صيادو بحيرة قارون.. يغزلون شباك الصبر والأمل
الأحد 07/يناير/2018 - 05:53 م
أحمد زكي
طباعة
لم يبالوا بصقيع الشتاء، كما لم يبالوا من قبل بنار الصيف، فخرجوا يبحثون عن وعد ربهم على ظهر ألواح خشبية في بحيرة ملك غني لم يسألوه أو غيره عن رزق أو قوت، وإنما سألوا ملك الملوك، فأغناهم وأعطاهم، حين خرجوا إلى بحيرة قارون يطلبون رزق الله.
كم خرجوا وخرج غيرهم، فعادوا برزق الطير في يدهم، ورضا داخل قلوبهم اصطبغت به وجوه مصرية سمراء، فأضاءت بنور خفي، لا يعرف طعمه إلا العاملون، حين لم يجلسوا فينتظروا هدايا السماء، أو عطايا الرؤساء، فصنعوا حياتهم، وخلقوا سيرة ونبراسا لعل غيرهم ينظر فيهتدى أو يضل على نفسه.
تعلموا الصبر فصبروا، غزلوا صبرهم خيوطا أتي إليها رزقها فرضوا به قليلًا فازداد، و كثيرًا فملأته البركة، فابتسموا ابتسامة الرضا، ولحق بهم أبنائهم ربما بدافع الفضول مرة، ومرات بدافع الأمل الذي زرعوه فيهم.