«الخطاب الديني».. ما بين دعوات التجديد ومسئولية الصمت
الأحد 03/يوليو/2016 - 03:11 ص
زادت الدعوة إلى "تجديد الخطاب الديني" في ظل انتشار الفكر المتطرف والتكفيري، خاصة بعد ظهور اثار التشدد والانحلال في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية، وهو ما جعل الرئيس عبدالفتاح السيسي يحمل الأزهر الشريف مسئولية تجديد الخطاب الديني.
وتجديد الخطاب الديني كمصطلح يعني عدة أمور يجب الإجابة عليها في البداية بأن يكون قائما على التيسير لا التعسير، وإظهار صحيح الدين، لا بالقصير المخل أو بالطويل الممل، وبلغة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، ويجب أن يتناول موضوعًا واحدًا وليس عدة مواضيع.
وحول تجديد الخطاب الديني، أكد الدكتور بكر زكي عوض، العميد السابق لكلية أصول الدين، أنه ينبغي أن يهتم المتخصصون بمناقشة عدد من المصطلحات المهمة التي تشكل عنصرا أساسيا في نمو الأفكار الخاصة بالتيارات المتشددة والمتطرفة والتي تحتاج إلى اهتمام وتركيز من قبل القائمين على العمل الدعوي لمواجهة تلك الأفكار المغلوطة والخاطئة عن صحيح الدين، لافتا إلى أن تلك المصطلحات الأربعة التي اعتمد عليها الفكر التكفيري تتمثل في الإيمان وما يتعلق به والكفر وما يتعلق به والبدعة وقضية الخلافة.
تابع بكر أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) اختلفوا فيما بينهم لكن لم يُكفّر بعضهم بعضا، وكذلك افترق المسلمون بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكفر أحد منهم أحدا، لافتا إلى أن أول حكم بالكفر قد ظهر في عهد الخوارج، قائلا "نحن أحوج إلى كتب العقيدة الميسرة، مع إعداد قواعد جديدة تساعد على فهم النصوص الدينية بطريقة صحيحة.
بينما يرى الدكتور خالد غانم، رئيس قسم الدعوة والتربية الإسلامية بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية (نور مبارك) بكازاخستان، أنه منذ الحديث عن تجديد الخطاب الديني وإعطاء التوكيل للمؤسسات الدينية لتلك المهمة وهناك بالفعل إيجابيات، والتي من بينها تجفيف منابع الفكر المتطرف ومواجهة أصحاب الفكر الديني المجافي للواقع من خلال عدم السماح إلا للمتخصصين بالحديث في الدين، واعتلاء المنابر بعيدا عن التيارات والفئات الأخرى غير المتخصصة.
وأضاف: وفي الوقت نفسه الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف عبر تدشين مرصد الإفتاء الخاص بمواجهة الفتاوى التكفيرية وهو ما يواجه العصر، علاوة على فتح منافذ أخرى تعطي أريحية جديدة لأهل التخصص المبلغين للخطاب الديني المتسق مع الواقع والمتعايشين مع دنيا الناس وذلك بفتح نافذة لقناة فضائية تحمل اسم الأزهر، هذا إضافة إلى فتح منافذ الإعلام لعلماء الأزهر والأوقاف لنشر الفكر الديني الصحيح والقيام بخطاب ديني حضاري وعصري وهو أمر لم يكون متواجد بتلك الصورة خلال الفترة الماضية، إضافة إلى ما يقوم به الأزهر من قوافل دعوية تجوب المدن والقرى لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض.
وتابع: ينبغي توافر أساسيات الخطاب الديني في كل داعية أو مبلغ عن الله تعالى؛ لأنها هي منهج دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن) سورة النحل، وفي الحديث النبوي الشريف (البخاري ومسلم) ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا، مما يدلل على أن ذلك لم يكن هذا سلوكه في خطابه الديني، فقد جانب الصواب في البلاغ عن الله تعالى.
وأكد غانم أننا نحتاج لمواكبة الخطاب الديني لروح العصر في شرح مبادئه، والفهم للنص وتنزيله للواقع المتغير هو أساس تجديد الخطاب الديني، وهذه حكمة بالغة بلا شك لأنها رسالة تهمس في أذن المبلغين عن الدين والعلماء والدعاة، وفي الوقت نفسه نصيحة لأصحاب الفكر المتطرف الذين تقوقعوا في الخطاب الديني عند حد القديم والظاهر من النص وترك روحانيته والهدف منه.
وأشار غانم إلى أن تجديد الخطاب الديني هو فهم لروح الإسلام بأن يبلغ القديم "النصوص" في قالب عصري يجمع بين التنوير والعقلانية المتسقة مع روح النص، وهذا الفهم نلحظه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة) أخرجه الإمام البخاري، فالبلاغ يقتضي فهم مسئولية العالم أو الداعية هو البلاغ عن الله وليس حمل الناس أو إكراههم عليه وهو تكليف، وكلمة عني في الحديث تقتضي الاحتكام إلى وحي الله تعالى وهو تشريف والكلمة الثالثة ولو آية: تهدف إلى مضمون البلاغة من الإيجاز ومطابقة الكلام لمقتضى الحال، وهو تخفيف، وبناءً عليه فإن الخطاب الديني يجب أن يكون تكليفا وتشريفا وتخفيفا.
وتجديد الخطاب الديني كمصطلح يعني عدة أمور يجب الإجابة عليها في البداية بأن يكون قائما على التيسير لا التعسير، وإظهار صحيح الدين، لا بالقصير المخل أو بالطويل الممل، وبلغة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، ويجب أن يتناول موضوعًا واحدًا وليس عدة مواضيع.
وحول تجديد الخطاب الديني، أكد الدكتور بكر زكي عوض، العميد السابق لكلية أصول الدين، أنه ينبغي أن يهتم المتخصصون بمناقشة عدد من المصطلحات المهمة التي تشكل عنصرا أساسيا في نمو الأفكار الخاصة بالتيارات المتشددة والمتطرفة والتي تحتاج إلى اهتمام وتركيز من قبل القائمين على العمل الدعوي لمواجهة تلك الأفكار المغلوطة والخاطئة عن صحيح الدين، لافتا إلى أن تلك المصطلحات الأربعة التي اعتمد عليها الفكر التكفيري تتمثل في الإيمان وما يتعلق به والكفر وما يتعلق به والبدعة وقضية الخلافة.
تابع بكر أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) اختلفوا فيما بينهم لكن لم يُكفّر بعضهم بعضا، وكذلك افترق المسلمون بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكفر أحد منهم أحدا، لافتا إلى أن أول حكم بالكفر قد ظهر في عهد الخوارج، قائلا "نحن أحوج إلى كتب العقيدة الميسرة، مع إعداد قواعد جديدة تساعد على فهم النصوص الدينية بطريقة صحيحة.
بينما يرى الدكتور خالد غانم، رئيس قسم الدعوة والتربية الإسلامية بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية (نور مبارك) بكازاخستان، أنه منذ الحديث عن تجديد الخطاب الديني وإعطاء التوكيل للمؤسسات الدينية لتلك المهمة وهناك بالفعل إيجابيات، والتي من بينها تجفيف منابع الفكر المتطرف ومواجهة أصحاب الفكر الديني المجافي للواقع من خلال عدم السماح إلا للمتخصصين بالحديث في الدين، واعتلاء المنابر بعيدا عن التيارات والفئات الأخرى غير المتخصصة.
وأضاف: وفي الوقت نفسه الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف عبر تدشين مرصد الإفتاء الخاص بمواجهة الفتاوى التكفيرية وهو ما يواجه العصر، علاوة على فتح منافذ أخرى تعطي أريحية جديدة لأهل التخصص المبلغين للخطاب الديني المتسق مع الواقع والمتعايشين مع دنيا الناس وذلك بفتح نافذة لقناة فضائية تحمل اسم الأزهر، هذا إضافة إلى فتح منافذ الإعلام لعلماء الأزهر والأوقاف لنشر الفكر الديني الصحيح والقيام بخطاب ديني حضاري وعصري وهو أمر لم يكون متواجد بتلك الصورة خلال الفترة الماضية، إضافة إلى ما يقوم به الأزهر من قوافل دعوية تجوب المدن والقرى لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض.
وتابع: ينبغي توافر أساسيات الخطاب الديني في كل داعية أو مبلغ عن الله تعالى؛ لأنها هي منهج دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن) سورة النحل، وفي الحديث النبوي الشريف (البخاري ومسلم) ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا، مما يدلل على أن ذلك لم يكن هذا سلوكه في خطابه الديني، فقد جانب الصواب في البلاغ عن الله تعالى.
وأكد غانم أننا نحتاج لمواكبة الخطاب الديني لروح العصر في شرح مبادئه، والفهم للنص وتنزيله للواقع المتغير هو أساس تجديد الخطاب الديني، وهذه حكمة بالغة بلا شك لأنها رسالة تهمس في أذن المبلغين عن الدين والعلماء والدعاة، وفي الوقت نفسه نصيحة لأصحاب الفكر المتطرف الذين تقوقعوا في الخطاب الديني عند حد القديم والظاهر من النص وترك روحانيته والهدف منه.
وأشار غانم إلى أن تجديد الخطاب الديني هو فهم لروح الإسلام بأن يبلغ القديم "النصوص" في قالب عصري يجمع بين التنوير والعقلانية المتسقة مع روح النص، وهذا الفهم نلحظه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة) أخرجه الإمام البخاري، فالبلاغ يقتضي فهم مسئولية العالم أو الداعية هو البلاغ عن الله وليس حمل الناس أو إكراههم عليه وهو تكليف، وكلمة عني في الحديث تقتضي الاحتكام إلى وحي الله تعالى وهو تشريف والكلمة الثالثة ولو آية: تهدف إلى مضمون البلاغة من الإيجاز ومطابقة الكلام لمقتضى الحال، وهو تخفيف، وبناءً عليه فإن الخطاب الديني يجب أن يكون تكليفا وتشريفا وتخفيفا.