تم احتجازهم في مصر ومصادرة أموالهم واحنا حسينا اننا هنكون ضحايا للدولتين .
أضاف قائلاً تاني يوم تم ترحيلنا للمعتقل السوداني وبدأت أكبر رحلة عذاب سحبوا مننا عينات دم وعرفنا أننا في المعتقل من سجل المعتقل اللي كنا بنملاه ،والأردنيين هما اللي صعبوا علينا الموضوع علشان كان معاهم الامتحانات على الموبايلات واحنا ملناش ذنب ،وعندما سألنا ضابط المعتقل هنخرج امتى قال بعد 3سنين صُدمت لكنى تماسكت أعصابي وعندما دخلنا الزنزانات وضعونا كل 5 طلاب في واحدة لاتتعدى مساحتها ال5 أمتار وبدون أي متنفس ولا فيها حتى شباك وكانوا بيقدمولنا أكل عبارة عن بضع من أرغفة الخبز وكل اثنين في كوب شاي، إضافة إلى بطاطس وشعرية باللبن في العشاء وكنا بنأكل بإدينا ولما سألت الضابط عن معالق قال دا فبيتكم مش هنا وكنا بنام على البلاط .
ضاع مستقبلنا
واختتم حديثه قائلاً احنا ضاع سنة من عمرنا من غير سبب وأطالب الرئيس أنه يعمل لنا امتحان في السفارة السودانية هنا، وهناك 6من أولياء الأمور محتجزين ياريت يرجعوا .
وقال إبراهيم محمد عبدالفتاح ،أحد الطلاب العائدين قمنا بأداء أمتحاناتنا وفوجئنا فى اليوم الرابع بعد أداء امتحان الفيزياء وذهابنا لسكننا بأن بعض الضباط قاموا بالهجوم علينا أثناء نومنا وتفتيشنا وأخذوا متعلقاتنا .
أضاف عبدالفتاح قائلاً الظابط بيسألنا أنتوا سربتو الإمتحان قولنا لا فضربنا وهددنا وقال لظابط تانى لو اتحركوا اضربهم بالرصاص واحنا مش عارفين في إيه وأخدونا في سيارة شرطة وذهبوا بينا لمبنى المخابرات ولما وصلنا لقينا زملاءنا المصريين هناك ووقفونا وشنا للحيطة وسألونا عن الغش وتسريب امتحان قولنا منعرفش حاجة .
22 مصرى و6 أولياء أمور
أردف قائلاً كنا حوالي 22مصري و6 من أولياء الأمور وفى ناس اتمسكت ورانا ودخلنا المعتقل وكانوا بيعاملونا معاملة سيئة وكانوا بيضربونا وسحبوا مننا دم وقالولنا انتوا جايين تعدوا السودانيين بالأمراض وقالنا اقفوا زي الصنم وقعدوا يخوفونا ويقولولنا احنا مش مطلعينكم وانتوا مش شايفين الشمس تانى، انتوا جايين تخربوا اقتصاد البلد ومعروف اننا معملناش حاجة والاردنيين السبب .
وأوضح أحد الطلاب العائدين من السودان قائلاً أبويا باع أرضنا علشان يسفرنا وهناك المذاكرة أحسن والتنسيق وأبويا مركب دعامتين في القلب وباع الأرض وأنا نفسي أكمل امتحاناتي وافرح أهلى، واتعمل فينا كتير وعاوزين نمتحن وحاسس ان مش هيجيلى حقي .
علامات الضرب على أجسادهم
أضافت والدة أحد الطلاب العائدين قائلة ابني لما رجع شوفت علامات الضرب على ظهره، مطالبة بإعادة الامتحان.
وقالت: صرفنا كثير من الأموال، وعاوزين مستقبل أبناءنا، عاوزين حقنا.. الوزيرة هتيجي تعمل إيه بس عاوزينهم يمتحنوا وعاوزين حق المصريين وكنا قلقانيين .
وقالت أخرى أنا بتقطع من جوابا على ابني ومستقبله اللي ضاع وهو طالب محترم ومؤدب والبلد كلها حزينة علشانه ومكنتش عارفة اعمل إيه وبستغيث بالحكومة محدش عمل حاجة، ولادنا أطفال يسيبوهم ينضربوا ليه، يا ريس ولادنا يتهانوا ياريس وملهمش قيمة في كل مكان علشان ملناش قيمة ارحمنا ياريس ابنى خسارة ومستواه ممتاز وكان بيطلع من الأوائل حرام السنة تضيع عليه .