صور| "إيدز النخيل" وباء يهدد لقمة عيش مزارعي الوادي الجديد
الثلاثاء 23/يناير/2018 - 12:40 م
محمد حجي
طباعة
تعد النخيل من أهم مقومات الحياة في محافظة الوادي الجديد، ومصدر الرزق الرئيسي لمعظم المواطنين بالمحافظة، ويوجد بالمحافظة نحو مليون و700 الف نخلة تنتج سنويا 45 الف طن من البلح الخام من مختلف الانواع، أما النوع الأكثر اهمية للمزارعين، والذي يحقق دخلا اقتصاديا لهم هو البلح السيوي النص جاف أو كما يطلق عليه البعض البلح "الصعيدي" وتنتج المحافظة من هذا النوع نحو 30 الف طن بلح.
وبالرغم من هذه الثروة القومية التي تمتلكها الوادي الجديد من النخيل إلا أن خطر انتشار سوسة النخيل الحمراء المعروفة علميا بـ "إيدز النخيل" بات يهدد لقمة عيش معظم مواطني المحافظة، حيث تعتبر سوسة النخيل من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل، لأنها تصيب الشجرة بشكل مباشر حيث تنمو في جميع أطوارها داخل جذع الشجرة. والضرر الحقيقي الذي تحدثه هذه الآفة للنخلة هو موت النخلة.
ورغم أن سوسة النخيل لم تدخل الوادي الجديد منذ زمن بعيد إلا أنها أصبحت خطر حقيقي يمكن أن يقضي على ثروة النخيل بالمحافظة.
سوسة النخيل دخلت الوادي الجديد سنة 1992 وهى نوع من الخنافس حمراء اللون وتعتبر من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل حيث إنها تلحق آثارًا ضارة وكبيرة بالأشجار التي تصيبها فيمكنها أن تفتك بملايين الأشجار في وقت قصير، خاصة أن هناك صعوبة في اكتشاف المرض مبكرًا والحشرة لها القدرة على الطيران في المزارع، مما يسهل انتشارها تزامنا مع رفض المزارعين إزالة الأشجار المصابة، والتي تمثل لهم قيمة بالغة الأهمية وفقا للموروث الثقافى والاقتصادي الراسخ لدى أبناء المحافظة فشجرة النخيل الواحدة تحتاج من 5 لــ 7 سنوات كى تنمو وتنتج محصولها من البلح.
من جانبه قال الدكتور مجد المرسي رئيس القطاع الزراعي بمحافظة الوادي الجديد، إن بداية ظهور هذا المرض في الواحات كان في عام 2005 بواحة الفرافرة ولم يكن معروف لدى المزارعين وانتقل إلى باقي المراكز حتى بلغ العدد في عام 2008 نحو 2500 نخلة، وهو ما دعا المحافظة إلى توحيد الجهود نحو القضاء على هذا المرض ليتم حصاره مؤخرا.
وأضاف المرسي، أنه يتم حاليا علاج النخيل المصاب بالسوس عن طريق الحقن الكيماوي، والذي حقق نتائج كبيرة بالمقارنة برش المبيدات، مؤكدا أنه تم تدريب المزارعين على كيفية الحقن وأصبحوا يقومون به بأنفسهم فور رصدهم لأى إصابات.
وأشار المرسي، إلى أن المديرية خلال الفترة الأخير نفذت عدة حملات وقائية للحماية من سوسة النخيل الحمراء على مستوى المحافظة حيث حيث تم تسجيل 385 نخلة مصابة بسوسة النخيل الحمراء فى 3 مراكز على مستوى المحافظة، تضمنت تسجيل 227 نخلة مصابة بمركز الخارجة، و148 نخلة مصابة بمركز الداخلة، و10 حالات مصابة بمركز الفرافرة.
وأعلن مدير عام الزراعة، أنه تم إعدام 44 نخلة بواقع 22 شجرة نخيل فى مركز الخارجة، و20 نخلة فى مركز الداخلة حتى الآن، وجار علاج باقى الحالات المصابة عن طريق الحقن الكيميائى والرش، كما يتم إستكمال تعقد الدورات التدريبية للمزارعين للتعرف المرض وكيفية العلاج.
وأفاد أن المديرية قامت مؤخرا باتخاذ عدة إجراءات احترازية لمواجهة هذا المرض، حيث تم حظر دخول النخيل من خارج المحافظة لحين توقيع الكشف عليها بمعرفة مهندسى ومشرفى المديرية وذلك لمنع نقل المرض من خارج المحافظة ومحاسبة من يقوم بإدخال أي فصائل نخيل بدون علم المديرية.