بالرغم من مساحتها الشاسعة إلا أنها ومن الوهلة الأولى للزائر لمستشفى التكامل الصحي بعرب جهينة التابعة لمركز شبين القناطر، والتي تم تحويلها إلي مركز صحة الأسرة ضمن قرار الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق في نظام "مبارك" بتحويل جميع مستشفيات التكامل الصحي بالقري، بعد إنفاق ملايين الجنيهات عليها لوحدات لطب الأسرة وهي وحدات لا تحتاج لهذه المساحات من الأراضي لإقامتها.

يكتشف أي زائر للمستشفى أن هذا التجديد كان لواجهة المستشفي فقط والتي يفترض فيها أنها الملاذ الأخير لسكان هذه المناطق التي تفتقر لوجود مستشفيات عامة أو خدمات صحية علي مستوي يماثل المدينة، ولكن من سوء حظ سكان هذه المناطق أن الوحدات الصحية بها لا تمتلك مقومات العمل الصحي مما حولها لمرتع للكلاب الضالة.

بوابة "المواطن" الإخبارية، رصدت أراء أهالي عرب جهينة، فيما وصل إليه حال المستشفى من تردي في الخدمات الطبية، والإهمال الجسيم التي شهدته المستشفى خلال الأعوام الماضية، في ظل تقاعس مسئولي الصحة بالقليوبية، مما أدى إلى تدهور الخدمات الطبية المقدمة لأهالي مركز ومدينة شبين القناطر.

أكد الأهالي، بأن مستشفى التكامل الصحي بـ "عرب جهينة" تخدم 5 قرى وهم "عرب الصوالحة، وعرب جهينة، ومدينة الأمل، وعرب العليقات، ومنشأة الكرام"، ويبلغ تعداد سكان تلك المناطق ما يقرب 100 ألف نسمة، إلا أن المستشفى الآن أصبحت خاوية على عروشها من الأطباء والممرضين والأجهزة الطبية.

وأضاف الأهالي، بأن المستشفى في السابق كان يوجد بها حجز لما يقرب من 249 سرير، وكان بها غرفة عمليات مجهزة على أحدث مستوى، كما كان يوجد بها جهاز أشعة مقطعية، إلا أن وكيل وزارة الصحة الأسبق، آبان حكم الرئيس الأسبق "مبارك"، قام بسحب جميع أجهزة المستشفى وقام بإنتداب الأطباء وتوزيعهم على المستشفيات الأخرى.

وأشار الأهالي، بأن مستشفى التكامل الصحي تم تشييدها على مساحة شاسعة تصل إلى 3 أفدنه، ومكونه من 3 أدوار، مؤكدين بأن هذا المبنى الكبير يعادل المستشفى المركزي بشبين القناطر، إلا أن يد الإهمال طالته مما أدى إلى تردي وسوء الخدمة الطبية المقدمة إلى المواطنين، حتى أصبحت المستشفى مرتعًا للحيوانات والكلاب الضالة.

وأوضح الأهالي، بأن أقرب مستشفى للقرية تبعد عنا مسافة 7 كيلو متر، وهو ما يمثل خطورة بالغة على نقل الحالات المرضية الحرجة الي المستشفى المركزي بشبين القناطر، حيث تقع المستشفى بمنطقة حيوية مأهولة بالسكان والمؤسسات الحكومية والخدمية، وبجوارها عدد من المدارس والمعاهد الازهرية ووحدة ترخيص النقل الثقيل بعرب العليقات، وبسبب قربها الشديد من الطريق الرئيسي الذي يربط بين مركزي "شبين القناطر والخانكة"، تصبح المستشفى هي الملاذ الوحيد في حالة وقوع أي حوادث مرورية على الطريق.

فضلًا عن تحول سيارة الإسعاف الوحيدة بالمستشفى إلى "خردة" يعلوها الصدأ وتسكنها الفئران والحشرات الزاحفة.

وناشد أهالي عرب جهينة، والقرى المجاورة لها، اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، والدكتور حمدي الطباخ وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، بإعادة النظر وتشغيل المستشفى كما كانت عليه في السابق، ومدها بكافة الأجهزة الطبية اللازمة، والأطباء المتخصصين، لخدمة الأهالي، حيث أصبحت المستشفى الآن لا تقدم سوى تطعيمات الأطفال، وصرف اللبن المدعم لهم، ومتابعة المواليد.